"بارمايا".. فرقة راقصة من القامشلي تنهل لوحاتها العصرية من التراث السرياني

القامشلي – ريم شمعون/شربل حنو – نورث برس

 

دأبت "بارمايا"، وهي فرقة فنية سريانية في القامشلي، شمال شرقي سوريا، شاركت في مهرجانات محلية ودولية، على تجسيد عادات وتقاليد الشعب السرياني وتحويلها إلى لوحات راقصة تحافظ من خلالها على التراث الشعبي لهذا المكون العريق من شعوب المنطقة.

 

وتهتم الفرقة الراقصة، وفق خصوصيتها الفنية، بتعريف التراث السرياني بأشكاله المختلفة وتطويره "بما يتلاءم مع التطور الحضاري والثقافي، وما يساهم في حماية هوية الفلكلور السرياني"،  بحسب إداراتها.

 

"عائلة واحدة"

 

 وتأسست "بارمايا" وهي كلمة سريانية تعني "أبناء المياه" في مدينة القامشلي عام 2004، لتسجل بعدئذٍ لدى وزارة الثقافة التابعة للحكومة السورية في شباط/ فبراير 2009.

 

ويذكر داؤود جرجس مسؤول علاقات الفرقة إن المفهوم الذي انطلقت منه "بارمايا" هو "مفهوم العائلة الواحدة"، حيث يقول: "هذا الأساس الذي بنى عليه عناصر الفرقة العلاقة فيما بينهم. نعيش أفراحنا وأحزاننا سويةً".

 

وقالت رمثا شمعون، المسؤولة عن الفرقة، لـ "نورث برس"، إن الفرقة تحاول دائماً التعريف التراث السرياني في كلّ مكان تتواجد فيه، وترى "من المهم إظهار تنوع الثقافات في منطقة الجزيرة السورية، كالسريانية والآشورية، والأرمنية، والكردية والعربية، مع بعضها على جميع المسارح".

 

مشاركات دولية

 

وشاركت "بارمايا"، التي تضم /75/ راقصاً وراقصة يتوزعون بحسب الفئات العمرية، في مهرجانات محلية ودولية كمهرجان "البحر المتوسط" في قبرص عام 2008، ومهرجان "الدوحة عاصمة الثقافة العربية" عام 2010، بالإضافة إلى مهرجان "قوس قزح" في دمشق بكل دوراته.

 

ولها لوحة راقصة سبق وقدمتها على مسرح "دار الأوبرا" في دمشق عام 2015 تبرز التنوع الثقافي في منطقة الجزيرة شمال شرقي سوريا.

 

وشاركت الفرقة قبل سنوات الحرب السورية في مهرجان "بصرى الدولي"، ومهرجان "الربيع" في حماة، ومهرجان "الطيف السوري" في دمشق، ومهرجان "قلعة دمشق" عام 2011، كما أقامت أمسيات فلكلورية في لبنان وتركيا.

 

وتقول "شمعون" إن "الفرقة تستعد في مثل هذا الوقت من كل عام للمشاركة في مهرجاني (قوس قزح) و(موزاييك)، ومن المتوقع أن تبدأ خلال الأيام القادمة بتحضيراتها لكنها لا تستبعد احتمالية إلغاء جميع الفعاليات الثقافية" بسبب الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد.

 

طقوس وعادات

 

ويشير طوني شمعون، مدرب الفرقة، إلى ما يميزاللوحات الراقصة التي تقدمها الفرقة حول طقوس إحياء الإعراس لدى السريان قديماً، والتقاليد التي كانت تقام يومي الخطوبة والزفاف"، "ما يميز اللوحة هي فقرة (الجبلانة) والتي ترمز إلى شجرة الخير والشر السومرية التي كانت تبارك العريسين قبل عقد قرانهما".

 

وتصوّر "بارمايا" من خلال لوحاتها الراقصة الجمال والإنسان والأرض، كما تستمد الدبكات من الطقوس المتبعة في المعابد القديمة وكذلك العادات الاجتماعية وحياة الزراعة والحصاد والصناعة في أزمنة مختلفة، بحسب مدرب الفرقة.

 

ويشير"شمعون" إلى أن أشهر الرقصات المتعارفة لدى الشعب السرياني الآشوري هي "الشيخاني" التي تعني الحرارة وكذلك "الباكيه" وتعني الفتاة المدللة، إذ كانت الفتيات ترقصها سابقاً لكسب إعجاب الشبان، على حد قوله.

 

وتضم اللوحات الراقصة لـ"بارمايا" العديد من الطقوس الاجتماعية السريانية، كلوحة السليقة، والشعيراية، وخمرة المحبين، والتنور، والراعي، والحرب، ونينا".