"الراموسة" من أهم المناطق الصناعية بحلب.. غياب للخدمات وإهمال حكومي
حلب – نورث برس
بعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام على خروجها من دائرة الحرب، تعاني منطقة الراموسة الصناعية، في الجهة الجنوبية من مدينة حلب، من نقصٍ كبيرٍ في الخدمات وركود سوق العمل، رغم أنها المنطقة الأشهر في صناعة قطع غيار السيارات وصيانتها.
ولم يكن لمنطقة الراموسة نصيب كافي من جهود الحكومة السورية، فلا تزال المنطقة تعاني من نقص كبير في الخدمات يؤثر سلباً على عودتها كوجهة أساسية لإصلاح السيارات.
وقال بكري الصياد، وهو صاحب ورشة لبخ ودهان السيارات في منطقة الراموسة، لـ "نورث برس"، إن توقعاته قد خابت عندما نقل ورشته من حي "صلاح الدين" إلى منطقة الراموسة قبل ستة أشهر، "فلا إقبال يذكر من قبل أصحاب السيارات على هذه المنطقة التي تفتقد للخدمات وحتى للكهرباء التي تعد أبسط مقومات المنطقة الصناعة، فما أن يحل المساء حتّى تصبح المنطقة برمتها أشبه بمدينة أشباح بسبب الظلام".
أمّا عمر كيالي، وهو وكيل قطع غيار شركة "فولفو" في مدينة حلب، فقال لـ "نورث برس": "بالرغم من اللجان التي شكّلناها للتعاون مع محافظة حلب في سبيل تطوير الراموسة وإعادة إحيائها خدمياً لتكون كما كانت، لكننا لم نحصل سوى على الوعود الطنانة وجزء يسير من الخدمات".
وأوضح أن لجان البلدية والورش الخدمية التابعة للمحافظة قامت بإزالة الأنقاض وترحيلها وتأهيل الطرقات، "لكن لا نزال بحاجة للكهرباء ومراكز خدمية كالبريد والهاتف".
ويوجد في الراموسة عدد من ورش الحدادة والخراطة، لكنها لا تستطيع القيام بعملها كما في السابق قبل المعارك التي جرت بين فصائل المعارضة المسلّحة وقوات الحكومة السورية، والتي تسببت بدمار كبير بالبنى التحتية وخروج معظم المرافق العامة في المنطقة عن الخدمة.
وقال أحمد المعيري، وهو صاحب محل قطع غيار لسيارات الديزل والجرارات الزراعية، لـ "نورث برس"، إنّ معظم الزبائن وأصحاب السيارات يعزفون عن القدوم إلى الراموسة حالياً، بسبب وجود مناطق صناعية أقرب ضمن المدينة كالمشارقة والسليمانية، بالإضافة إلى رداءة البنى التحتية والخدمات في الراموسة.
وأضاف المعيري أنّه "يجب نقل الورش والمحال الموجودة ضمن مدينة حلب إلى الراموسة، بعد تأهيل المنطقة وتأمين الخدمات فيها، وهو أمر سيساهم بشكل كبير في إعادة إنعاش الراموسة لتعود مقصداً لأصحاب السيارات".
وقال نمير عقاد، وهو إداري في غرفة صناعة حلب، لـ "نورث برس"، إن هناك جهوداً تبذلها غرفة صناعة حلب بالتعاون مع المحافظة وبلدية حلب وحتى مؤسسة الإسكان العسكري، لتنفيذ مشاريع تعاد من خلالها البنى التحتية "لتكون الراموسة منطقة صناعية أساسية لكل ما يتعلق بالسيارات والآليات الزراعية تصنيعاً وصيانةً".
وأردف أن خططاً حكومية لإعادة الخدمات للراموسة "تجري بوتيرة بطيئة بسبب الظروف الاستثنائية التي يمر بها الاقتصاد السوري".