زراعة الخضار المنزلية في الرقة بين توفير احتياجات يومية ومصدر دخل إضافي

الرقة- أحمد الحسن- نورث برس

 

تنشط زراعة الخضار المنزلية في أحياء مدينة الرقة وأريافها، شمالي سوريا، حيث يتم استثمار المساحات الترابية ضمن المنازل وزراعتها بمختلف أنواع الخضار الشتوية والصيفية، وخاصة مع إغلاق الأسواق وارتفاع الأسعار في المنطقة.

وتعتبر هذه الزراعة إحدى العادات الزراعية لمعظم السكان في ريف مدينة الرقة بشكل خاص، وذلك لاتساع واجهات البيوت والمساحات الترابية الفارغة من البناء، بالإضافة لزراعتها في البيوت العربية في ضواحي المدينة.

وقالت أم مشعل (٣٨عاماً)، من سكان مزرعة صفيان شمال مدينة الرقة، "نعمل بشكل مستمر على زراعة واجهة المنزل بكافة أنواع الخضار الصيفية والشتوية، وذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضار".

 

وتتم في البداية زراعة غراس الخضار الصيفية منزلياً على شكل مشاتل صغيرة مغطاة بالنايلون، ليتم نقل الشتلات بعد نموها إلى مكان زراعتها الأخير، "نزرع بذار البندورة والباذنجان منذ بداية آذار، ثم نقوم بنقلها بعد نموها على شكل غراس في أواسط  نيسان إلى مكان الزراعة".

ولا تقتصر الزراعة المنزلية على الخضار الصيفية، إنما تشمل كافة أنواع الحشائش الشتوية من بقدونس وفجل ورشاد وغيرها من الخضار الشتوية، والتي لا تستغني أم مشعل وكثيرون في الريف عنها، "نستطيع أن نقطف منها متى نشاء خضاراً طازجة، كما أن قريتنا لا يوجد فيها محل لبيع الخضار، ونواجه صعوبة في شرائها من السوق".

وأردفت أم مشعل: "نفضل الخضار التي نزرعها بأيدينا، سواء أكانت منزلية أم في الحقول ،على الخضار التي نشتريها من السوق، وذلك لأننا نعلم جودة هذه الخضار وخلوها من المواد الكيميائية ".

 

 

وتعتبر زراعة الخضار داخل حديقة المنزل، هواية وطريقة لتمضية الوقت بالنسبة للبعض لتصبح متعة مع التقدم بالعمر، حسب ما يقول رضوان علاوي (٥٦عاماً)، من سكان حي السباهية غربي مدينة الرقة، "أحب هذه الزراعة لأنها مصدر للتسلية لدي، فأنا أمضي معظم وقتي داخل مزرعتي الصغيرة التي أزرعها في الشتاء بالخس والثوم وكافة أنواع الحشائش".

 

وأضاف أن لديه /50/ متراً من الأرض الخالية في واجهة منزله، يقوم بزراعتها بشكل مستمر بكافة أنواع الخضار، "فأنا لم أشتر خضاراً شتوية من قبل، كما أنني أوزع من إنتاجها على جيراني".

ويكمل علاوي حديثه بسعادة: "أجد لذّة في تناول إنتاجي من الخضار لأنها نتاج تعبي، كما أنني أعرف ما تحتويه نباتاتي الصغيرة".

 

ولا تقتصر أهداف الزراعة المنزلية على توفير احتياجات المنزل أو التسلية، بل تشكل هذه الزراعة لبعض مزارعيها مصدراً للدخل، يقومون بزراعتها وبيعها في الأسواق.

 

 كحال عبد الرحمن الخلف (٣٥عاماً)، من سكان قرية كسرة فرج، /2/ كم جنوب مدينة الرقة، الذي قال "الخضار المنزلية هي مصدر أساسي من مصادر الدخل لدي".

 

ويقوم الخلف بزراعة الخضار في منزله وبيعها في سوق الهال بمدينة الرقة، "لدي ما يقارب مئتي متر مربع من الأرض في واجهة منزلي، أزرعها بكافة أنواع الخضار وأبيع القسم الأكبر منها في سوق الهال بالمدينة".