نازحون يشتكون من "عدم إنصاف" في توزيع المساعدات على مخيمات شمال إدلب
إدلب – نورث برس
يشتكي نازحون في المخيمات العشوائية بريف إدلب الشمالي، شمال غربي سوريا، من قلة المساعدات المقدمة للنازحين مؤخراً، وما أسموه "عدم إنصاف" من قبل المشرفين على توزيع تلك المساعدات على المخيمات.
وانتشرت في الأشهر الأخيرة عقب العملية العسكرية للقوات الحكومية في أرياف إدلب بمطلع العام الحالي، مئات المخيمات العشوائية أو المنظّمة في ريفي إدلب الشمالي والغربي.
حرمان البعض
وقال عبد السلام العمر، مدير مخيم "نسيم الشام"، لـ "نورث برس"، إنه لم يتم تقديم سلال إغاثية للمخيم منذ نزوح قاطنيه قبل نحو عام، باستثناء سلال نظافة قدمتها منظمة (رحمة) في بداية شهر رمضان فقط، إلى جانب تقديم مادة الخبز.
ويقع مخيم نسيم الشام الذي أنشئ في العام 2019 في بلدة كللي، /23/ كم شمال مدينة إدلب، ويأوي أربعين عائلة نازحة من قرى ريف إدلب الجنوبي، حيث يفتقر المخيم إلى كافة المواد الإغاثية إلى جانب اهتراء الخيام وافتقارها إلى تجهيزات للحمامات والصرف الصحي.
وطالب "العمر" إدارة المهجرين والمنظمات الإغاثية بالتوجه إلى المخيم لمشاهدة "الأوضاع المأساوية للعائلات، في الوقت الذي تصل المساعدات الغذائية وسلال النظافة وتتوفر الخدمات الصحية في مخيمات أخرى قريبة".
خارج المخيمات
ولا تقتصر مسألة الحرمان من المساعدات على المخيمات العشوائية والصغيرة فقط، إذ يعاني آلاف النازحين في مدينة إدلب وقرى وبلدات شمال غربي سوريا من قلة وصول المساعدات وسلال الإغاثة لهم.
وقالت مروة الحسن (32 عاماً)، وهي متزوجة نزحت مع أطفالها الثلاثة من ريف حماة إلى مدينة إدلب، إنها لم تستفد منذ نزوحها قبل عام "إلا بسلة طوارئ وكرت ألبسة فقط، علماً أن توزيع المساعدات الإغاثية مستمر بشكل شهري في المدينة".
وأضافت "إذا كانت المساعدات تذهب لعائلات أحوج منا فلن أحزن، أما إذا كانت تذهب لعائلات غير محتاجة، وهذا ما يحصل بالفعل، فلن أسامح المسؤولين عن تنظيم أدوار التوزيع".
وقال قتيبة الزهوري، مدير منظمة "بركة الإنسانية" العاملة في مناطق سيطرة المعارضة بشمال غربي سوريا، إن المنظمات تعمل وفق تقسيم القطاعات والمناطق فيما بينها، فتغطي تلك المخيمات أو المناطق فقط ".
وأضاف أن توقف بعضها أو انخفاض كمية مساعداتها جاء "نتيجة توقف أو تأخر المانح بدفع الميزانية لها".
لا تحسن في رمضان
من جانبه، قال عبدالسلام اليوسف، مدير مخيم التح في بلدة باتنتة، /8/ كم شمال مدينة إدلب، إن المخيم لم يشهد توزيع مساعدات "منذ عدة شهور، وحتى في شهر رمضان لم يأتنا شيء".
وطالب الجمعيات الخيرية والمنظمات الإغاثية بتقديم أي نوع من المساعدات لهم في شهر رمضان "حتى لو اقتصرت على مادة الخبز أو وجبات إفطار".
ويقطن في مخيمات شمال إدلب ما يقارب مليون نازح من عموم المحافظات السورية موزعين على ألف مخيم، بحسب فريق "منسقو الاستجابة".
من جهته، قال علي وحود، وهو مسؤول في إدارة المهجرين، إنه من الصعب تغطية كافة الاحتياجات من قبل المنظمات بسبب كثرة المخيمات، "هناك جمعيات خيرية صغيرة تعمل على موضوع تقديم المساعدات للمخيمات العشوائية والصغيرة التي تضم ما يقارب خمسين خيمة".
وأضاف أن إدارة المهجرين تعمل على دمج المخيمات الصغيرة مع بعضها بحيث يصبح عدد العائلات فيها أكثر للفت الأنظار إليهم وتسهيل عمل المنظمات فيها.