التعليم المنزلي.. نافذة لتعويض الطلاب عن إغلاق المدارس في ريف الحسكة

الحسكة – دلسوز يوسف – نورث برس

 

تواظب معلمة اللغة الكردية، لورين يوسف، من سكان بلدة تل تمر شمال الحسكة، منذ أكثر من شهر على تدريس طفليها في المنزل عقب إغلاق المدارس للوقاية من فيروس "كورونا" المستجد، وذلك لتعويضهم عن الدروس التي فاتتهم وإبقائهم ضمن أجواء الدراسة.

 

وتسببت المخاوف من فيروس "كورونا"، وما تبعها من فرض حالة حظر التجول من قبل الإدارة الذاتية في مناطق شمال وشرقي سوريا، بصعوبات لآلاف الطلبة في إتمام عامهم الدراسي بسبب إغلاق المدارس، لتطلق هيئة التربية والتعليم بعدها مشروعاً للتعليم عبر الفيديو.

 

وتهدف خطة الهيئة إلى تعويض التلاميذ دروسهم، بعد إغلاق المدارس ضمن مشروع يحمل عنوان "بيتنا مدرستنا"، من خلال تسجيل كافة الدروس لجميع المستويات بتقنية الفيديو ونشرها عبر المنصات الإلكترونية وقناة "Rojava tv" التلفزيونية التابعة للإدارة الذاتية.

 

لورين يوسف (30 عاماً)، كانت تدرس اللغة الكردية في إحدى مدارس بلدة تل تمر (40 كم) شمال مدينة الحسكة، اضطرت لتعليم طفليها في المرحلة الابتدائية في المنزل لتعويضهم ما تبقى من المنهاج الدراسي.

 

تقول، لـ"نورث برس"، "منذ فترة لم يذهب طفلاي إلى مدرستهم بسبب فيروس كورونا وإغلاق المدارس، وأنا كمعلمة أقوم بتدريسهما في المنزل كي لا يبتعدا عن أجواء المدرسة والدراسة".

 

وحول مبادرة هيئة التربية بالتعليم عن بعد، أشارت يوسف إلى أنه "غالباً ما تنقطع الكهرباء مع توقيت بث حلقات الدروس عبر التلفاز، لذا ينقطع أطفالي عن دروسهم، الأمر الذي دفعني إلى الاهتمام بهم وتعليمهم لتعويضهم ما فاتهم من دروس".

 

وإلى جانب التعليم، تستغل المعلمة لورين برفقة زوجها أوقات الفراغ في المنزل لصقل مواهب أطفالها في التعلم على الكمبيوتر والعزف على الآلاف الموسيقية، والحرص على استمرار التدريبات التي كانا يتلقيانها في معاهد تعليمية أغلقت بدورها بسبب الحظر.

 

وفي حي المشيرفة بمدينة الحسكة، يستمر /15/ كادراً تدريسياً متخصصاً بالعمل على مدار ثماني ساعات يومياً ضمن إحدى الأكاديميات التعليمية على تسجيل الدروس للمرحلتين الاعدادية والثانوية استعداداً لبثها تباعاً في وقت لاحق.

 

وقالت كلستان علي، وهي معلمة لمادة التاريخ، لـ"نورث برس"، إن "المواد التي يتم إعطاؤها عبر المنصات الإلكترونية هي المواد الأساسية كالتاريخ والجغرافية، والفيزياء والكيمياء، والرياضيات، وخصص لكل درس مدة تتراوح بين /20/ و/30/ دقيقة".

 

وأضافت أنهم يهدفون للوصول إلى كافة الطلاب ويحرصون على عدم انقطاعهم عن دروسهم، "نتبع أسلوباً سلسلاً وتفاعلياً لأن الطلاب يروننا من خلف الشاشات".

 

وتأمل علي أن يتكلل مشروعهم بالنجاح ويتمكنوا من تعويض الطلبة ما فاتهم من دروس.

 

وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا قد قررت في /14/ آذار/ مارس الماضي، تعطيل كافة المدارس والمعاهد والجامعات (الطلبة والمعلمين فقط) حتى إشعار آخر، لمواجهة خطر انتشار فيروس "كورونا".