مزارعون في كوباني ينتقدون نقص دعم مشاريع الخضار الصيفية

كوباني – فتاح عيسى- نورث برس

 

انتقد مزارعو الخضار الموسمية في منطقة كوباني، شمالي سوريا، قلة الدعم الذي تقدمه مديرية الزراعة ومؤسسات الإدارة الذاتية، ما يؤدي إلى تقليص خططهم لتطوير إنتاجهم وأرباحهم من الخضار الصيفية التي تساهم في توفير احتياجات المنطقة بأسعارٍ منافسة والاستغناء عن توريد كميات منها من خارج المنطقة.

 

ويرى هؤلاء المزارعون أن هيئة الزراعة في الإدارة الذاتية مطالبة بتوفير الأسمدة والمبيدات الحشرية بأسعارٍ مناسبة، وكذلك تأمين مادة المازوت بكميات كافية، لتشجيعهم على زراعة مساحات أكبر من الأراضي وإضافة أصناف أخرى إلى قائمة المزروعات.

 

وقال عمر رشو (43 عاماً)، وهو مزارع من قرية سفتك /10/ كم غرب مدينة كوباني، إنه قام بزراعة قطعة أرض بمساحة أربعة دونمات بالخضار الصيفية كالفليفلة الطماطم (البندورة) والخيار والكوسا، لكنه يحتاج لتأمين الأسمدة بأسعار مناسبة من أجل تحسين إنتاج الخضار.

 

وأشار إلى "الارتفاع الباهظ" في أسعار الأسمدة والمبيدات الحشرية حيث لا يستطيع المزارع شراءها بالدولار أو ما يعادله بالليرة السورية، "والزراعة لا تنجح بشكل جيد دون الأسمدة والمستلزمات الأخرى".

 

وأضاف "رشو" أن دعم المزارعين سيعود بالفائدة على جميع سكان المنطقة، "توفير الخضار بأسعار مناسبة في السوق المحلية سيعود علينا وعلى السكان بالفائدة لأنها تباع بنصف أسعار الخضار المستوردة". بالإضافة إلى أن "تقديم الدعم للمزارعين سيساهم في دفع مزارعين آخرين للزراعة" في المنطقة، وهو ما سيؤدي إلى زيادة الإنتاج.

 

ولفت إلى أن بعض المنظمات الدولية والمحلية تقوم بدعمهم "أحياناً" بأصناف من البذور وأنابيب الري، لكنه يرى أن الواقع يفرض الحاجة إلى مزيد من الدعم من "مديرية الزراعة" أيضاً.

 

من جهته، قال شكري حسن (53 عاماً)، وهو مزارع خضار من قرية مناز /4/ كم غرب كوباني، إنهم يحتاجون إلى توفير بذور ذات نوعية جيدة وبأسعار مناسبة، بالإضافة للأسمدة التي تباع بنحو /20/ دولاراً للكيس الواحد.

 

وأضاف: "نشتري البذور من الصيدليات الزراعية بقيمة صرف الدولار، فيما نبيع منتجاتنا بالليرة السورية".

 

ولفت "حسن" إلى أن مديرية الزراعة تقوم بتأمين كميات قليلة من المازوت لمزارعي الخضار، وأن توفير كميات كافية منه سيدفع المزارعين لزراعة المزيد من المساحات بالخضار.

 

وفي العام الماضي قدمت إحدى المنظمات دعماً لزراعة البطاطا في المنطقة، وساهمت في تخفيض سعر كيلو البطاطا إلى /130/ ليرة سورية في السوق المحلية فيما كان يتم استيرادها من خارج المنطقة بـ /600/ ليرة، على حدّ قوله.

 

وقالت سوسن دابان، الرئيسة المشاركة لمديرية الزراعة في كوباني إنه يتم استيراد الأسمدة من الخارج بقيمة الدولار، ويتم بيع سماد اليوريا بـ /21/ دولاراً والسماد الأسود الشتوي بـ /17.5/ دولاراً، وهو ما يعادل سعر التكلفة تقريباً، وفق قولها.

 

أما بالنسبة لنقص دعم مزارعي الخضار بمادة الديزل (المازوت)، أضافت "دابان" أن السبب يعود إلى عملهم على تأمينه للحصادات في الوقت الحالي، وهو ما يعتبر أولوية الآن، بينما ستقوم المديرية بتأمين الكميات اللازمة لمزارعي الخضار خلال الأسابيع القادمة.

 

لكن مزارعين في المنطقة ينتقدون هذه الآلية، لا سيما أن مناطق الإدارة الذاتية تعتبر من المناطق المنتجة للمحروقات في حين تقوم بتصدير قسم منها إلى الجوار.