بعد المسافة وتأخر استلام الإنتاج يتسببان بتكاليف إضافية لمزارعي الشعير في كوباني

كوباني- فتاح عيسى- نورث برس

 

يعاني مزارعون في مدينة كوباني، شمالي سوريا، من صعوبات أمام تسويق إنتاج محاصيلهم من الشعير بسبب بعد المركز المخصص، ما يجبرهم على دفع ما وصفوه بتكاليف "كبيرة" لنقل إنتاجهم، بالإضافة إلى الازدحام الذي يشهده مركز صوامع "الجلبية"، مطالبين بتخصيص مركزين على الأقل لاستلام المحصول لتسهيل إجراءات التوريد.

 

وعلى الرغم من أن الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا قد أعلنت في 30 أيار/ مايو الفائت أنها ستشتري كامل محصول الشعير من المزارعين بسعر /150/ ليرة سورية للكيلو الواحد إلا أن مشاكل التوريد أجبر بعضهم على بيع الإنتاج للتجار بأقل من السعر المحدد.

 

وقال محمود محمد، وهو مزارع من قرية قره مزره، /10/ كم جنوب كوباني، إنه باع محصوله من الشعير للتجار بسعر /140/ ليرة سورية دون أن يدفع أجرة النقل، وذلك لبعد المسافة بين أرضه الزراعية ومركز صوامع الجلبية المخصص لاستلام الشعير والذي يبعد أكثر من /50/ كم.

 

وأضاف أن صوامع "روفي" تبعد عنهم مسافة /6/ كم فقط، ولكن لا يتم استقبال الشعير فيها، "بيع المحصول للتجار وفر عليّ أجرة النقل والعتالين".

 

من جهته، قال حجي قطوان (39 عام)، من مزارعي قرية قينطرة بريف كوباني الجنوبي، إنه ينتظر في طابور الشاحنات منذ يومين، وإن عليهم انتظار دورهم خلف شاحنات القمح.

 

وأضاف أنه شاهد شاحنات محملة بالشعير تدخل من خارج الطابور، "إدارة الصوامع لا تلتزم بإدخال الشاحنات وفق الدور المسجل"، على حد قوله.

 

وتتراوح أجور النقل حسب بعد المسافة وحجم سيارة النقل بين /100/ و/125/ ألف ليرة سورية، فيما يقوم المزارع بدفع مبلغ /10/ آلاف ليرة أو /15/ ألف ليرة لصاحب الشاحنة بدل كل يوم تأخير في الاستلام.  

 

وقال المتحدث باسم لجنة الاقتصاد في "مقاطعة كوباني"، خليل شيخ مسلم، إن تحديد صوامع الجلبية لاستلام مادة الشعير في المنطقة جاء "لأنها تقع وسط القرى والبلدات التابعة للمنطقة. شحن المحاصيل لمسافة تصل إلى /60/ كم تعتبر مقبولة".

 

وأشار إلى أنهم لم يستطيعوا استلام الشعير في مدينة كوباني على غرار العام الماضي، بسبب تخزين كمية بذار تابعة لمؤسسة إكثار البذار فيها، كما أنهم لا يستطيعون استلام الشعير في صوامع "روفي" كونها مخصصة لاستلام القمح في المنطقة.

 

وأضاف "شيخ مسلم" أن الازدحام الذي يشهده مركز صوامع "الجلبية" سببه وجود شاحنات قمح وشعير بآن واحد. في حين توقع أن ينتهي الازدحام خلال يومين، "لأن استلام محصول القمح سينتهي في اليومين القادمين، لذا سيبقى الاستلام لشاحنات الشعير فقط".

 

وتعتمد آلية استلام الشعير في مركز "الجلبية" على إدخال الشاحنات إلى داخل الصوامع حيث يتم أخذ عينة من الشعير وإرسالها للغرفة السرية وغرفة التحليل لتحديد درجة الجودة، حيث يتم رفض الشعير الذي يحتوي على نسبة عالية من الرطوبة أو يكون نسبة الشوائب (الأجرام) كبيرة، بحسب ما أوضحه رئيس المركز نواف عبد الرحمن.

 

وأشار عبد الرحمن إلى أن المركز سيستلم كميات كبيرة من مادة الشعير بعد انتهاء استلام القمح، "ما يتراوح بين /30/ و/40/ شاحنة محملة بالشعير يومياً، سيتم تخزين كمياتها في العراء بعد تجهيز مساحة التخزين بالأغطية المناسبة".