الحسكة.. الأسعار تُحمّل السكان أعباء فوق طاقتهم

الحسكة – جيندار عبدالقادر – نورث برس

 

أدى تدهور قيمة الليرة السورية و ارتفاع أسعار السلع التموينية إلى ضعف القوة الشرائية لدى السكان في أسواق شمال شرق سوريا، الأمر الذي زاد من أعبائهم في ظل أزمة اقتصادية تشهدها عموم المناطق السورية منذ /9/ سنوات.

 

الخاسر الأكبر

 

ويبقى "الخاسر الأكبر" في هذه الحالة، هو من يعتمد على أجر يومي مقابل عمله لتأمين قوت عائلته كأصحاب المهن الحرة والعمال المياومين وكذلك الموظفين لدى مؤسسات الإدارة الذاتية والحكومة السورية ممن يتقاضون مرتبات لا تتوافق مع مصروفهم الشهري نظراً للارتفاع الكبير في الأسعار.

 

ويجني سعيد حسن البياتي /40 عاماً/ وهو عامل يعمل باليومية من سكان حي العزيزية بالحسكة، حوالي /5000/ ليرة سورية في اليوم لقاء عمله، إذ بات مبلغاً "بدون أي قيمة" على حد قوله.

 

ويقول "البياتي": "الباعة يتحكمون في قوت الفقراء ويتلاعبون بالأسعار "، مشيراً إلى "غياب الدور الرقابي" للمؤسسات التموينية.

 

غلاء "لا يطاق"

 

ومن جانبه أشار نوح سليمان حسين /40 عاماً/ من سكان حي الصالحية ويعمل في مجال صناعة مواد البناء، أن أجره اليومي لا يتجاوز الـ /3500/ ليرة، وقال لـ "نورث برس" أثناء تواجده في سوف المدينة "الأمور باتت لا تطاق أبداً".

 

ويرى "حسين" أن على مؤسسات الإدارة الذاتية الاقتصادية والتموينية "إنشاء أسواق وتجمعات تجارية تحت إشرافها لبيع المواد والسلع بأسعار التكلفة".

 

و قال عبدالباسط كوتي، المدير العام لمؤسسة التموين وحماية المستهلك في الجزيرة لـ "نورث برس" إن مؤسسة التموين تستمر في تغطية ومراقبة الأسواق "، ملفتاً إن "لديهم حملة واسعة لمتابعة أسواق الحسكة خلال هذا الاسبوع".

 

وسجلت الليرة السورية خلال الفترة الماضية مستويات انهيار غير مسبوقة في صرفها أمام الدولار الأمريكي، حيث سجل الدولار، الأربعاء /1650/ ليرة في أسواق الصرافة في القامشلي والحسكة، ما أدى إلى "قفزة مفاجئة" في ارتفاع أسعار السلع الرئيسية.

 

ويربط مراقبون ومحللون اقتصاديون الانهيار المتسارع لسعر الليرة، بالتطورات والأحداث الأخيرة التي انعكست سلباً على قيمتها، كظهور رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد والذي عكس خلافات وصراعات في العائلة الحاكمة بسوريا.

 

أسباب

 

ومن وجهة نظر محـمد عابي، المدير العام لشركة "زار" للصرافة والحوالات المالية في الحسكة كان ظهور أزمة فيروس كورونا المستجد وكذلك الإقبال الكبير على شراء العملات الأجنبية أسباباً رئيسية لانهيار قيمة الليرة السورية.

 

ويقول "عابي" لـ "نورث برس" إنه منذ بدء إجراءات فرض التجول وحتى الآن، ارتفع سعر صرف الدولار بمقدار/ 570 / ليرة سورية، ليسجل مستوى ارتفاع غير مسبوق عما كان عليه قبل ظهور أزمة "كورونا"، بسعر صرف لا يتجاوز /1080/ ليرة.

 

كما ويلفت إلى أن "اقتصاد شمال وشرق سوريا هو اقتصاد حر مرتبط بالعرض والطلب، ويعتبر الدولار سلعة يتغير سعرها بناء على ذلك، لكن التهويل الإعلامي خلال الأيام الماضية أدى إلى أقبال كبير على شراء الدولار و بالتالي فقدان الليرة قيمتها بنحو/ 200/ ليرة".