دمشق – أحمد كنعان – نورث برس
ما أن اتخذت الحكومة السورية قرار إعادة تشغيل وسائط النقل العامة والسماح بالتنقل بين الأرياف ومراكز المدن، حتى عادت مظاهر الاختناق المروري لشوارع العاصمة دمشق وضواحيها والازدحام في وسائط النقل العامة.
وتقل مع مرور الوقت مظاهر ارتداء وسائل الوقاية من كمامات وقفازات، فيما يخف الازدحام في السابعة والنصف مساءً مع بدء فترة حظر التجول.
عودة القلق
وقالت الموظفة وفاء المـحمد، لـ"نورث برس"، إن القرار خفّف عبء التنقل بسيارات الأجرة "التي كانت تبتزنا وتكلفنا الكثير لعدم وجود بدائل لها، ولكن من ناحية أخرى أعاد لنا (القرار) القلق على أنفسنا وأبنائنا عند الركوب في وسائط النقل العامة المزدحمة".
ووصفت هيفين حوج، وهي طالبة بكلية الحقوق، قرار السماح بالانتقال ومن ثم إعادة تعليقه بأن "فيه تناقض كبير"، بحسب قولها.
وأضافت "إذا كنا نحشر في وسائط النقل العام فوق بعضنا، فما الجدوى من حظر التجوّل من السابعة والنصف ليلاً حتى السادسة صباحاً؟".
وكانت وزارة الداخلية التابعة للحكومة السورية، قد أصدرت تعميماً يسمح بالتنقل بين الأرياف والمدينة اعتباراً من الثاني من أيار/ مايو الجاري، سبقه تعميم يسمح بالتنقل بين المحافظات أيام 30 نيسان/ أبريل و1 و 2 أيار/ مايو الحالي، ومن ثم أعادت تعليقه.
وفي العاشر من الشهر الجاري، عادت وسائل النقل الجماعي العام والخاص إلى العمل داخل المحافظات للنقل بين المدن والأرياف، وذلك بعد انقطاع دام قرابة شهرين مع الإبقاء على حظر التنقل بين المحافظات.
وقبلها بيومين، كان الفريق الحكومي المعنى بإجراءات التصدي لفيروس "كورونا" قد قرر إعادة تشغيل جميع وسائط النقل الجماعي بالقطاعين العام والخاص وباصات شركات النقل السياحي وباصات النقل الموحد في كل محافظة للنقل بين المدن والأرياف لمدة ثلاثة أشهر اعتباراً من العاشر من أيار الجاري، مع الالتزام باشتراطات السلامة الصحية بما يحد من الازدحام ويحقق التباعد المكاني.
وامتلأت صفحات السوريين على التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة، "كورونا لا ينتقل إلا ليلاً"، "كورونا لا يركب النقل العام"، متسائلين عن الجدوى من حظر التجوّل مساءً ما دامت الناس تحشر بأعداد كبيرة في وسائط النقل العامة نهاراً.
الظروف السيئة
وقالت سارة زهر الدين، من سكان العاصمة، إنه رغم معرفة السكان بمخاطر الإصابة بـ"كورونا" جراء الازدحام، إلا أن الظروف المعيشية السيئة تجبرهم على ركوب وسائط النقل العامة، وبالتالي تعريض أنفسهم للمخاطر.
وأوضحت أن لا جدوى حقيقية من هذه الإجراءات وأن تأثيرها كان سلبياً على حياة المواطنين "لقد زادت معاناة المواطنين الذين يعيشون أصلاً ظروفاً سيئة نتيجة الغلاء".
من جهتها ترى الناشطة الاجتماعية الميدانية "رولا مسعود" أن "تطبيق قرار منع التنقل بين الأرياف والمدن لم يطبّق بحذافيره أصلاً، وكنا نعيش بقلق كبير من احتمال تفشي العدوى".
وتكمن خطورة السماح بالتنقل بين الأرياف والمدن في أن هناك أشخاصاً دخلوا إلى الأرياف من دول أخرى عبر المعابر غير الشرعية، والآن يستطيعون الانتقال للمدن، "وهذا ما يشكل قلقاً أكبر من الذي كنا نعيشه في بداية الجائحة" بحسب "مسعود".