أزمة حادة للمواصلات العامة في دمشق ولا حلول على الأرض
دمشق – نورث برس
تكتظ وسائل النقل الداخلي (الحافلات الكبيرة والسرافيس) في شوارع العاصمة دمشق بالركاب، إذ ينتظر البعض لساعات حتى يحظوا بالصعود إلى حافلة ما. لكن هذه المشكلة تتسبب بما يصفه سكان بـ"استغلال" سائقي سيارات الأجرة "التكاسي" حاجة منتظري الحافلات الكبيرة، وفي مقابل ذلك يطالب سائقو السرافيس (حافلات متوسطة) برفع تعرفة الركوب.
ولا يزال مشهد ازدحام الناس في مواقف السرافيس حاضراً إلى جانب سباق بين من يصل أولاً من الركاب للسرفيس القادم، وكل ذلك وسط تخوف من مخاطر فيروس كورونا الذي لا تزال حالات الإصابة به في ازدياد.
بين كورونا والأسعار
وبين التكاليف الباهظة لسيارات الأجرة "التكاسي" ومخاطر الإصابة بفيروس كورونا في "السرافيس"، يحتار الركاب في اختيار الأمرّين.
وقالت إسراء الحسن، وهي طالبة في جامعة دمشق، إنها لا تستطيع تحمّل دفع تكاليف سيارة أجرة "تكسي" كل يوم ذهاباً وإياباً من الجامعة، "عليّ الانتظار حتى أجد مكاناً لي في أي باص للنقل الداخلي كي يقلني لمنزلي".
وأضافت إنها مضطرة " لضرب إجراءات الوقاية من فايروس كورونا عرض الحائط والتي تنص على التباعد الاجتماعي وتجنب الازدحام"، مكتفية بارتداء الكمامة أثناء تنقلها.
بينما دفع الازدحام سارة بدران (30 عاماً)، وهي موظفة حكومية، إلى تحمل تكاليف "التكسي" لتجنب الازدحام والتدافع في الباصات، وهو ما ترى فيه مخاطر حقيقية للإصابة بفيروس كورونا المستجد الذي تزايدت إصاباته في العاصمة خلال الفترة الأخيرة.
تقول سارة: "أتحمل هذه التكلفة بهدف الحفاظ على صحتي وسلامة عائلتي".
وتفيد آخر الأرقام المعلنة من وزارة الصحة بوصول عدد الإصابات بكورونا إلى /152/ إصابة بعد تسجيل /6/ إصابات جديدة، يوم أمس الأربعاء، في بلدة رأس المعرة بريف دمشق.
رفع الأجرة أو حشر الركاب
وفي الوقت الذي زاد بعض أصحاب التكاسي أجرة التوصيلة، يقوم آخرون "بحشر كل ستة ركاب في السيارة"، وفق تعبير سكان، مستغلين سعي الركاب للوصول إلى وجهتهم بأقصر وقت.
وتوجد /26/ ألف سيارة تكسي "أجرة عمومي" مسجلة في مديرية النقل بدمشق، بينما العدد الحقيقي يصل إلى /10/ آلاف تكسي فقط يعمل حالياً في المدينة، بحسب الشركة العامة للنقل الداخلي.
ويطالب سائقو السرافيس برفع تعرفة النقل الداخلي بين أحياء دمشق في خضم الارتفاع الجنوني للأسعار بعد الانهيار الحاد في قيمة الليرة السورية منذ أيام.
وكان سائقو "السرافيس" قد أضربوا عن العمل لعدة ساعات، الإثنين الماضي، في مختلف الخطوط التي تربط جرمانا، شرق دمشق، بعدة أماكن من العاصمة دمشق مثل كراجات حلب وباب توما وكراج السيدة زينب.
وأنهى سائقو خط (جرمانا – باب توما) إضرابهم بعد حضور مدير الناحية الذي وعدهم برفع التعرفة المحددة سابقاً بـ /40/ ليرة سورية.
التعرفة لا تتوافق مع الغلاء
وقال آمر داوود، وهو سائق يعمل منذ حوالي عامين على خط (جرمانا- كراجات)، إن التعرفة المحددة بـ /60/ ليرة فقط قليلة للغاية، "وهي لا تتناسب مع ما نتحمله من تكاليف قطع الغيار وزيت المحرّك وغيره من المستلزمات، كما أن كمية المازوت التي نحصل عليها لا تكفي للعمل إلا لساعات محدودة وبذلك تكون الغلة أقل".
وأضاف: "فمن أين سأطعم أولادي والكل يعرف أن المواد الغذائية في الفترة الأخيرة ترتفع أسعارها بشكل يومي".
ونقلت جريدة تشرين التابعة للحكومة السورية، قبل أيام، عن مدير الشركة العامة للنقل الداخلي، حسن عمر، قوله إن أسباب أزمة النقل في محافظة دمشق تعود لزيادة سكان دمشق من /4/ ملايين إلى حوالي /10/ ملايين شخص نتيجة النزوح من "المناطق الساخنة".
وأضاف "عمر" أن ازدياد السكان أدى إلى حاجة وجود وسائط نقل إضافية، هذا عدا السرافيس التي خرجت من الخدمة والبالغ عددها /2,000/ سرفيس من أصل /7,000/ سرفيس مسجلة على خطوط النقل الداخلي في مدينة دمشق لأسباب مختلفة.