الفطر المحاري في ريف الرقة.. مشروع اقتصادي لتمكين النساء مادياً

الرقة- أحمد الحسن- نورث برس

 

دخل مشروع لزراعة الفطر المحاري في ريف الرقة مرحلة الإنتاج، حيث تم حتى الآن قطف //18 كغ في قرية معيزيلة //25 كم شمال شرق مدينة الرقة، كأول كمية إنتاج من المشروع الذي بدأت بجمع البيانات اللازمة للتنفيذ في /29/ من شهر كانون الثاني/ يناير الماضي.

 

ويستهدف المشروع الذي أطلقته منظمة "نواة" ضمن برنامج "الشراكات من أجل استقرار الزراعة وسُبل العيش"، //50 امرأة في قريتي معيزيلة وبئر سعيد /32/ كم شمال شرق مدينة الرقة.

 

وتتم زراعة الفطر المحاري في أكياس بعد ملئها بمواد أولية تتضمن الشعير والقمح وبقايا القش والتي يتم غليها بالماء وتبريدها ومن ثمة وضعها في الأكياس لتكون البيئة الحاضنة لزراعة الفطر، بحسب مشرفين على المشروع.

 

ويتم تعليق الأكياس في غرف مغلقة على أن تتوفر عدة شروط في مكان الزراعة، أهمها تحقيق نسبة عالية من الرطوبة والتي يجب أن تتراوح بين (٧٠/٨٠)،  كما يجب أن تتراوح درجة الحراة بين (١٨/٢٠) درجة مئوية،  بالإضافة إلى عدة شروط أخرى تتعلق بنسبة الإنارة و التهوية لمكان الزراعة.

ولتحقيق هذه الشروط، تم تزويد كل مستفيدة بمدفأة وكمية من المازوت، بالإضافة إلى ميزان للحرارة والرطوبة وسلم متنقل، فضلاَ عن الرقابة الدائمة من قبل المختصين في المنظمة وتوجيه الإرشادات للمستفيدات.

 

وقالت أم عايد (48عاماً)، وهي إحدى المستفيدات من المشروع في قرية بئر سعيد، لـ"نورث برس"، إنها تعمل جاهدة على تحقيق الشروط المطلوبة للوصول إلى مرحلة الإنتاج، "أعمل على تطبيق الارشادات التي وجهتنا إليها المنظمة من حفاظ على درجة الحرارة والرطوبة ونسبة الانارة".

 

"المشروع مناسب للنساء، لأنه لا يؤخرنا عن أعمالنا المنزلية، حيث يمكننا مراقبته دون أن يؤخرنا عن أي عمل آخر".

 

هذا وتم قطاف الفطر عند بعض المستفيدات، في حين تأخر قطافه عند أخريات، حيث قالت أم عايد "كان من المفترض أن يدخل المشروع يدخل في مرحلة الانتاج بعد /25/ يوم من زراعته، ولكن مضى على زراعته أكثر من شهر دون أن ينتج ولا نعلم ما السبب".

 

بينما قالت زهرة السرحان(31عاماً)،وهي من سكان قرية معيزيلة، إنها كانت من أولى المستفيدات اللواتي جنين الفطر من مشروعها الصغير، "لقد قطفنا أمس الاثنين لأول مرة الفطر من هذا المشروع وقد بعت منه بقيمة /18/ألف ليرة سورية"، لافتة إلى أن جميع الأكياس بدأت بالإنتاج.

 

وأضافت السرحان أنها لا تملك أي مصدر للدخل، فهي تعيش مع والدتها السبعينية وابني أخيها المتوفى اللذين لم يبلغا العاشرة من عمرهما بعد، الأمر الذي جعل منها المعيل الوحيد لعائلتها، على حد قولها.

 

ويبلغ ثمن الكيلوغرام الواحد من الفطر المحاري حالياً /2000/ ليرة سورية، حيث قامت كل مستفيدة بزراعة /20/ كيس من الفطر المحاري، يقدر الواحد منها بين /6-5/ كغ، بحسب مشرفين على المشروع.

 

وأوضح منسق منظمة "نواة" لمشروع الفطر المحاري، يوسف محمود، لـ"نورث برس"، أن الهدف من اطلاق المشروع هو "تمكين النساء مادياً في ريف الرقة الشمالي الشرقي، من خلال توفير فرص عمل يستطعن من خلالها إعالة أنفسهن"

 

وكان المشروع قد بدأ جمع استبيانات لاختيار العوائل الأكثر حاجة في قريتي معيزيلة وبئر سعيد، ومن ثم قامت منظمة "نواة" بتدريب المستفيدات على زراعة الفطر المحاري وتوزيع مستلزمات الزراعة، لتبدأ بعدها عملية زراعة بذور الفطر، بحسب ما أوضحه محمود.

 

وعن سبب اختيار هذا المشروع دون غيره لدعم النساء في ريف الرقة، أشار محمود إلى أنه تم اختيار هذا المشروع لتوفر جميع مقوماته في ريف الرقة ولسهولة التعامل معه، كما أنه ذو مردود مادي جيد يعود ريعه للمستفيدين، على حد قوله.

 

كما أشار محمود إلى أن سبب تأخر الإنتاج عند بعض المستفيدات، يعود إلى العوامل الجوية كانخفاض درجات الحرارة ليلاً، بالإضافة إلى أن عدم تطبيق بعض المستفيدات للتعليمات المطلوبة ساهم في تأخير موعد الإنتاج، على حد قوله.

لكنهاعتبر أن حركة النمو "جيدة جداً"، متوقعاً وصول جميع المستفيدات إلى مرحلة القطاف خلال هذا الأسبوع.

 

ويعتبر مشروع زراعة الفطر المحاري في ريف مدينة الرقة الأول من نوعه في شمال وشرقي سوريا، بحسب ما أكده منسق منظمة "نواة" لمشروع الفطر المحاري، يوسف محمود.