أعمال زراعية في ريف الحسكة وسط غياب الإجراءات الاحترازية من كورونا
تل تمر – دلسوز يوسف – نورث برس
مع بدء الموسم الزراعي للخضروات الصيفية، يجتمع العشرات من العمال بين الحقول بريف بلدة تل تمر شمالي مدينة الحسكة، دون التقيد بوسائل الوقاية من فيروس كورونا المستجد، وأيضاً دون الحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي، في حين يؤكد مختصون أن الإشاعات التي يتم تداولها بأن درجة حرارة الصيف تقضي على الفيروس "غير صحيحة".
ورغم الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا لمنع تفشي جائحة كورونا في مناطقها، إلا أن بعض السكان المحليين لا يتقيدون بوسائل الحماية خاصة من العمال المياومون في الحقول، رغم إصدار الإدارة الذاتية لقرار دعت فيه المزارعين إلى التقيد بالإجراءات الصحية للوقاية من كورونا.
وقالت أمينة دلو (65 عاماً)، من مهجري منطقة عفرين وتعمل برفقة زوجها في ريف تل تمر في مشروع للخضروات، إن من الصعب وضع الكمامات بسبب درجات الحرارة المرتفعة وتسببها بضيق تنفس العامل أثناء الحركة المستمرة في العمل "ثم إننا قليلاً ما نجتمع في الحقل، كما أن نقاوة الأجواء في الحقول تشعرنا بالأمان من ظهور العدوى".
لكن عاملات أخريات تعملن في زرع البذور وحرث الأرض وريها مع بعضهن البعض، كما يتساعدن جنباً إلى جنب في جني الخضروات وتعبئتها في صناديق ومن ثم تحميلها في سيارات لنقلها إلى الأسواق.
لكن أميرة الجاسم (40 عاماً)، وهي عاملة في حقول الخضروات، إن العاملات لا يملكن إمكانات شراء كافة مستلزمات الوقاية، فهن يعملن لثلاثة أيام فقط في الأسبوع لقاء مقابل /1500/ ليرة سورية كأجر يومي.
وأضافت "لا نستطيع شراء الكمامات، فيجب تبديل الكمامة كل أربعة ساعات ومن الصعب علينا التقيد بذلك".
وتذهب الجاسم إلى العمل صباحاً بسيارة صاحب الأرض مع العمال البالغ عددهم حوالي الـ /20/ عاملاً ويعملون معاً في جمع الخضروات وفرزها، " لم نشترط على أصحاب العمل تأمين المستلزمات الوقائية من كورونا، وهم بدورهم لم يحضروا أي شيء".
وأصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا قراراً في شهر نيسان/ أبريل الماضي، سهّلت بموجبه حركة المزارعين والعاملين أثناء فترة حظر التجول، بشرط الالتزام بمبدأ التباعد أثناء نقل العمال من وإلى الأرض وأن لا يتجاوز عدد العمال في الآلية الواحدة عشرة عمال.
وقال بهزاد سينو، رئيس اتحاد الصيادلة في بلدة تل تمر، لـ "نورث برس"، إن كثيرين من السكان يقنعون أنفسهم بأن درجة الحرارة المرتفعة في الصيف لن تنقل المرض لهم، "لكن علمياً يجب أن تكون درجة الحرارة 90 درجة مئوية للقضاء على الفيروس خلال دقائق".
وأضاف، "أنا كصيدلي ومنذ ظهور فيروس كورونا إلى الآن لم يأتي شخص لدي وهو متقيد بوسائل الحماية، فهناك غياب وعي صحي بشكل كبير".
وسجلت مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، حالتي إصابة بفيروس كورونا لزوج وزوجة في الحسكة، وقامت بفرض الحجر المنزلي على /14/ عائلة في حي عمران الذي سُجلت فيه الإصابتين، بحسب هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية.