ديريك – سولنار محمد – نورث برس
يوزع فرن في مدينة ديريك، أقصى شمال شرقي سوريا، مادة الخبز "مجاناً" على من يرتادون المخبز خلال رمضان، ولكن في ظروف استثنائية في ظل مخاطر انتشار فيروس كورونا والإجراءات الوقائية منه، خاصة وأن الفرن يشهد إقبالاً وازدحاماً شديدين من قبل الأهالي ما يتطلب تنظيم عملية التوزيع.
واعتاد فرن "أبو بسام" الآلي توزيع الخبز مجاناً طيلة شهر رمضان على منذ افتتاحه قبل /12/ عاماً، في إطار مبادرة كان صاحب الفرن قد أطلقها لمساعدة السكان.
وقال محمود الحسين (45عاماً)، وهو نازح من مدينة الشدادي بريف الحسكة ويقطن في مدينة ديريك، إنه يأتي كل يومين لأخذ ما يحتاجه من الخبز من الفرن، واصفاً المبادرة بـ"الجيدة"،.
وطالب الحسين القائمين على الفرن بتنظيم طابور الزبائن بشكل أفضل وذلك بسبب "مخاوفهم" من انتشار فيروس "كورونا".
بينما قال طارق معروف (25عاماً)، وهو المشرف على عمل الفرن، لـ"نورث برس"، إن فكرة توزيع الخبز مجاناً للأهالي بدأت منذ افتتاح الفرن "للقيام بعمل مميز يساعد الأهالي".
وبحسب " معروف"، فإن الفرن يخصص يومياً أكثر من طن واحد من مادة الطحين لصناعة الخبز، إلا أنهم أحيانا يرفعون الكمية الى أكثر من /26/ كيساً، أي طن و/300/ كيلو، و"ذلك لتلبية احتياجات السكان إذ أن الشخص الواحد يحتاج لثلاثة كيلوغرامات من الطحين".
وطالب معروف الجهات المختصة بزيادة مخصصات الفرن من الطحين بسبب الإقبال الكبير على طلب الخبز، كما دعا السكان لحماية أنفسهم من فيروس "كورونا" عبر اتخاذ الإجراءات الوقائية كوضع القفازات والكمامات والالتزام بدورهم وعدم خلق الازدحام أمام الفرن.
وناشد معروف أصحاب أفران الخبز ضمن ديريك، ممن لديهم القدرة، على الانضمام إلى المبادرة والمساهمة في توزيع الخبز بشكل مجاني على الأهالي، إذ أن "هناك عوائل كثيرة محدودة الدخل كما أن العديد من الأشخاص عاطلون عن العمل منذ نحو شهرين بسبب فيروس كورونا".
وتبقى مبادرة فرن "أبو بسام" هي الأولى من نوعها في مناطق شمال شرقي سوريا والتي تقديم الخبز بالمجان خلال شهر رمضان، في محاولة من المشرفين عليه تقديم العون والمساعدة، لا سيما مع توقف الكثير من الأعمال بسبب مخاطر فيروس كورونا، إلى جانب تدهور الليرة السورية أمام أسعار صرف العملات الأجنبية عامة والدولار الأمريكي خاصة.
وانتقد عبدالله ميرزا (48 عاماً)، وهو من سكان مدينة ديريك ويقطن بجانب الفرن، آلية توزيع الخبز في الفرن رغم استحسانه المبادرة.
وقال ميرزا إن من يحصلون على الخبز بدون مقابل من الفرن، ليسوا دائماً من العائلات الأشد حاجة .
وأضاف: "هناك عوائل في ديريك تحتاج للمساعدة وتستطيع الكومينات إحصاء عددهم لإعانتهم".
وكانت هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، قد أعلنت في التاسع من نيسان/ أبريل الماضي بدء توزيع سلال غذائية على العائلات "المحتاجة" والمتضررة من فترة حظر التجول، بـ"إقليم الجزيرة".