شاب من كوباني يعطي دروساً مجانية في الكومبيوتر واللغة الإنكليزية عبر الإنترنت

كوباني- فتاح عيسى- فياض محمد – نورث برس

 

بهدف تعليم برامج الكومبيوتر واللغة الإنكليزية للراغبين من أهالي كوباني، شمال شرق حلب، والاستفادة من أوقات الفراغ في ظل قرار حظر التجول، لجأ شاب من المدينة إلى إعطاء دورات مجانية عبر الإنترنت مستفيداً من تقنيات البث المباشر والتعليم عن بعد.

 

شاهين أحمد، المدرب المعروف في كوباني بإعطاء دورات "ICDL" من خلال المنظمات المحلية أو كدورات خاصة مأجورة والتي تعتبر مهنته ومصدر رزقه، قرر متابعة مهنته على الإنترنت وبشكل مجاني في ظل حظر التجول كي يستفيد منها أكبر عدد ممكن من المتابعين.

 

وقال أحمد، لـ"نورث برس"، إنه قبل فرض حظر التجول كان يتقاضى راتباً شهرياً لقاء إعطائه دورات كومبيوتر لدى بعض المنظمات المحلية في كوباني، بالإضافة إلى دورات خاصة للطلاب في الكومبيوتر واللغة الإنكليزية مقابل اشتراك شهري، ولكنه مع بدء حظر التجول في المنطقة بسبب وباء كورونا، اتجه إلى إعطاء دورات "أونلاين" على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف مساعدة الأشخاص الذين يرغبون بالتعلم في منازلهم خلال الحجر المنزلي بلا مقابل.

 

وأضاف أن "الدورات التي أقوم بتسجيلها في المنزل، أبثها على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك ويوتيوب) ومنصة غوغل (التدريس من المنزل) التي أطلقت بعد انتشار وباء كورونا، وتتضمن دروس كومبيوتر خاصة ببرامج الأوفيس (وورد – إكسل)، بالإضافة لدورات تعلم المحادثة باللغة الإنكليزية".

 

وأوضح أحمد أن منصة غوغل (التدريس من المنزل) "ساعدتني كثيراً في تطبيق تقنيات التعليم من المنزل من خلال إنشاء غرف تعليمية وتحميل الدروس والواجبات للطلاب الذين يمكنهم المشاركة بالتعلم من منازلهم عن طريق منصة غوغل، كما أقوم بتنزيل الواجبات للطلاب على قناتي على اليوتيوب لكي تبقى مرجعاً للمهتمين".

 

من جهته، قال لزكين خليل (30 عاماً)، وهو من سكان مدينة كوباني ويتابع الدورات يومياً من منزله في مدينة كوباني، إنه يستفيد من هذه الدورات التي يتم إعطاؤها عبر الأنترنت لاستغلال وقت الفراغ من منزله في ظل حظر التجوال.

 

وأضاف أن "وجود الدروس بشكل متسلسل على قناة اليوتيوب وباللغة الكردية ساهم في زيادة الاستفادة منها، وأقوم بإخبار أصدقائي وزملائي لمتابعة هذه الدورات معاً"، لافتاً إلى أن المدرب شاهين أحمد يستجيب لأسئلتهم على مواقع التواصل وعبر الاتصال معه، الأمر الذي يحفزهم لاستمرار متابعة هذه الدورات بشكل يومي.

 

ورأى خليل أن الدورات التي تبث على العالم الافتراضي هي بديل جيد عن الدورات في القاعات التعليمية في ظل قرار حظر التجول، وخاصة أن هذه الدورات مجانية، مشيراً إلى أنه " بعد إنهاء المستوى الأول من كورس الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب "ICDL"، بدأت حالياً بمتابعة دروس المستوى الثاني".

وكانت سكان من مدينة كوباني قد تابعوا أمسيات فنية وترفيهية ومحاضرات توعوية وأغاني فلكلورية بلهجة المنطقة على مواقع التواصل الاجتماعي، قام بإعدادها فنانون وناشطون من المدينة.

 

وحول أهمية هذه الدورات، قال أحمد، أيضاً، إن أي وظيفة في أي مؤسسة حالياً تتطلب غالباً الإلمام بالتعامل مع الكومبيوتر بشكل جيد، إضافة إلى إجادة التحدث باللغة الإنكليزية في وظائف أخرى، الأمر الذي يعطي فرصة للعاطلين عن العمل للتعلم والاستفادة خلال فترة حظر التجول.

 

وكانت المدة اليومية للدورات المجانية (الأونلاين) لشاهين أحمد، والتي بدأها بعد إعلان حظر التجول في المنطقة قبل أكثر من شهر بسبب وباء كورونا، تقتصر على ساعة واحدة يومياً في البداية، لكنها أصبحت حالياً أكثر من ثلاث ساعات يومياً موزعة بين دروس للكومبيوتر واللغة الإنكليزية، "حتى أنني بدأت بإعطاء بعض الدروس مؤخراً لمجموعات مغلقة خاصة بالنساء".  

 

ويقوم أحمد بشرح دروس المحادثة في اللغة الإنكليزية ودورات الكومبيوتر باللغة الكردية وبلهجة سكان منطقته، كما يتم التفاعل والرد على أسئلة الطلاب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال الاتصال معه عبر الهاتف أحياناً.

 

أما عن الصعوبات التي يواجهها وكيفية تجاوزها، يشرح أحمد أن "أبرز مشكلة هي ضعف شبكة الإنترنت في ساعات المساء أحياناً، والتي أقوم بتجاوزها عبر تسجيل الدروس وتحميلها على مواقع التواصل الاجتماعي ليتمكن من يواجه مشكلة في ضعف الإنترنت من تحميل الحلقات لاحقاً والاستفادة منها".