اللشمانيا تنتشر في مخيمات إدلب وسط غياب الخدمات والرعاية الصحية
إدلب – نورث برس
مع اقتراب فصل الصيف، تتزايد حالات الإصابة بمرض اللشمانيا أو ما يسمى محلياً بـ "حبة السنة" في مخيمات ريف إدلب، شمال غربي سوريا، لتهدد حياة الآلاف من الأطفال، وسط تردي مستوى بعض الخدمات وغياب بعضها الآخر كالصرف الصحي وإجراءات النظافة.
وقال إبراهيم حسن العيد، وهو أحد المصابين بمرض اللشمانيا في مخيم التح، غرب إدلب، إن الظروف البيئية التي يعيشها سكان المخيم عامل تساعد على انتشار إصابات حبة السنة.
وأضاق "نواجه صعوبة في تلقي العلاج حيث يتوجب علينا الذهاب إلى مدينة إدلب أو معرة مصرين أو مراكز يتواجد فيها العلاج، وهذا يحتاج إلى سفر لمسافة طويلة".
وأشار إلى أنً المصابين كثيراً ما يضطرون لشراء أمبولات علاج اللشمانيا على تكلفتهم الشخصية، "رغم أنّ سعرها لا يتناسب مع الأوضاع المعيشية لسكان المخيم، وسط إصابات كثيرة بين الأطفال في المخيم".
وقال عبد السلام اليوسف، مدير مخيم التح، إن عدد الإصابات باللشمانيا في المخيم وصلت إلى /25/ حالة مع استمرار تزايدها مع اقتراب فصل الصيف.
وأوضح، لـ "نورث برس"، أن المخيم يفتقر إلى خدمة الصرف الصحي، ما سبب انتشار المرض بين قاطنيه، مضيفاً "قمنا بتأمين بعض أمبولات العلاج، ولكن الإصابات في تزايد، ولم يعد بمقدورنا تأمين العلاج لكافة الحالات".
واضطرت مئات العائلات المهجّرة والنازحة إلى ريف إدلب هرباً من العمليات العسكرية، لبناء خيمها في أماكن غير صالحة للسكن وقريبة من مكبات القمامة، لأن ارتفاع أجور الأراضي الخاصة منعهم من استئجار أراض صالحة للسكن، بحسب مصدر مطلع على الواقع الصحي في محافظة إدلب.
وقالت هبة المحمد، وهي صيدلانية من ريف معرة النعمان الشرقي تعمل في مجال معالجة حبة اللشمانيا بمخيمات الشمال السوري، إنهم يواجهون مشكلة كبيرة في تأمين الأمبولات الخاصة بمعالجة اللشمانيا بسبب عدم توفرها بشكل يكفي لتغطية الحالات المصابة.
وأضافت لـ "نورث برس": "حتّى إذا توفرت في السوق، فإن الكميات تكون محدودة وبسعر لا يتناسب مع قدرة العائلات على شرائها، حيث يصل سعرها أحياناً إلى أربعة آلاف ليرة سورية".
وخلفت سنوات الحرب في سوريا دماراً كبيراً في البنى التحتية للمدن والبلدات أثرت في تدهور مستوى الخدمات المتوفرة للسكان، كما تسببت الحرب بحركة نزوح كبيرة للمدنيين السوريين في العديد من المناطق السورية حتى بات انتشار "حبة السنة" شائعاً في الكثير من المخيمات في شمال غرب البلاد وكذلك في ريف حلب الشمالي حيث يقطن الآلاف من مهجري منطقة عفرين.
وسلطت تقارير سابقة لـ"نورث برس" الضوء على معاناة السكان في العديد المدن والبلدات في شمال شرقي سوريا، بدءاً من إقليم الفرات مرورا بريف الحسكة وصولاً إلى ريف دير الزور الشرقي.