"لا تكفي حتى منتصف الشهر".. موظفون من حلب يشكون تدني الرواتب

حلب – زين العابدين حسين- نورث برس

 

اشتكى موظفون بمدينة حلب من تدني رواتبهم مع تدهور الوضع المعيشي بعد انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي وبلوغه عتبة /1,650/ ليرة لأول مرة منذ اندلاع الأزمة السورية في العام 2011.

 

وقال "خليل عبد الرحمن" /51/ عام، وموظف متقاعد ومقيم بحي الأشرفية، بأن راتب تقاعده /56/ ألف ليرة، وهو مبلغ ضئيل لا يكفي أسعار ضروريات المعيشة اليومية، لذا يضطر للعمل كسائق سيارة أجرة.

 

"أنا الشخص الوحيد الذي أعمل في البيت، أصرف شهرياً  /40/ ألف آجار للمنزل، يبقى لدي /16/ ألف أدفعه لرسوم المياه و كهرباء الأمبيرات والهاتف".

 

راتب ضئيلة

 

أما "خولة الحسن" البالغة من العمر /22/ عاماً وتقيم بحي صلاح الدين، وتعمل وكيلة في سلك التعليم، فتقول إن راتبها الشهري /36/ ألف، يذهب ربعه للمواصلات والباقي منه لا يكفيها لعدة أيام.

 

وتابعت "الحسن" باستياء "هذا ليس عدلاً، فليس بمقدوري شراء شيء لأن كل شيء بات مرتبطاً بالدولار".

 

وأكدت أن راتبها لا يكفي دخل شخص واحد، متهمة الحكومة بعدم المبالاة وعدم مراعاة انخفاض سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي،" وكأنها ليست معنية بالأمر".

 

"مسؤولية الحكومة"

 

وارتفعت أسعار المواد الغذائية والحاجيات الأساسية بشكل ملحوظ منذ بدأ أزمة تفشي فيروس "كورونا" المستجد، حيث باتت العائلة السورية المؤلفة من خمسة أشخاص تحتاج إلى مبلغ /600/ ألف ليرة  خلال شهر رمضان مع مصاريف العيد، حسبما صرح المحلل والخبير الاقتصادي السوري عمار يوسف لوكالة "سبوتنيك" الروسية، والذي حمّل الحكومة السورية المسؤولية الكبرى، واتهمها  بوقوفها إلى جانب مصلحة التاجر أكثر من مصلحة المواطن.

 

تقشف

 

وتعتمد بعض العائلات في معيشتها على المعونات، كحال "فاروق قاضي" /45/ عام، المقيم بحي عوجة الجب، والموظف في مالية حلب، حيث أضطر لإلغاء اللحم من نظام غذاء عائلته بسبب سعره المرتفع، رغم أن زوجته أيضا موظفة.

 

وقال "راتبنا نحن الأثنين لا يكفي حتى منتصف الشهر، نعيش على المعونات التي تقدمها الجمعيات الخيرية، كما ألغينا اللحم من نظامنا الغذائي بشكل نهائي".

 

ويبلغ راتب الموظف الحكومي في سوريا (بعد زيادة الرواتب الأخيرة) بين /57/ ألفا و/80/ ألف ليرة سورية من الفئة الأولى، فيما يتراوح راتب الموظف من الفئة الخامسة بين /47/ ألفا و/72/ ألف.

 

وبعد بلوغ الدولار /1650/ ليرة أصبح راتب موظف الدرجة الأولى يعادل /43/ دولاراً أمريكياً وراتب الموظف من الدرجة الثانية /35/ دولاراً.

 

وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء الفائت، أن /8/ ملايين سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بالتزامن مع ظهور إصابات بفيروس كورونا في البلاد.

 

أما "عمر إخوان" /40/ عاماً، تاجر محل جملة بحي الجميلية، فقدر تأثر عمليات البيع بمعدل 60 % إذ "خفّ شراء المواطنين للمواد كثيراً".

 

"تحكم التجار"

 

وأرجع "إخوان" السبب لتحكم المستوردين بالأسعار، مستشهداً بمادة السكر "المستورد الرئيسي للسكر يستورد الكيلو الواحد بـ /198/ ليرة سورية ويصلنا بسعر /365/ لنبيعها بـ /400/ ليرة، لنربح منها /35/ ليرة فقط".

 

والموظف هو المتضرر الأكبر، "الموظف لا يستطيع العيش بهذا الراتب، فإما أن يسرق أو يرتشي من مواطن آخر، فهو لديه عائلة وملزم بها"، بحسب التاجر.

 

وأضاف "وجبة الإفطار تكلفني حوالي /8/ ألف ليرة سورية فكيف سيعيش الموظف الذي يكون سقف راتبه /60/ ألف".