رغم أنها نافعة.. انتشار الخنافس السوداء يتسبب بمخاوف في مناطق سورية
نورث برس
داهمت أسراب من الخنافس السوداء المنازل في عدد من المناطق السورية، خلال الأيام الماضية، لتنشر المخاوف بين السكان والأطفال بسبب كونها غير مألوفة أو معروفة المصدر, بينما يؤكد خبراء في مجال الزراعة أنها نافعة للمزروعات ولا تشكل خطراً على البشر.
تظهر ربيعاً
وقال محمود سليمان البالغ من العمر /58/ عاماً، وهو أحد سكان قرية الزعفرانة بطرطوس، لـ"نورث برس"، إن حشرة "كالوسوما" تظهر منذ عشرات السنين في فصل الربيع بعد اعتدال الطقس وهطول الأمطار، لكن الجديد في العامين الأخيرين هو تكاثرها الكبير وغير المسبوق.
وأضاف "تعيش بين الأعشاب الخضراء وتتغذى على الديدان وهي تشبه بعض الحشرات الحقلية التي تصدر أصوات صرصرة ليلية، ولكنها مختلفة كونها قصيرة العمر تظهر قرابة شهر في السنة ومن ثم تختفي".
وقال رواد محمد، وهو عامل في سوق شعبي لبيع الخضروات داخل بلدة جرمانا بريف دمشق، إن الحشرة ظهرت منذ أسبوعين وبأعداد كبيرة في جرمانا، قادمة عبر بساتين الغوطة والسواقي القريبة من المنطقة، "لكنها ظهرت بأعداد أقل في الساحات العامة وتحت أضواء الطرقات".
ورأى محمد أن الحشرة غير مؤذية، "بل على العكس هي نافعة و ستختفي بعد أيام، وأنه لا ضرورة لما قام به بعض السكان من التقدم بطلب إلى البلدية للمطالبة برش مبيدات لمكافحة الحشرة".
"ليست مؤذية"
وأوضح مدير وقاية النبات في وزارة الزراعة، فهر المشرف، لـ"نورث برس"، أن "الخنافس السوداء التي اجتاحت بعض المناطق نافعة وليست مؤذية للنبات ولا حتى للإنسان، بل لها فوائد على الغطاء النباتي" حيث تقوم بالقضاء على حشرات أخرى ضارة كالديدان التي عادة ما تشكل آفة حقيقة للنباتات والخضراوات.
مخاوف
وأضاف "المشرف" أنه رغم عدم خطورة هذه الحشرات، إلا أنها شكلت لدى الناس حالة اشمئزاز أو خوف، وخاصة في المناطق السكنية التي تجهل هذا النوع من الحشرات، على عكس المناطق الريفية التي ترى ظهور هذه الحشرات أمراً مألوفاً.
"هناك نوعان من الحشرات التي انتشرت في الآونة الأخيرة كالوسوما وأمارا، إحداها كبيرة الحجم وأخرى صغيرة ولكنهما في الحقيقة نافعتان، وتنتشر هذه الحشرات أكثر في المنطقة الممتدة من حمص إلى طرطوس وفي بلدة جرمانا في ريف دمشق".
وكانت وزارة الزراعة السورية قد اتخذت منذ أيام إجراءات وقائية خوفاً من وصول أسراب كبيرة من الجراد الصحراوي عبر بادية حمص ومحافظتي درعا والسويداء, فيما يلحظ السوريون في مختلف المناطق حركة متزايدة للحشرات والزواحف وخاصة في المناطق الزراعية وعند الأسطح المائية.