دير الزور.. كورونا يلغي عادات عشائرية خلال رمضان لم تغيرها /10/ سنوات من الأزمة

دير الزور – صفاء عامر – نورث برس

 

لم تعد تأثيرات انتشار جائحة "كورونا" قاصرة على النواحي الصحية والاقتصادية, بل طالت تأثيراتها نمط الحياة الاجتماعية خاصة في محافظة كدير الزور، إذ تأخذ العشيرة فيها دور رئيسيا في الترابط الاجتماعي، وتحظى العادات والتقاليد المتوارثة عبر الأجيال باحترام وتقدير بالغين.

 

ونتيجة لانتشار وباء "كورونا" في العالم وفرض إجراءات الوقاية من قبل الجهات المعنية من فرض حظر التجوّل ومنع التجمعات وإغلاق الأسواق وتعطيل الدوام بالمؤسسات والمدارس والجامعات، اختفت بعض العادات الاجتماعية التي كانت حاضرة خلال شهر مضان.

 

واستعاضت العشائر عنها ببدائل أخرى للتواصل خلال الظروف الاستثنائية، تحاشيا لانتشار الوباء الذي اجتاح مناطق ودول شتى في العالم.

 

غياب دعوة رمضان

 

الشيخ "سطام الدندل" وهو أحد مشايخ عشيرة الحسون التي تنتمي لقبيلة العكيدات قال لـ"نورث برس" إن عشيرتهم تتمتع حتى اليوم بروح التعاضد بين أبنائها لكن في ظل انتشار فيروس "كورونا" ألغيتْ الاجتماعات المسائية التي كانت تعقد يومياً في منزل شيخ العشيرة حيث كانوا يتبادلون أطراف الحديث ويتبادلون المشورة لحل مشاكلهم.

 

ونوّه "الدندل" إلى أن عشيرته لا تترك أحد من أبنائها لوحده تحت أي ظرف كان، "لكن اليوم فرض علينا التباعد الاجتماعي فاستبدلنا اجتماعاتنا بالتواصل عبر الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي لكي نبقى على تواصل مع بعضنا البعض".

 

وأضاف "غاب عن شهر رمضان لهذا العام دعوة اليوم الأول للإفطار في منزل شيخ القبيلة لأبناء عشيرتنا واقتصرت المباركات بالشهر الفضيل على وسائل التواصل الاجتماعي".

 

إلغاء مجالس العزاء

 

أما الشيخ "حاتم الصبيخان" فيؤكد أن اللقاءات التي كانت تجمع أبناء القبيلة بما فيها الأعراس التي تجمعهم قد توقفت والتزم كل فرد بمنزله لتخفيف التجمعات البشرية.

 

وأشار إلى أن اجتماعاتهم الدورية توقفت هي أيضاً، وألغوا في هذه الفترة ولائم الطعام ومجالس العزاء واقتصر العزاء على الاتصال بذوي الفقيد هاتفياً وتعزيته.

 

ولا يقتصر واجب العزاء على دولة واحدة بل يتعداه ليشمل الدول المجاورة بسبب تواجد أبناء أو أعمام وأخوال الفقيد فيها ولا سيما إذا كان المتوفي ذي مكانة اجتماعية مرموقة بين العشيرة.

 

افتقاد المغتربين خلال رمضان

 

فيما قال الشيخ "أبو حسين النعمة" وهو شيخ عشيرة الدميم من صالحية البوكمال وأحد شيوخ قبيلة العكيدات، "لم تستطع كل الأزمات التي مررنا بها أن تغير في العادات والتقاليد بين أبناء العشيرة كتلك التي أحدثتها أزمة  كورونا".

 

وينوّه "النعمة" إلى أن جائحة "كورونا" حالت بين عودة قسم كبير من أبناء العشائر المغتربين في الخارج الذين كانوا يتخذون من شهر رمضان من كل عام فرصة للعودة إلى سوريا والالتقاء مع أهلهم وأقاربهم وأيضاً إقامة الولائم والعزائم.

 

وكانت وسائل إعلام عربية قد أوردت، أنّ قوات الحكومة السورية حاصرت بلدة الدوير في ناحية الميادين بريف دير الزور الشرقي ومنعت الخروج أو الدخول إليها في 30 آذار/ مارس الفائت، وسط تعتيم إعلامي يصاحب انتشار فيروس "كورونا" في سوريا.

 

في حين اتهمت موقع إعلامية محلية، الحكومة السورية بإخفاء حقائق انتشار فيروس كورونا في ريف دير الزور، مؤكداً أن الفيروس منتشر بشكل كبير فيه.