ذوو دخل محدود في الحسكة ينتقدون غياب حلول لتفاقم أوضاعهم وسط الحظر

الحسكة – جيندار عبدالقادر – نورث برس

 

مع دخول حظر التجول الاحترازي من كورونا يومه الـ/34/، تزداد معاناة سكان من مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، كانوا يعتمدون على العمل اليومي لتأمين قوت عائلاتهم وفقدوا مصادر دخلهم منذ تطبيق قرار حظر التجول في عموم مناطق شمال وشرقي سوريا.

 

وتعتمد شريحة كبيرة من سكان مدينة الحسكة على مهن تنتج دخلاً يومياً، كأصحاب الدراجات النارية المستخدمة كوسيلة نقل عامة وأصحاب تكاسي الأجرة وأصحاب المهن اليدوية وغيرهم من العمال الذين كانوا يتقاضون أجراً يومياً توقف منذ /23/ آذار/ مارس الفائت.

 

واشتكى أحمد درويش (45 عاماً)، وهو أحد سكان حي غويران، من سوء أوضاعه في ظل الحظر المفروض وغياب الحلول البديلة، التي من المفترض أن ترافق هذه القرارات، "عائلتي مكونة من خمسة أفراد، وأنا أعمل في مهنة الخياطة، إذا استمر الوضع هكذا سيبلغ سوء حالنا حداً لا يطاق".

 

ورأى درويش، خلال حديثه لـ"نورث برس"، أن من واجب الجهات المعنية إيجاد حلول للسكان، وأن قرار توزيع السلال الغذائية لا يحل المشكلة ، بل إن تسهيل إجراءات حظر التجول بات ضرورياً في ظل الظروف المادية الصعبة للسكان.

 

وينتقد سكان من المدينة القرارات الصادرة عن الإدارة الذاتية فيما يتعلق بحظر التجول وتوقف أعمال الكثيرين منهم وعدم قدرتهم على تأمين قوتهم اليومي في ظل ارتفاع أسعار غالبية المواد التموينية والخضروات وغيرها، ومع استمرار فقدان الليرة السورية لقيمتها أمام العملات الأجنبية وهبوطها أمس الجمعة إلى حد /1300/ ليرة سورية مقابل الدولار الأمريكي الواحد، بحسب محال لصرافة العملات في الحسكة.

 

وقال أحمد بدران العبد (39عاماً)، وهو من سكان حي النشوة الغربية أيضاً ويعمل في إحدى محلات بيع الألبسة المستعملة ويسكن في بيت بالإيجار، إنه اضطر "في هذه الفترة من الحظر إلى استدانة مبالغ مالية، كي أؤمن حاجات منزلي من مأكل ومشرب"، مطالباً بضرورة إيجاد حلول أو تقديم مساعدات مادية أكثر فاعلية لمساعدة من يعتمدون على العمل اليومي، على حد تعبيره.

 

وانتقد سوء التعامل مع جائحة كورونا المنتشرة في غالبية دول العالم من قبل الجهات المختصة رغم عدم تفشي المرض في المنطقة، "هناك عشرات المهن التي لاتزال تزاول أعمالها مثل العاملين في المنطقة الصناعية وأصحاب الحصادات والأراضي الزراعية وسوق الهال ومحلات بيع المواد الغذائية والصيدليات ومحلات المعجنات والحلويات، كما يعمل البعض الآخر في الخفاء، بالإضافة إلى تجار كثيرين لم تتعطل أعمالهم، أما نحن الفقراء وأصحاب الدخل المحدود فحالنا بات من سيء إلى أسوأ".

 

من جانبه، انتقد محمد العبد (42 عاماً)، وهو من سكان حي النشوة الغربية أيضاً ويعمل في إحدى المطاحن، استغلال وتحكم التجار بالأسواق وعدم مراعاتهم للظروف الصعبة التي يمر بها غالبية السكان، "في ظل الحظر ازدادت حالات الاستغلال وارتفعت الأسعار بشكل ملحوظ حيث وصل سعر الكيلو الواحد من الفروج إلى  /1800/ ليرة وربطة الخبز وصلت إلى /250/ ليرة وكيلو البندورة /900/ ليرة".

 

وكانت لجنة لهيئة الشؤون الاجتماعية في الإدارة الذاتية بالحسكة قد وزعت، في /14/ نيسان/ أبريل الجاري، عدداً من السلال الغذائية على سكان بلدة تل طويل شمال المدينة.

 

 وقال صابر حسين أحد المشرفين على توزيع المساعدات، لـ"نورث برس"، "وزعنا الاثنين الماضي، سلالاً غذائية على/ 116/ عائلة ذات دخل محدود في بلدة صفيا (12 كلم شمال الحسكة)، كما قمنا بعدها بتوزيعها على /120/ عائلة في قرية تل طويل".

 

ولاقت عملية التوزيع انتقادات من بعض السكان، ذلك أنها جرت على أساس قوائم الأسماء التي قدمتها المجالس المحلية في البلدة، في حين أن عدد العوائل المحتاجة يفوق الـ/120/ عائلة التي وردت أسماؤها في القائمة، بحسب سكان من القرية.