عودة طلاب جامعة دمشق إلى الدراسة وسط انتقادات بــ"عدم التزام" بإجراءات الوقاية

دمشق – صفاء عامر – نورث برس

 

عاد طلبة جامعة دمشق لمدرجاتهم الجامعية بعد شهرين من الإغلاق بسبب مخاطر انتشار جائحة كورونا، وذلك بعد إصدار الحكومة السورية قراراً في السادس من أيار/مايو الماضي سمحت بموجبه باستئناف العملية التعليمية في الجامعات اعتباراً من الـ 31 من الشهر ذاته، مع "الالتزام بضوابط وشروط السلامة الصحية".

 

لكن وعلى الرغم من التزام بعض الطلبة بالإجراءات الاحترازية إلا أن عدم التزام البعض منهم بالإجراءات يعرضهم لانتقادات من قبل زملائهم في الدراسة، في حين يبرر البعض عدم التزامهم بوضع الكمامة مثلاً بارتفاع سعرها. 

 

وقالت وعد الغزالي، وهي طالبة في كلية التربية، إن الازدحام ضمن الكليات سببه ملل الطلبة من الجلوس في المنزل بعد الحجر الصحي المنزلي، "فهم يجدون في جامعاتهم ملاذاً للالتقاء بأصدقائهم بعد الغياب".

 

لكنها تقول أيضاً إن عدم التزام الطلبة بوضع الكمامة ناتج عن غلاء سعرها الذي يبلغ /300/ ليرة، وتستخدم لثلاث ساعات فقط، "يجب عليك تبديلها بعد ذلك، سعرها يرتفع بحسب نوعية الكمامة. يصل سعر بعضها إلى ألف ليرة سورية".

 

ويبدأ الدوام في الجامعات من الساعة التاسعة والنصف صباحاً ويمتد حتى انتهاء المحاضرات في السادسة مساءً بتوقيت دمشق بما في ذلك يوم السبت بحسب برنامج كل كلية، مع تخفيض مدة المحاضرة حتى النصف، على أن يقتصر إعطاء المحاضرات على المعلومات الأساسية فقط وبشكل مكثّف وفقاً لإداريين في جامعة دمشق.

 

ووفقاً لصحيفة "الوطن" التي تديرها الحكومة السورية فإن جامعة دمشق وبمساعدة "فرق طوعية قامت بتعقيم الكليات ومدرجاتها ووضع ملصقات تؤكد على التباعد الاجتماعي على المدرجات وداخل الممرات ضمن الحرم الجامعي، كما وُضع جهاز لقياس حرارة كل من يدخل الكلية، بالإضافة لجهاز تعقيم، في حين شددت على ضرورة ارتداء الكمامات خلال ساعات الدوام".

 

وبالفعل بدت الكليات في اليوم الأول من الدوام معقمة ونظيفة، كما بدا بعض الطلاب ملتزمين بمسافة الأمان بين بعضهم البعض، وقلت مظاهر التجمعات على غير عادة الطلبة، إلا أن بعض الكليات شهدت ازدحاماً لافتاً بسبب الأعداد الكبيرة للطلاب المتقدمين لامتحانات نظام "التعليم المفتوح" والذي استؤنف مطلع هذا الأسبوع.

 

كما حاولت بعض الكليات تقسيم طلابها لفئات نظراً لإعدادهم الكبيرة وذلك للحد من الاكتظاظ.

 

وقال بشار عيسى وهو طالب في السنة الثالثة بكلية الهندسة المعلوماتية لـ "نورث برس" إن "أزمة كورونا غيرت من عاداتنا خلال الدوام الجامعي وفرضت علينا إتباع إرشادات السلامة العامة، خاصة التجمعات مع الأصدقاء في المقاصف".

 

وأشار عيسى إلى أن البعض من الطلبة يتعامل مع الموضوع بـ"السخرية أو اللامبالاة، متناسين أهمية الحفاظ على صحتهم سليمة من الفيروس ليس من أجلهم فقط بل من أجل عائلاتهم أيضاً".

 

وعلّق حول الازدحام الذي شهدته بعض الكليات "طابور المتقدمين للامتحان بيعمل ألف كورونا".

 

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات حول ما وصفها البعض، بـ "عدم جدوى تطبيق الإجراءات"، أمام الأعداد الكبيرة للطلاب وما يسببونه من ازدحام شديد، وكتبت حلا الجمالي، على حسابها في موقع فيسبوك، "لا فائد من البوابة الحرارية في الجامعة في ظل الازدحام الكبير للطلاب".

 

بينما وصفت ديالا الدخيل وهي طالبة في السنة الرابعة بكلية العمارة يومها الأول في الكلية بأنه "اهتمام جميل ومنظم" وعبرت أن أمنيتها في أن يبقى ذلك على حاله "وليس مجرد يوم وينتهي تطبيق الإجراءات".

 

وأثرت إجراءات الإغلاق بسبب كورونا على النظام التعليمي في سوريا عموماً لا سيما مع ضعف آليات تعويض الطلاب بطريقة "الأونلاين" وتلقي الدروس عن بعد، لكن الإغلاق أثر بشكل مباشر على بعض الطلاب خصوصاً الذين يستعدون للتخرج.

 

وقالت نتالي الحسين وهي طالبة في كلية الإعلام إن أزمة كورونا "عرقلت من تحضيراتي لمشروع تخرجي. كنت أنوي إعداده قبل العودة للدوام في الفصل الثاني. هذا الفصل سيكون قصير جداً وستداهمنا الامتحانات في وقت سريع".

 

وبحسب وكالة الأنباء السورية "سانا" وصل أعداد الطلاب الذين التحقوا بالدوام إلى نحو /750/ ألفاً فيما بلغ عدد الطلاب الذين يستكملون امتحانات التعليم المفتوح في الجامعات نحو /130/ ألف طالب، في وقت تعول فيه وزارة التعليم العالي "على وعي الطلبة الجامعيين في هذه المرحلة للالتزام بقواعد الحماية".

 

في غضون ذلك عاد الطلبة المقيمين في المدن السكنية الجامعية لوحداتهم وكانت "مدينة الباسل للسكن الجامعي" قد خصصت الوحدة رقم (20) كمركز للحجر الصحي، وعقمت جميع الوحدات السكنية قبل عودة الطلاب إليها، في حين بلغ عدد العائدين في اليوم الأول /800/ طالب بحسب ما قاله مدير السكن الجامعي أحمد واصل لإذاعة شام التي تبث برامجها من العاصمة دمشق.