"لم نعش أصعب من رمضان هذا العام"… سكان يشتكون من الأسعار في الرقة
الرقة- أحمد الحسن- نورث برس
مع اقتراب عيد الفطر الذي يشهد عادة حركة تبضع نشطة، تعاني أسواق مدينة الرقة، شمالي سوريا، هذا العام من ركود اقتصادي و تباطؤ في حركة البيع والشراء بعد ارتفاع أسعار صرف الدولار وانهيار قيمة الليرة السورية.
وقالت خنسة الفرج (40 عاماً)، من سكان مدينة الرقة، إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والألبسة بلغ حداً لا يطاق، "لم يمر علينا أصعب من شهر رمضان هذا العام، فقد وصلنا إلى مرحلة نعجز فيها عن تأمين الطعام والشرب بسبب الغلاء الفاحش".
وأضافت أن معظم سكان الرقة لم يتمكنوا من بعث فرحة العيد في نفوس أطفالهم هذا العيد بسبب غلاء الألبسة، والحجة دائماً في أسعار الصرف، "الأكل والملبس وكل شيء أصبح بالدولار".
وتستمر قيمة الليرة السورية بالانهيار بشكل متسارع في السوق غير الرسمية، اليوم الخميس، فقد بلغ سعر الليرة السورية في مدينة الرقة /1610/ ليرة مقابل الدولار الواحد، فيما وصل الغرام من الذهب إلى /78/ ألف ليرة سورية.
وتعيل الفرج خمسة أطفال أيتام بالاعتماد على عملها بإحدى دوائر الإدارة الذاتية براتب "لا يكفي ثمن الطعام والشراب"، فهي المعيلة الوحيدة للعائلة بعد وفاة زوجها وفقدان اثنين من أبنائها حياتهم أثناء المعارك التي دارت في مدينة الرقة بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية"(داعش).
وتتراوح رواتب الموظفين في مناطق الإدارة الذاتية بين /80/ إلى /125/ ألف ليرة سورية (ما يعادل من /50/ إلى /80/ دولاراً أمريكياً).
ويربط مراقبون ومحللون اقتصاديون الانهيار المتسارع لسعر الليرة السورية بعقوبات "سيزر" أو "قيصر" والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في حزيران/يونيو المقبل، وكذلك الخلافات العميقة بين الرئيس السوري بشار الأسد وابن خاله رامي مخلوف، والتي أظهرها الأخير للعلن بعد فيديوهات نشرها على حسابه في فيسبوك مؤخراً.
من جانبه، قال عبدالله الحميد (38عاماً)، والذي يعمل بأجر يومي في ساحة الدلة في مدينة الرقة، إن الإجراءات الوقائية من فيروس "كورونا المستجد" منعتهم من العمل طيلة فترة حظر التجول، " كنت أستدين المال لإطعام أولادي".
وأضاف أنه عجز عن شراء لباس العيد لأطفاله، "أرخص قطعة لباس يزيد سعرها عن /8000/ ليرة سورية، علماً أن أجري اليومي في حال توفر لا يزيد عن /3000/ ليرة سورية، وهي لا تكفيني ثمناً للخبز والطعام، هذا عدا عن الأيام التي أعود فيها إلى بيتي دون أن أجد عملاً".
وقال بهاء الصالح(45عاماً)، وهو خياط للألبسة الرجالية، إنه اعتاد في كل عام على إقبال كبير من السكان على خياطة اللباس الجديد للعيد، "أما هذا العام فنادراً ما يأتينا شخص ليشتري ثوباً جديداً، فسعر الثوب الجديد وصل إلى /20/ ألف ليرة سورية".
وأوضح الصالح أن ثمن الثوب الرجالي لا يزيد عن /5000/ ليرة سورية في العام الماضي، مشيراً إلى أنهم يشترون بضاعتهم بالدولار،" لذا نضطر لرفع الأسعار لكي نستفيد، لكننا لن نجني ربحاً هذا العام، فرأس مال الثوب يزيد عن /18/ ألف ليرة سورية".
أما بخصوص ضبط الأسعار، قال مصطفى بوظان، رئيس مكتب التموين في بلدية الشعب في مدينة الرقة، إن "البلدية لا تستطيع تحديد أسعار المواد في مدينة الرقة أو اتخاذ أي إجراء لضبطها في هذه الأيام، لأن معظم المواد الموجودة في الأسواق مستوردة ويدفع ثمنها بالدولار الذي يشهد ارتفاعاً مستمراً في قيمة صرفه".
وأضاف: "الوضع خارج عن السيطرة".