تجار سوق المقبي الأثري بدير الزور.. بين أمل العودة إلى محالهم وإهمال الحكومة

دير الزور – صفاء عامر – نورث برس

 

ينتظر أسامة حوكان، وهو تاجر للسمن العربي من مدينة دير الزور أن يعود إلى محله القديم في سوق المقبي، أحد أقدم أسواق المدينة، بعد أن طاله الدمار نتيجة المعارك التي شهدتها المدينة خلال السنوات الماضية.

 

ويقول التاجر الستيني لـ "نورث برس"، "نشأت وترعرعت ضمن السوق, وورثت عن والدي محلاً كان مصدر رزق وفير لنا، وسابقاً لم نكن نشعر بالوقت خلال العمل لكثرة الزبائن والحركة النشطة فيه".

 

ويأمل تُجّار سوق المقبي، أن تقوم الحكومة السورية بترميم السوق المدمّر أو أن تسمح لهم بترميم محالهم، ليتمكنوا من إعادة فتحها مرة أخرى واسترجاع الحياة إلى السوق.

 

أمل العودة

 

ويرى "الحوكان" أن عودتهم لمحالهم ستساهم في التخفيف عن الأعباء المعيشية المترتبة على كاهلهم، ومنها التخلص من دفع إيجار المحل الذي استأجره منذ عودته للمدينة بعد استعادة السيطرة عليها العام 2017.

 

واستعاض "الحوكان" مع عدد من تجار السوق عن محالهم القديمة، بافتتاح محال أخرى في حيي القصور والجورة.

 

ويؤكد أن عودة السوق للعمل سيعيد ألق النشاط الاقتصادي للمدينة وسيشجع تجار آخرين للعودة إليها.

 

ويعد سوق المقبي أو سوق الظلام كما يسميه أهالي المدينة، من أهم الأسواق، حيث يعود بناؤه إلى سنة 1865م، وكان يلبي احتياجات أهالي دير الزور وريفها آنذاك، كونه يتوسط المركز التجاري للمدينة مشكلاً حلقة وصل بين الريف والمدينة.

 

عرقلة من الحكومة

 

ودُمر السوق مطلع عام 2013  خلال معارك جرت بين فصائل الجيش الحر وقوات الحكومة السورية, بعدما سرقت محتويات المحلات، ولم يبقَ منه سوى بعض الجدران.

 

 ويرى "أحمد مهدي الطه"، الخمسيني، وهو أحد تجار الصوف ضمن السوق, أن الحكومة السورية يمكنها أن تسمح للتجار بترميم السوق على حسابهم.

 

وأوضح أن " هناك محال تضررت بشكل جزئي، لذا هي تحتاج فقط إلى ترحيل الأنقاض وبعض الركام".

 

ولم تصل يد الإعمار إلى السوق بعد، كما لم تُمنح الموافقة لإعادة ترميمه من قبل مديرية الآثار.

 

 وحسب مصادر خاصة لـ "نورث برس" فإن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP قدم طلباً للمساهمة في إعادة إعماره لكنه لم يحصل على الموافقة حتى اليوم.

 

نسب الدمار

 

ويقسم السوق المقبي لسبعة أسواق مترابطة، يتخصص كل منها ببضاعة وصنعة معينة، وهي العطارين، الحدادين، الحبال، التجار، الحبوب, الخشابين، وسوق خلوف، وتبلغ مساحتهُ /1,125/ متراً مربعاً.

 

وبحسب إحصائية لمديرية الآثار في دير الزور، فقد بلغت نسبة الدمار بسوق الخشابين نحو /95/ بالمئة، كما دُمرت البوابة العثمانية الرئيسية للسوق بالكامل، إضافة لسوق القصابة المطل على ساحة الباسل، بينما تتراوح نسبة الدمار في سوق التجّار وسوق العطارين من /40/ إلى /50/ %، أما سوق الحدادة فالأضرار فيه قليلة باستثناء بعض المحال والسقف، فيما تجاوزت نسبة الدمار في سوق الحبوب /70/ %.