صحيفة بلومبيرغ : صبر بوتين ينفذ من الحليف السوري بشار الأسد
واشنطن – هديل عويس – نورث بريس.
كتبت شبكة بلومبيرغ أنها علمت من مصادر داخل الكرملين أن صبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينفذ من الحليف السوري بشار الأسد الذي لا يبدو ممتناً بما فيه الكفاية للدور الروسي الذي أبقاه في السلطة حتى اليوم.
وقالت بلومبيرغ إن بوتين يرغب بإعلان نصر كبير وسريع في سوريا، ولتحقيق ذلك يريد من بشار الأسد أن يبدي مرونة أكبر في التحدث مع الفرق السياسية الأخرى في المشهد السوري خاصة في ضوء ما يواجهه بوتين داخل روسيا من ارتدادات انخفاض أسعار النفط وتسارع انتشار وباء كوفيد -١٩ في المدن الروسية.
وقال ألكسندر شوميلين، الدبلوماسي الروسي السابق الذي يدير مركز أوروبا والشرق الأوسط الممول من الحكومة الروسية إن الكرملين يحتاج أن يتخلص من الصداع الذي تسببه الحرب في سوريا لبوتين والمشكلة تتلخص في شخص واحد وهو الأسد وحاشيته.
وأضاف: "هناك الكثير من الغضب الذي يدور في رأس بوتين والمسؤولين في روسيا تجاه الأسد الذي يعتقد أن روسيا لا تملك بديل عنه بعد بقاءه في السلطة لكل هذه السنوات، حيث يقوم الأسد بمناورات ومحاولات للالتفاف على داعميه العسكريين الرئيسيين روسيا وإيران ومصالحهم مع الاحتفاظ بوجوده في السلطة".
ونقلت بلومبيرغ عن مسؤولين روس قولهم إن الأسد استفاد من القوة العسكرية والدبلوماسية الروسية لتوسيع نشاطاته العسكرية ضد تركيا ووجودها حيث يسعى الأسد لاستعادة كل المناطق السورية التي تحتلها تركيا بدعم من بوتين مع عدم استعداد الأسد لتقديم تنازلات كبيرة في المشهد السوري العام، فعلى الرغم من المحاولات المكثفة منذ العام ٢٠١٥ لإقناع الأسد بتقديم التنازلات للأطراف الأخرى في سوريا فإن الأسد يزداد تشدداً ورفضاً لأي تنازلات أو انفتاح على معارضيه.
وأفادت "بلومبيرغ" أن وسيلة إعلامية مقربة من رجل الأعمال الروسي الشهير "ايفيجيني بريجوزهين" كانت قد نشرت مقالاً يهاجم الأسد بحدة ويصفه بالرجل الفاسد وغير المحبوب في سوريا معلنة أن الأسد لا يحظى بدعم أكثر من ٣٢ بالمئة من السوريين في أفضل الأحوال ليختفي المقال من وسائل الإعلام بعد وقت قصير جداً من نشره، ليظهر مرة أخرى مقال يهاجم الأسد بحدة أقل نشره مركز "الشؤون الدولية الروسية" ينتقد فيه الأسد بأنه رجل متسلط ولا يبحث بواقعية عن نهاية للصراع في سوريا.
وقال مقربون من الكرملين لبلومبيرغ إن بوتين ينظر إلى الأسد على أنه شخصية عنيدة ومخيبة للآمال حيث يشدد الأسد على مواقفه الأولى ولا يتراجع عنها لاقتناعه بأن روسيا لا تملك بديلاً عنه، كما أوضحت بلومبيرغ أنها راسلت السفير السوري في موسكو، رياض حداد، لتسأله عن هذه المواقف الروسية إلا أنه لم يرد بأي تعليق.
وقال دبلوماسيون روس لبلومبيرغ إن الأسد والمناطق الخاضعة تحت سيطرته ستواجه أزمات أكبر مع الوقت من الناحية السياسية بسبب اختلال التفاهمات السياسية مع روسيا، ومن الناحية الاقتصادية بسبب انهيار الاقتصاد في البلاد وعدم إمكانية توفير السلع الأساسية للسوريين بسبب شبكات الفساد التي تسيطر على مفاصل الحكومة السورية.
وقال جوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية ومقرها بروكسل: "كان الأسد دوماً عنيداً في مواجهة الضغط الروسي لأنه يعرف أن روسيا لا تريد أن تفشل في سوريا إلا أن الحملة الإعلامية الروسية من مقربين من الكرملين تشي بأن الإحباط بات كبيراً في موسكو من الأسد والقضية السورية وأن الأسد قد يخطأ في الحسابات وقد تكون سوريا ووجود الأسد أقل أهمية بالنسبة لبوتين مما أعتقد الأسد دائماً.