وسط قلق من عودة المعارك.. مزارعو سهل الغاب يتوجهون لمحاصيل جديدة

حماة  – نورث برس

 

عادت الزراعة لمناطق سهل الغاب، شمال غرب مدينة حماة، لكن بقيت على نطاق ضيق خلال الموسم الحالي، مقتصرة على الخضروات والبقوليات في بعض القرى رغم ارتفاع التكاليف وعدم توفر أسواق لتصريف المنتجات.

 

وكانت منطقة سهل الغاب، الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة، قد شهدت موجة نزوح كبيرة نتيجة العمليات العسكرية وتقدم قوات الحكومة السورية باتجاه المنطقة منذ مطلع كانون الأول/ ديسمبر من العام الفائت، إلى أن عاد بعض مزارعي المنطقة مع بدء وقف إطلاق النار الذي تم بين روسيا وتركيا في الخامس من آذار/ مارس الماضي.

 

مساحات محدودة

 

وقال أحمد العيسى، وهو مزارع من منطقة سهل الغاب، في حديث لـ "نورث برس"، إن المساحات الزراعية بسهل الغاب بقيت قليلة هذا العام  رغم عودة بعض السكان الذين كانوا قد نزحوا إلى المناطق الحدودية مع تركيا وخسروا مزروعاتهم خلال العام الفائت 2019.

 

وأرجع ضعف إقبال السكان على زراعة أراضيهم إلى الخوف من قصف وتقدم قوات الحكومة السورية في المنطقة".

 

لكنه برر سبب عودته إلى زراعة أرضه، "قمنا بالزراعة لأنّها مهنتنا الأساسية ومصدر رئيسي للمعيشة ولا نستطيع أن نتخلى عنها".

 

وأردف العيسى "بسبب الظروف لم نستطع أن نزرع إلّا بعض أنواع الخضروات واعتمدنا أيضاً على زراعة البقوليات من فول وذرة لأنّها لا تحتاج مياه كثيرة".

 

تحديات

 

 ويواجه مزارعون سهل الغاب صعوبات بسبب تعطل قنوات الري وتوقف محطات الضخ في سدي زيزون وقسطون، وغلاء المازوت الذي وصل سعره إلى /800/ ليرة سورية للتر الواحد، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأسمدة والبذور، وعدم توفر سوق لتصريف المنتجات، بحسب مزارعين من المنطقة.

 

واشتهرت منطقة سهل الغاب في ريف حماه، بكثرة الينابيع والأراضي الزراعية الخصبة ووفرة الإنتاج الزراعي إلى جانب تربية المواشي، إلّا أنّ الازمة السورية والعمليات العسكرية التي تبعتها دفعت قسماً كبيراً من المزارعين ومربي المواشي للنزوح إلى مناطق إدلب.

 

وتراجعت زراعة الشمندر السكري في سهل الغاب، والتي كانت تشتهر بها على مستوى سوريا، في الآونة الأخيرة، نتيجة الأعمال العسكرية التي شهدتها المنطقة، وفقدان وسائل تأمين المستلزمات وتصريف الإنتاج بعد انقطاع التواصل مع مناطق سيطرة الحكومة السورية.

 

انخفاض في الأرباح

 

وقال خالد المحمد، وهو مزارع من منطقة سهل الغاب أيضاً، لـ"نورث برس"، إن ارتفاع التكاليف أدى لانخفاض الأرباح، مقارنة بالعام الماضي فقال: سابقاً كانت المواد الزراعية والمحروقات متوفرة أكثر، "في السابق كان الدونم الواحد من الخضروات ينتج ما يقارب /500/ ألف ليرة سورية، أمّا حالياً ينتج /250/ ألف ليرة فقط".

 

وأضاف أن تكاليف الري والحراثة وارتفاع سعر الليتر الواحد من المازوت إلى /800/ ليرة، إلى جانب غلاء الأسمدة والبذور، أدى إلى أن يصبح "الدونم لا يسد تكلفته لأننا نشتري المواد والبذور بالدولار ونبيع المحصول بالليرة السورية".

 

من جانبه، قال أحمد نعسان، رئيس المجلس المحلي في قرية زيزون، لـ "نورث برس"، إن عدد المزارعين في المنطقة يبلغ حالياً نحو /900/ مزارع، معظمهم في قريتي قسطون وزيزون.

 

 لكنه لفت إلى أن "سدي قسطون وزيزون اللذين يعتمدان على تجمع مياه الأمطار في الشتاء وضخها في قنوات الري في الصيف، لا يفيان بالغرض في السقاية، كما لا يوجد أي دعم زراعي من قبل المنظمات المحلية أو الدولية".

 

محاصيل جديدة

 

وأضاف أن المزارعين توجّهوا لزراعة القمح والشعير والبقوليات لأنها لا تحتاج لأيدٍ عاملة كثيرة، مقارنة بالخضروات، كما أن موضوع الأمان في المنطقة واحتمال اندلاع أي عمل عسكري في المنطقة يضعف النشاط الزراعي في المنطقة.

 

وكانت مجموعاتٌ تابعة لفصيل "الحزب الإسلامي التركستاني" قد باشرت مطلع شهر نيسان الفائت بحفر خطوط ضخ مياه الري في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، بهدف استخراجها وبيعها في السوق السوداء.

 

 وتأتي أهمية هذه الخطوط من استخدامها في ري مساحات واسعة من الأراضي في المنطقة الشمالية من سهل الغاب، كـ قرى الزيارة وقسطون وزيزون وعدد من القرى الأخرى، إلا أنها متوقفة منذ عدة سنوات بسبب المعارك التي شهدتها المنطقة.