عدم توفر أجهزة ووسائل يمنع طلاب ريف حلب الشمالي من التعلّم عن بعد
ريف حلب الشمالي – دجلة خليل – نورث برس
اشتكى طلبة من مهجري عفرين في ريف حلب الشمالي، مؤخراً، من عدم قدرتهم على الاستفادة من مشاريع "التعلّم عن بعد" عبر الفيديو والتلفاز والأنترنت، لعدم توفّر الوسائل اللازمة لإتمام تعليمهم عبر هذه الطريقة.
وأقرت هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في مطلع الشهر الحالي، اللجوء لخطة تعليمية تضمن تلقي الطلاب للمناهج الدراسية، وتجنب التأثيرات السلبية إثر قرار تعليق الدوام في المراكز التعليمية كإجراء وقائي من تفشي فيروس "كورونا" وذلك في الـ 14من آذار/ مارس الفائت.
وقالت خديجة علي (23 عاماً)، وهي طالبة جامعية تقطن في مخيمات مهجري منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، لـ "نورث برس"، إن طرح هيئة التعليم في الإدارة الذاتية برامج عبر قناة محلية والاعتماد طريقة التعلم عن بعد، لا تجدي نفعاً بالنسبة لها وللطلاب المهجرين في مخيمات في هذه المنطقة، "لا أملك تلفازاً لأتابع، وحتى لو توفر، فساعات توفر الكهرباء غير منتظمة، كما أنني لا أملك اتصال أنترنت سريع لأتمكن من حضور المحاضرات التي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وكانت خديجة طالبة في السنة الأولى في قسم كلية الإعلام في جامعة عفرين قبل سيطرة الفصائل المعارضة المسلحة والجيش التركي على المنطقة، واضطرت للخروج مع أهلها إلى مخيم سردم بقرية سوسين في ريف حلب الشمالي، لتنقطع بعدها عن دراستها.
ورغم أن جامعة روجآفا في القامشلي، شمال شرقي سوريا، فتحت أبوابها لطلبة عفرين المهجرين، إلا أن عدم توفر قسم للإعلام فيها، جعل خديجة تضطر إلى الالتحاق بقسم " جينولوجيا "، وهو قسم يعتمد على أبحاث ودراسات حول قضية المرأة وحقوقها.
لكن خديجة لم تتمكن رغم ذلك من الاستمرار في دراستها لأن الهجمات التركية على مناطق تل أبيض وسري كانيه/ رأس العين، في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي 2019، أجبرتها على مغادرة المنطقة والعودة لمخيمات مهجري عفرين في ريف حلب الشمالي، "وها أنا الآن انقطع للمرة الثالثة عن الدراسة بسبب المخاوف من انتشار كورونا وإجراءات الحظر في شمال شرقي سوريا".
وكانت خلية الأزمة في الإدارة الذاتية لإقليم عفرين، والتي تعمل حالياً في بلدات ومخيمات بريف حلب الشمالي، قد أقرت في 23 آذار / مارس الفائت بضرورة تزويد المخيمات والقرى في مناطق ريف حلب الشمالي بساعات إضافية للكهرباء خلال النهار اعتباراً من الـ 12 ظهراً وحتى الثانية عصراً ومن السادسة مساءً حتى الـ12 ليلاً.
وعبرت زنارين طاري، وهي طالبة في المرحلة الثانوية تقيم في المخيم نفسه، عن خوفها من عدم متابعة تعليمها وتكرار انقطاعها بسبب ما شهدته هي وجيلها من أحداث، بدءاً من تهجيرهم من عفرين، "إنني قلقة من انقطاعي عن التعليم بسبب توقف المدرسة وعدم قدرتنا على إكمال المنهاج وجهلنا لكيفية تقديم الامتحانات، فأنا لا أريد ان أخسر مستقبلي وطموحي في الدراسة".
وحول الآثار السلبية للانقطاع المتكرر في العملية التعليمية على الطلاب والمدرّسين، قالت حنان محمد، وهي مرشدة نفسية وتربوية في مدرسة بمخيم "سردم" في قرية لوسين بريف حلب الشمالي، "ليست المرة الأولى التي ينقطع فيها الطلاب عن الدراسة، فقد توقف التعليم خلال الحرب التي شنتها تركيا على عفرين ومن ثم تهجير طلابها مع الأهالي، بالإضافة إلى الانقطاع الذي يتسبب به القصف شبه المتكرر في قرى ناحية شيراوا وتل رفعت، ليأتي الحجر الصحي ويزيد من الطين بلة."
وأضافت أن كل هذا كان سبباً: "لخسارة الطالب تعليمه بشكل نظامي، وأثّر على مستواهم ومعدلات تحصيلهم العلمي، إلى جانب ما يعانونه سابقاً من آثار الحرب والنزوح".
ولا ترى محمد عملية التعليم عن البعد كحل بديل، وقالت "لا نستطيع الاعتماد على التعليم عن بعد، بسبب عدم امتلاك المهجرين أجهزة تلفاز وافتقار معظم المخيم لاتصال أنترنت وتيار كهربائي منظم، فهذه الوسائل تعتبر ترفاً بالنظر لأحوال المهجرين".
كما حمّلت منظمات اليونيسيف واليونسكو مسؤولية عدم الاهتمام بأطفال عفرين المهجرين الذين عانوا من ويلات الحرب والتهجير، كما لم تقدم أي دعم نفسي أو مادي لهم، على حد تعبيرها.
وفي اتصال مع هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، صرّحت بريفان خليل، الرئيسة المشاركة للهيئة، لـ "نورث برس"، أن الهيئة تقوم بدراسة لإيجاد حلول إسعافية حول كيفية تعويض دروس الطلاب من مختلف المناطق، وكذلك كيفية تقديم الامتحانات في حال استمر الحظر لأكثر من المدة المقررة.
ويبلغ عدد المدارس في مناطق ريف حلب الشمالي التي تأوي مهجري منطقة عفرين /67/ مدرسة، منها خمس مدارس في مخيمات، فيما يبلغ عدد الطلاب /15 ألف طالب في مختلف المراحل الدراسية، بحسب إحصاءات هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية لإقليم عفرين.