عزوف عن زراعة الخضار الصيفية بريف ديريك مع استمرار المخاوف من الجندرمة التركية

ديريك – سولنار محمد – نورث برس

 

أدت المخاوف من استهداف قوات حرس الحدود التركي، العديد من مزارعي قرية عين ديوار الحدودية مع تركيا بريف مدينة ديريك، أقصى شمال شرقي سوريا، إلى العزوف عن زراعة أراضيهم المحاذية للحدود التركية بالخضروات الصيفية.

 

وتحرم تركيا منذ أربع سنوات مزارعي القرية من الاستفادة من أراضيهم التي تقع جانب نهر دجلة حيث كان عناصر الحرس التركي (الجندرمة) يطلقون النار على كل من يقترب من أرضه، ما أدى لانتشار الخنازير البرية في تلك الأراضي، والتي بات تشكل حالياً مصدر تهديد للمزروعات على سرير نهر دجلة، حيث تزرع الخضار الصيفية.

 

وقال صالح عبد الله فرمان (50 عاماً)، وهو مزارع من قرية عين ديوار، لـ"نورث برس"، إنه كان قبل ثلاث سنوات يزرع الخضروات كالبندورة والباذنجان والفليفلة والبطيخ في أرضه الواقعة على جانب النهر في "المنطقة الرملية" والتي تمتد على مساحة هكتارين.

 

وأوضح أنه لم يعد يزرع أرضه تلك لأنه لايزال يتخوف من استهداف القوات التركية، إذ اكتفى بزراعة مساحة صغيرة بالقرب من منزله بمقدار يكفي عائلته، وفق قوله.

 ويعتزم "صالح" العودة إلى زراعة الخضروات خلال الموسم القادم، "إذا ما استقر الوضع ولم تستهدفنا الجندرمة التركية"، بحسب تعبيره.

 

وأوضح فرمان أن معظم مزارعي القرية اتجهوا لزراعة الخضروات في قرى أخرى غير عين ديوار مثل "جم شرف وديركا برآفي" وغيرها بسبب خوفهم من الاستهداف.

 

وقال محمد شفيق (49 عاماً)، وهو مزارع في ريف ديريك، إن المزارعين في الأراضي الحدودية التي تبلغ مساحتها خمسين هكتاراً في عين ديوار وما حولها، كانوا يزرعونها بالقمح عاماً وبالمحاصيل المروية أو الخضروات الصيفية عاماً آخر، لكنهم لجأوا إلى زراعتها بالقمح مجدداً هذا العام "بسبب انتشار الحيوانات المفترسة وخاصة الخنازير التي تتلف المحاصيل الزراعية وتتغذى على الخضروات فضلاً عن التكاليف العالية لمستلزمات الزراعة المروية من بذار وأسمدة وأدوية إلى جانب صعوبة تصريف الإنتاج".

 

لكن المزارع إبراهيم عبدي (55 عاماً)، وعلى خلاف مزارعي القرية، قام بزراعة هكتار ونصف الهكتار من أرضه بالخضروات الصيفية الواقعة قرب مجرى النهر، لأن أرضه ليست قريبة كثيراً من الحدود التركية، "لكن لا تزال لدي مخاوف من استهداف القوات التركية، ومع ذلك أنا مجبر على حرث أرضي وزراعتها".

 

وتواجه عبدي مشاكل أخرى، مثل قلة الأيدي العاملة في الزراعة، وانتشار الحيوانات البرية وخاصة الخنازير التي تتغذى على المزروعات، ما اضطره إلى زراعة الباذنجان لأنها لا تأكله، على حد قوله.

 

وانتشرت أعداد من الحيوانات البرية كالذئاب والخنازير والضباع وبنات آوى في الأراضي القريبة من الحدود خلال السنوات الماضية، وذلك لتحولها إلى بيئة مناسبة لهذه الحيوانات بعد عدم حرثها وزراعتها لعدة سنوات، بحسب مزارعين من تلك المناطق.

 

وكان الرئيس المشارك للجنة الزراعة والثروة الحيوانية في ديريك، صلاح حمزة، قد قال في تصريح سابق لـ"نورث برس"، إن عملية تخريب وإتلاف المحاصيل تجري من قبل قطعان الخنازير البرية في قرى جم شرف وعين ديوار وديركا برآفي المحاذية لنهر دجلة والحدودية مع تركيا.

 

ولفت حمزة حينها إلى أن أعداد رؤوس الخنازير تتجاوز الـ/50/ أحياناً ، حيث تبحث عن جذور بعض النباتات والديدان الأرضية، إضافة إلى الأراضي المزروعة بمحاصيل القمح والحمص والخضار والجبس.

 

ولا تستطيع البلديات واللجان الزراعية معالجة مشكلة الخنازير التي تتلف المزروعات في تلك المنطقة  المحاذية للحدود التركية، بسبب مخاوف أمنية وردة فعل القوات التركية في الطرف المقابل.

 

وكانت منطقة عين ديوار تغطي نسبة كبيرة من احتياجات منطقة ديريك وبعض بلدات الجزيرة من الخضروات الصيفية لكن الإنتاج تراجع بعد تقلص مساحة الأراضي المزروعة فعلياً بها بسبب التهديدات التركية.