مخاوف سكان بريف حماة من تجدد الاشتباكات بعد هجمات للفصائل المعارضة
حماة – نورث برس
لم تمضِ أشهر على سيطرة قوات الحكومة السورية على قرى سهل الغاب الغربي، بريف حماة الشمالي، حتى عادت مخاوف السكان من تحول قرى وبلدات المنطقة مجدداً إلى خط للاشتباك وجبهات للقتال خاصة بعد هجمات لفصائل المعارضة.
وكانت فصائل المعارضة المسلحة، من أبرزها الحزب الإسلامي التركستاني، قد استهدفت عدّة نقاط تمركز للقوات الحكومية في المناطق القريبة من خطوط التماس في سهل الغاب، في العاشر من أيار/ مايو الجاري.
وهو ما أثار مخاوف سكان من بلدات شطحة وجورين والرصيف والجيد في ريف حماة الشمالي الغربي من عودة المعارك بعد أن حسبوا أنّ الاتفاقات والتفاهمات الروسية – التركية وانتشار القوات الحكومية ستوقف هجمات الفصائل.
وقال أبو فاخر سليم، وهو خمسيني يسكن في بلدة "الجيد" ويملك محطة وقود على أوتوستراد جورين، لـ "نورث برس": "منذ بداية الأزمة السورية ومناطقنا وقرانا مستهدفة، فالكثير منا ترك المنطقة وهاجر إلى مناطق أخرى هرباً من الموت، واليوم عدنا على أمل الاستقرار، لكن فصائل المعارضة المتمركزة في جسر الشغور وجبل الزاوية لا تتركنا ننعم بالاستقرار".
وقال سومر الأحمد، وهو ثلاثيني يعمل في محل صيانة هواتف في بلدة "شحطة"، إنّ الهدوء الذي ساد المنطقة في الأشهر السابقة بعد خروج الفصائل المسلّحة من ريف حماة الغربي وبعض قرى جبل الزاوية، "أدى لدفع عجلة الحياة في بلداتنا، وتنشيط سوق العمل بعد عودة الكثير من السكان، لاسيما ممن كانوا قد توجهوا إلى اللاذقية ودمشق".
وتابع: "لكن الهجمات الأخيرة على نقاط القوات الحكومية في المنطقة، أجّجت مخاوف عودة مسلسل القصف اليومي، والاستهدافات المتكررة من الفصائل المعارضة، ولا ندري ما مصير الأوضاع الأمنية مستقبلاً".
وقال ثائر السليمان، وهو مختار بلدة الجيد ورئيس الجمعية الفلاحية فيها، لـ "نورث برس"، إن فصائل المعارضة المسلّحة تستمر في ممارسات وأعمال من مثل " حرق المحاصيل الزراعية وإتلافها، وخطف الفلاحين وقنصهم، من أجل ضرب اقتصادنا واجبارنا على الرحيل وترك مناطقنا، وبهدف تنفيذ تغيير ديمغرافي تخطط له تركيا".
وأضاف: "للأسف لا توجد أي طمأنة حكومية لسكان منطقة سهل الغاب يفيد باستقرارها، ولا توجد خطط حكومية جدّية لتنمية قرانا وبلداتنا ودعم اقتصادها، ما يساهم في خلق حياة غير مستقرة، تدفع السكان لعدم المغامرة بالقيام بأي أعمال طويلة الأمد".
وكانت القوات الحكومية قد استعادت نهاية العام الفائت 2019سيطرتها على مناطق في سهل الغاب بريف حماه الشمالي الغربي، بعد اشتباكات مع فصائل المعارضة المسلّحة في حملة العمليات العسكرية التي قامت بها مدعومة بالمدفعية والطيران الروسي.