ديريك – سولنار محمد – نورث برس
لم تستطع جنات مصطفى (55 عاماً)، من سكان مدينة ديرك، من دعوة ابنتها الوحيدة القاطنة في المدينة إلى وليمة الإفطار كما جرت العادة سابقاً، وذلك بسبب الحظر المفروض من قبل الإدارة الذاتية لمواجهة كورونا.
وقالت، لـ"نورث برس"، "أحدثها على الهاتف, ولكنني لم أستطع دعوتها للإفطار هذا العام وهو ماكنت أفعله كل رمضان, وهذا الأمر محزن بالنسبة لي ويفقدني الشعور بالأجواء الرمضانية، لكننا مجبرون على تقبل الأمر بسبب كورونا".
وغيّب الحظر المفروض كإجراء احترازي لمنعي تفشي فايروس كورونا في مناطق الإدارة الذاتية بعض الأجواء الرمضانية في مدينة ديريك، أقصى شمال شرقي سوريا، حيث اختفت عادات وأمور خاصة بشهر رمضان كان يتم الالتزام بها كعادات وتقاليد مجتمعية.
وتتمثل العادات الرمضانية في المنطقة بالدعوة إلى الولائم وموائد الإفطار، وخروج أفراد من العائلة أو الأصدقاء معاً بعد الإفطار للمشي أو لزيارة الأهل والمعارف، بالإضافة للعبادات كالذهاب إلى المسجد لقضاء صلاة التراويح وتلاوة القرآن.
وأضافت "مصطفى" أن أجواء شهر رمضان الفائت كانت أجمل, فقد كانوا يخرجون في ساعات المساء بعد الإفطار للمشي وزيارة الأهل والأقارب، وكانت الأسواق مفتوحة إلى ساعات الليل، ويتبادل السكان الأطباق الرمضانية والحلويات مع جيرانهم، وهي الأجواء التي حُرموا منها هذا العام.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد دعت، الأسبوع الماضي، المسلمين إلى "الحرص على إحياء فضيلة الكرم والجود في شهر رمضان المبارك" خلال جائحة فيروس كورونا "كوفيد 19 "، مع اتباع ما يصدر من إرشادات رسمية بشأن التجمعات الاجتماعية والدينية والتباعد البدني في إطار تفشي الفيروس.
وقال حسين حاول (65 عاماً)، من سكان ريف ديريك، إنه لا يزال يزور الجيران ويرتاد المدينة، ولكنه "لا يتلمس أي طقوس رمضانية كما السنوات السابقة"، وأضاف أنه عندما يأتي إلى المدينة لشراء حاجيات منزله، فإنه لا يرى حركة السوق الكثيفة كما كان الحال عادة خلال شهر رمضان.
ويندر في أسواق مدينة ديرك هذا العام أن تشاهد معجنات "الكعك" و"المعروك" التي اعتاد السكان شراءها خلال شهر الصيام، وكذلك التوت الشامي والتمور وعرق السوس والتمر الهندي التي تتوفر بنسبة أقل مما كان معتاداً، بسبب ارتفاع الأسعار والمخاوف من تفشي فيروس كورونا وقرار حظر التجول.
من جانبه، يرى صالح محمد (59 عاماً)، من سكان ريف ديريك، أن هناك اختلافاً كبيراً بين رمضان هذه السنة والأعوام السابقة، حيث كان السكان يمتلكون إمكانات لتقديم الصدقات، أما هذه السنة فالأسعار مرتفعة جداً، الأمر الذي قد يمنع كثيرين من دفع الصدقات ومساعدة العائلات التي لا تتمكن من تأمين احتياجاتها.
" كانت أسعار المواد الغذائية سابقاً أرخص, ويقوم الناس بدعوة الأهل والأصدقاء للولائم".
وأضاف محمد أنهم اعتادوا أن يخرجوا بعد أداء صلاة التراويح إلى الأماكن العامة وتبادل الزيارات، ولكن بسبب حظر التجول فهم يؤدون صلاة التراويح في منازلهم، ولم تعد هناك جلسات عائلية.
وكان مكتب شؤون الأديان والمعتقدات التابع للإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، قد قرر في الـ/15/ من شهر أذار/ مارس الماضي، تعليق صلوات الجمعة والجماعة وإلغاء كافة التجمعات الدينية والمناسبات الاجتماعية وتعليق كافة الدروس الدينية وحلقات الذكر ودروس القرآن، كإجراء احترازي للوقاية من فيروس "كورونا" المستجد.