معاناة سكان دمشق خلال حظر التجوال من تقنين الكهرباء

دمشق – أحمد كنعان – نورث برس

 

تعاني دمشق كسائر المحافظات السورية منذ بداية الأزمة السورية من مشكلة تقنين الكهرباء الذي يمتد لساعات طويلة، ورغم الوعود الكثيرة من الجهات الحكومية، تستمر هذه المشكلة التي تزيد من سوء الأوضاع المعيشية.

 

وفي الأيام الأخيرة وخلال إجراءات الحكومة السورية بفرض حظر التجوال، والطلب من المواطنين التزام بيوتهم ومنازلهم وعدم الخروج إلّا للضرورة القصوى، زادت حدة الشكوى من ساعات التقنين وبمقابل الهشتاغات التي تدعو المواطنين للبقاء في منازلهم مثل "خليك بالبيت" و"بيتك أمانك".

 

امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بالمطالبة بإلغاء ساعات التقنين خصوصاً في أوقات حظر التجول والمطالبة أيضاً بالإنصاف بين المناطق، فبرنامج التقينين في جرمانا مثلاً ثلاث ساعات قطع للتيار، وثلاث ساعات تزويد، بينما في حرستا يتم التزويد لساعتين فقط خلال النهار، ولا يتم التقنين خلال الليل، وهناك ضواحي ومدن في ريف دمشق يتم فيها التقنين ساعتين قطع، وأربع ساعات تزويد. 

 

يارا اسماعيل وهي مصورة تسكن في حي عش الورور، بريف دمشق، قالت لـ "نورث برس": الشبكة التي تغذي حينا بالكهرباء هي ذاتها تغذي المشفى الموجود في الحي، لذلك لا نعاني كثيراً من التقنين، ولكن مع ذلك تمرّ علينا في كل شهر ثلاثة أو أربعة أيام متواصلة بلا كهرباء ولا نعرف السبب".

 

وأضافت "إن هذا الانقطاع الطويل يسبب لي ضغطاً نفسياً، لأن كل عملي بالتصوير يتوقف على التيار الكهربائي، فقطع الكهرباء يعني انقطاع الانترنت وبالتالي عدم قدرتي على التواصل مع الجهات التي أعمل معها، كما أني لا أستطيع القراءة، فالقراءة على ضوء الليدات ترهق عيني".  

 

أمّا رندا بوز طالبة بكلية الهندسة المدنية والتي تسكن في "حي 86" بالمزة فبيّنت لـ "نورث برس" "إنّا نبرمج كل وأعمالنا المنزلية من غسيل واستحمام على عدد ساعات التقنين،  واشتريت بطارية لتزويد الراوتر بالكهرباء كي لا ينقطع الانترنت مع انقطاع الكهرباء، لأني أحتاج خلال هذا المكوث الطويل في البيت، لتسلية نفسي بالدخول إلى الانترنت، فالضغط الذي نعيشه خوفاً من تفشي المرض يوترني طوال الوقت".

 

في حين أنّ مروة رابح خريجة كلية الفنون الجميلة أوضحت لـ "نورث برس" "كان التقنين محتملاً قبل الحجر الصحي، فقد كنا نخرج إلى المطاعم والمقاهي التي تمتلك مولدة كهرباء، ونمضي فيها أوقات التقنين، والخروج من المنزل وحده كان كافياً بتخفيف المعاناة بانقطاع الكهرباء.

 

وتتابع، "أمّا الآن فالانقطاع صار كارثة لا تحتمل، ولا أدري أين ذهبت الكهرباء التي كانت تغذي المؤسسات الحكومية التي أغلقت جزئياً أو كليّاً، ولما لا يتم التقنين لصالح المناطق بالتساوي خصوصاً في ساعات حظر التجوال".

 

وتحدثت الممثلة سهى أبو بكر لـ "نورث برس" عن معاناتها مع التقنين مشبهة الوضع بـ"الجلطة".

 

وقالت: "يكاد قلبي ينفجر على ابنتي الصغيرة لأنها تصاب بضجر كبير وما يشبه الخوف، وأعتقد أن هذا الأمر سيؤثر على نفسيتها، وأبذل ما بوسعي كي أسليها وألعب معها حتّى أصبحت أظن أحياناً أني رجعت طفلة صغيرة مثلها".

 

ومن الجدير بالذكر أن الأعطال في خطوط الكهرباء هي سبب رئيس في زيادة التقنين عن بعض الأحياء، ففي حي السبيل بمنطقة جرمانا انفجرت محولة كهرباء نتيجة الضغط ما أدى لاحتراق عدد من المنازل في الحي.