طرق في الرقة اهترأت بعد عام من تعبيدها ومسؤولون يتحدثون عن رداءة المواد المستخدمة
الرقة- أحمد الحسن- نورث برس
تدهورت أوضاع طرق في مدينة الرقة وريفها بعد حوالي عام من تعبيدها من قبل لجنة الإدارة المحلية والبلديات التابعة لمجلس الرقة المدني، حيث كثرت فيها الحفر وبدأت المواد الإسفلتية المستخدمة في التعبيد تذوب وتهترئ مع بدء فصل الصيف الحالي وارتفاع درجات الحرارة.
ويشتكي سكان وأصحاب سيارات من صعوبة التنقل بالإضافة إلى كثرة الأعطال والأضرار التي تصيب آلياتهم نتيجة سوء حالة الطرق واهتراء "المجبول الزفتي" المستخدم لتعبيدها العام الماضي.
وقال حمود العفر (56 عاماً)، وهو صاحب سيارة يعمل على نقل الخضار بشكل يومي من منطقة الكسرات في ريف الرقة الجنوبي إلى سوق الهال في المدينة، إن "الطرق التي تم تعبيدها العام الماضي أصبحت الآن غير صالحة للاستخدام، فهي تتسبب باهتراء الاطارات بشكل مستمر، ناهيك عن الأعطال في المحرك بسبب التصاق الإطارات بالإسفلت، ما يحمل محرك السيارة جهداً كبيراً".
وكانت لجنة الادارة المحلية والبلديات التابعة لمجلس الرقة المدني قد بدأت بداية شهر نيسان/ أبريل من العام الماضي بتعبيد العديد من الطرق في المدينة وريفها ضمن برنامجها الخدمي الذي كان يهدف إلى إعادة تأهيل جميع الطرق المتضررة في الرقة.
وتركز آنذاك على الطرق التي لم تعبد منذ بدء الأزمة السورية عام 2011، وتلك التي تضررت نتيجة المعارك التي شهدتها المنطقة عام 2017 بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
من جانبه، قال محمد نعسان (31 عاماً)، إن الحفر التي كثرت في طرق تم تعبيدها من فترة قصيرة، تدل على أن المواد المستخدمة في التعبيد "رديئة وغير صالحة لأعمال التزفيت، كما أنها مواد لزجة جداً تذوب بمجرد ارتفاع درجات الحرارة".
وأشار "نعسان" إلى أن مرور صهاريج النفط على طريق الكورنيش الجنوبي، والذي تم تعبيده أيضاً العام الماضي، كانت سبباً آخر لتضرر الطريق أكثر من غيره، " أصبحت الطرق الآن تشكل عقبة وصعوبة أمام حركة المرور، لو أنها بقيت على وضعها القديم لكان الحال أفضل".
وقال الرئيس المشارك للجنة الإدارة المحلية والبلديات التابعة لمجلس الرقة المدني، أحمد الخضر، إن أعمال تعبيد الطرق العام الماضي في مدينة الرقة وأريافها تمت بالاعتماد على مواد أولية مصنعة محلياً، وهي مادة الزفت المستخرجة من حراقات النفط داخل مناطق الإدارة الذاتية.
وأضاف لـ"نورث برس": "استخدمنا مادة (البيتومين الزفتي) المستخرج من حراقات النفط المحلية، لأن المواد النظامية التي تستخدم في التعبيد تحتاج إلى مصافٍ ضخمة تبلغ تكلفتها عشرات المليارات".
ولفت "الخضر" إلى أن طريق الكورنيش الشمالي، الذي يمتد ما بين الصوامع و الفروسية بطول /6/ كم، والذي استخدمت فيه مواد قديمة من المخزون الإسفلتي الذي يعود إلى ما قبل خروج مدينة الرقة عن سيطرة الحكومة السورية، "ولأن هذه المواد نظامية من حيث جودة الخلطة الاسفلتية لم يتضرر هذا الطريق".
وأوضح أن معظم مشاريع التعبيد في مدينة الرقة تم تنفيذها بتمويل من برنامج "فرات"، وهو برنامج دعم من الخارجية الامريكية للمجلس المحلي في الرقة لتأهيل البنية التحتية، كما أن التضرر لم يقتصر على الطرق التي تم تعبيدها في مدينة الرقة فحسب، بل شمل جميع الطرق التي استخدمت فيها "خلطة الإسفلت المحلية"، ومن ضمها الطريق الدوليM4 والعديد من الطرق في المناطق الواقعة غرب مدينة تل تمر شمال الحسكة.
كما بيّن "الخضر" أن لجنة الإدارة المحلية والبلديات قد أبرمت عقوداً تقضي بعدم سداد كامل المستحقات المالية للجهات المكلفة بالعمل إلا بعد مضي فترة ضمان زمنية وقدرها تسعة أشهر، وذلك لضمان عدم ظهور أي عيوب في الطرق، "لذلك ووفقاً لهذه العقود قد أوعزت اللجنة إلى المتعهد بإزالة الأجزاء التالفة من الطرق وإعادة تعبيدها".
هذا ومن المقرر البدء بإعادة تعبيد الطرق المتضررة مع نهاية شهر تموز/ يوليو القادم، بحسب لجنة الإدارة المحلية والبلديات التابعة لمجلس الرقة المدني.