اللشمانيا تنتشر في الباغوز وسط قلة الامكانات الطبية للمواجهة

الباغوز – جيندار عبدالقادر – نورث برس

 

انتشرت العديد من الأمراض الجلدية في بلدة الباغوز الواقعة على الحدود العراقية السورية في أقصى شرق دير الزور، مؤخراً، كان من أبرزها مرض اللشمانيا المعروف محلياً باسم "حبة السنة" أو "حبة حلب"، في ظل غياب الخدمات و مقومات النظافة والشروط الصحية الأخرى.

 

وتعاني البلدة من انتشار القوارض كالجرذان والفئران عدا ذبابة الرمل وسط تدني مستوى الخدمات الأساسية والضرورية لاستمرار حياة سكانها الذين عادوا إليها بعد طرد تنظيم "الدولة الاسلامية" منها وإعلان الانتصار عليه في آذار/ مارس من العام الماضي.

 

وقال وليد محمد حمادة، وهو من سكان الباغوز، لـ"نورث برس": "منذ نحو أربعة أشهر يعاني طفلي، ذي الثلاث سنوات، من حبة اللشمانيا، قمنا بإعطائه أدوية وإبراً كثيرة في العضل واستخدمنا مختلف العلاجات لكن لم نستفد أي شيء".

 

وأوضح أن لولده وضعاً خاصاً كونه يعاني من مرض "استسقاء الكلية"، ويحتاج إلى رعاية خاصة، إضافة إلى أدوية فعالة لعلاج اللشمانيا.

 

وأشار "حمادة" إلى أن مستوصف البلدة لا يقدم الكثير بسبب عدم توفر المستلزمات، مطالباً بدعم المستوصف وكذلك القيام بحملات لتعقيم المنازل والأماكن العامة باستخدام مبيدات خاصة بمرض اللشمانيا كل عام.

 

وشهدت بلدة الباغوز، آخر معقل لتنظيم "الدولة الاسلامية"، والتي جرت فيها معارك ضارية بين التنظيم وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، دماراً واسعاً كحال غالبية المدن والقرى الشرقية لدير الزور بدءاً من هجين ووصولاً إلى الباغوز، حيث تهدمت البنية التحتية لهذه البلدات بنسبة كبيرة.

 

وتعاني البلدة، التي كان عدد سكانها يبلغ /40/ ألف نسمة، بحسب إحصاءات قديمة للحكومة السورية، من انتشار الخراب والدمار فيها، بالإضافة إلى "وجود جثث غير مدفونة بطرق آمنة، تعود لعناصر من التنظيم، قُتلوا في الغارات الجوية من قبل طائرات التحالف الدولي ودفنوا بين الحقول والمزارع"، بحسب سكان من البلدة.

 

من جانبه، قال الصيدلاني أسعد عادل عيسى، وهو صاحب صيدلية في الباغوز، لـ"نورث برس"، إن أكثر الأمراض المنتشرة في بلدته هي "حبة اللشمانيا، والأمراض الجلدية الجرثومية والفطرية كالحكة والجرب، فيما تكثر حالات الإصابة بالإنفلونزا في فصل الشتاء".

 

وأضاف "تشكل القمامة والأوساخ والجرذان بيئة مناسبة لانتشار اللشمانيا أو حبة السنة، ذلك أن انتشار الجرذان بكثرة في الباغوز بات مشكلة وتشكل خطراً على جميع المنازل والعوائل، إضافة إلى انتشار ذبابة الرمل المسببة لحبة اللشمانيا".

 

وفيما يخص علاج اللشمانيا، نبّه عيسى إلى أن أغلب "الفنيين والممرضين لا يمتلكون الخبرة في كيفية التعامل مع اللشمانيا وطرق إعطاء الحقن، إذ تلزمهم دورات طبية"، مشيراً إلى وجود مركز طبي وحيد في بلدة الباغوز وهو "غير مفعل ولم يقدم أي خدمة لعدم وجود الأجهزة والأدوية في المركز"، على حد قوله.

 

لكن مدير مستوصف الباغوز الصحي، إبراهيم الطفرة، أوضح أنه "تم تجهيز المركز كبناء وهيكل منذ نحو ثلاثة أشهر، أما فيما يخص الأثاث أو الأدوية، لم نحصل على أي شيء،  لذلك لا يمكننا استقبال المرضى الذين يقصدون المركز لقلة الخدمات المتوفرة فيه".

 

وأضاف أنه يوجد في المستوصف كادر كامل مؤلف من //16 موظفاً، وهم بانتظار تزويدهم بالأدوية والمستلزمات والأدوات الطبية، لمعالجة أكثر من /3,500/ حالة لشمانيا في البلدة.

 

ولا تزال بلدة "الباغوز" تعاني من انعدام شبه تام للخدمات نتيجة تدمير كامل للبنية التحتية، حيث لا تزال الخطوط الرئيسية لمياه الشرب والصرف الصحي خارج الخدمة، وسط انعدام للكهرباء وعدم تفعيل البلدية، إضافة إلى غياب دور المنظمات الإنسانية، رغم مرور عام على طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" منها.

 

وكان تقرير لـ"نورث برس" قد سلط الضوء على الأوضاع الخدمية في البلدة ومعاناة الأهالي، في الذكرى الأولى لطرد التنظيم من البلدة في الـ23 من مارس/ أذار الماضي، واضطرارهم إلى "استخدام مياه نهر الفرات للغسيل وللشرب أيضاً، من دون أن يكون هناك أي تعقيم أو فلترة"، بحسب السكان في البلدة.