مديرو مخيمات بريف إدلب ينتقدون عدم إستجابة المنظمات التركية

إدلب ـ نورث برس

 

اشتكى إداريون في مخيمات غرب إدلب من غياب أي دور للمنظمات الإغاثية والإنسانية مؤخراً لدعم النازحين وتوفير ما يلزمهم من احتياجات تخفف عنهم الواقع المعيشي المتردي الذي يعانون منه.

 

وذكر مديرا مخيمي "عين الحمرا" و"الكرامة" أن المخيمات تفتقد لأدنى الشروط الصحية والمعيشية لسكانها، ما يجعل منها بيئة خصبة لانتشار أمراض وأوبئة عديدة، ويزيد المخاوف من وصول فيروس كورونا إليها.

 

وقال جمعة الفجر، مدير مخيم "عين الحمرا"، غرب إدلب، إن "المنظمات الإغاثية بكافة أشكالها تغيب عن دعم النازحين في المخيم، فمنذ أكثر من سنة قدم وقف الديانة التركي سلة غذائية واحدة فقط لكل عائلة في المخيم، ومن بعدها لم تعد تستجب لنداءاتنا أي منظمة إغاثية، علما أننا ناشدنا منظمتي (غول) و(إحسان) دون أي رد".

 

ويأوي مخيم "عين الحمرا" /250/ عائلة، يعاني أفرادها من ارتفاع الأسعار وغياب الدعم اللازم، خاصة لمادة الخبز ووتوفير المياه وغيرها من الاحتياجات الحياتية اليومية.

 

وأوضح مدير المخيم، لـ "نورث برس"،  أن" سعر ربطة الخبز التي تزن /800/ غرام يصل إلى /400/ ليرة سورية، والكيلوغرام الواحد من البندورة /700/ ليرة، والبطاطا /400/ ليرة، والكيلو من الكوسا /500/ ليرة سورية، في حين أن أبناء أغلب العائلات يعملون في جمع الحطب وتعشيب المزروعات مقابل أجر يقدر بـ/1000/ ليرة سورية يومياً، مع العلم أن مصروف العائلة يتجاوز /3000/ ليرة سورية في اليوم الواحد".

 

وتنحدر العائلات النازحة في مخيم "عين الحمرا" من شتى المحافظات السورية من (حماة وريفها، ومن اللاذقية وريفها، ومن ريف دمشق، ومن أرياف إدلب)، بحسب إدارة المخيم.

 

وبخصوص شكاوى تقدم بها سكان المخيم لغياب الرعاية الصحية والنقاط الطبية ، أضاف "الفجر"، أن هناك مخاوف كبيرة من انتشار فيروس كورونا وسط عدم وجود أي مقومات تساعد على هذا الحجر، ناهيك عن عدم وجود نقطة طبية في المخيم، "علماً أننا طالبنا مراراً بضرورة وجود نقطة طبية، لكن لا حياة لمن تنادي".

 

ونقل "الفجر" مخاوف الأهالي النازحين مع اقتراب شهر رمضان المبارك وقال، إن " في كل سنه ترتفع الأسعار في شهر رمضان ، ومن أجل ذلك يتخوف سكان المخيم من ارتفاع تكاليف الحياة اليومية مع اقتراب الشهر الفضيل".

 

ولا يقتصر هذا الحال على "عين الحمرا" وحده، بل يشمل معظم مخيمات ريف إدلب، ومن بينها مخيم "الكرامة"، يبعد /15/ كم عن معرة مصرين بالقرب من قرية الشيخ بحر شمالي إدلب، الذي يغيب عنه الدعم الإغاثي، وفق ما ذكرت مصادر من داخل المخيم.

 

ويأوي مخيم "الكرامة" /207/ عوائل، بينهم أطفال ونساء وكبار في السن، ينحدرون من مناطق سنجار وأبو الظهور وعابدين ومعر شورين وغيرها من قرى وبلدات أرياف إدلب، بحسب إدارة المخيم.

 

وقال مدير المخيم "هادي الجابي"، لـ "نورث برس"، إن من "أبرز الاحتياجات سلال غذائية وخبز مجاني وسلال نظافة وخيام"، لافتاً إلى أنه منذ "أكثر من سبعة أشهر لم تدخل أي مساعدات إغاثية للمخيم، وسط غياب أي منظمة عن تكفل المخيم وتأمين ما يلزم لقاطنيه".

 

ويواجه ساكنو المخيم مشاكل عدة من أبرزها، حسب "الجابي"، قلة الدعم الإغاثي وافتقاره إلى نقطة طبية وشبكة صرف صحي وكتل حمامات ودورات مياه، مؤكداً أن لا مقومات للحياة المعيشية في المخيم.

 

ومن أكثر ما يعانيه النازحون في المخيم هو تكاليف الحياة اليومية المرتفعة، إذ تحتاج كل عائلة إلى /3000/ ليرة سورية كمصروف يومي، في حين أن أغلب الناس تعتمد على الإستدانة لتدبير أمورها، ومنهم من يعتمد على العمل في الأراضي الزراعية بأجور يومية زهيدة، حسب المصدر نفسه.

 

ويعاني المخيم أيضاً من انتشار الأمراض المعدية والآفات الجلدية كمرض الجرب والصدف وحبة السنة أو (اللاشمانيا)، إضافة لأمراض أخرى معوية وصدرية وتنفسية، وأمراض مزمنة، بالإضافة إلى وجود أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

وبخصوص المرضى، قال "الجابي" إنه "ليس بإمكاننا التعامل مع هذه الحالات المرضية بسبب عدم وجود نقطة طبية، وإن أقرب نقطة تبعد عن المخيم /4/ كم، والتي تفتقر إلى أدوية و سيارة إسعاف، ما يجبر المرضى وأسرهم على التوجه إلى نقطة طبية أخرى تبعد /15/ كم عن المخيم".

 

كما حذر "الجابي" من خطورة انتشار فيروس "كورونا"، "يوجد خوف كبير من انتشار كورونا، وبالأخص أنه لا توجد أي تدابير وإرشادات للوقاية من المرض وتوعية السكان من مخاطره".

 

ويأوي الشمال السوري مئات المخيمات العشوائية التي يقطنها نحو مليون نازح، بحسب فريق "منسقو استجابة سوريا" الذي أشار إلى أن مخيمات النازحين تعتبر بيئة مثالية لانتشار فيروس "كورونا"، بسبب الرطوبة العالية واكتظاظ السكان ونقص أدوات التعقيم، يضاف إلى ذلك الحاجة الماسة للمياه النظيفة الصالحة للشرب والمياه اللازمة للاستخدام اليومي والنظافة.