عودة مئات العوائل النازحة بعفرين لمناطقها في إدلب وريف حلب الغربي

عفرين – نورث برس

 

عادت حوالي/750/ عائلة، السبت الفائت، كانت تقيم في منطقة عفرين شمال حلب، إلى قراها وبلداتها في ريف حلب الغربي ومحافظة إدلب، عقب الهدوء الذي شهدته مناطق شمال غربي سوريا بعد قرار وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين روسيا وتركيا في الخامس من الشهر الماضي.

 

وقال أحد عناصر الحواجز الفاصلة بين إدلب وعفرين، رفض الكشف عن هويته، لـ "نورث برس"، إن حوالي /350/ عائلة عبروا معبر دير بلوط باتجاه أطمة ومن ثم إدلب، فيما قامت "هيئة تحرير الشام" بفتح معبر الغزاوية أيضاً بسبب العدد الهائل للراغبين بدخول إدلب، وسجلت قرابة /400/ عائلة أخرى دخلت لمناطق ريفي حلب وإدلب.

 

وافتتح معبر "دير بلوط"، الفاصل بين محافظة إدلب ومناطق شمال حلب، السبت الفائت ليوم واحد وباتجاه واحد نحو محافظة إدلب، بعد إغلاقه بسبب فيروس "كورونا" (كوفيد-19) المستجد أمام عبور حركة السكان، في حين افتتح في اليوم الثاني، الأحد، أمام السكان باتجاه عكسي نحو منطقة عفرين بشمالي حلب، وذلك حتى الساعة الثامنة مساءاً.

 

وكان الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، قد أعلنا في الخامس من آذار/ مارس الماضي، توصلهما إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب اعتباراً من السادس من الشهر نفسه.

 

وأعلنت الإدارة العامة للمعابر، التابعة لـ"حكومة الإنقاذ"، وهي الجناح السياسي لـ"هيئة تحرير الشام"، مطلع نيسان/ أبريل الجاري، عن إغلاق معبري "دير بلوط" و"الغزاوية" بسبب فيروس "كورونا" المستجد.

 

ويربط المعبران مناطق سيطرة الفصائل المسلحة التابعة لتركيا في ريف حلب الشمالي، بمناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" والفصائل المعارضة في محافظة إدلب وريف حلب الغربي.

 

وبدأت جموع النازحين بالتوجه لمنازلهم وقراهم إلى أرياف حلب وإدلب، والتي كانت تقصف خلال اشتداد المعارك في العملية العسكرية للحكومة السورية بدعم روسي خلال شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير الماضيين.

 

وأدى التوتر الحاصل بين الجيشين التركي والسوري واستهداف النقاط التركية من قبل قوات الحكومة السورية، إلى نزوح الآلاف من السكان نحو ريف حلب الشمالي الخاضع لسيطرة الفصائل التابعة لتركيا.

 

وقال محمد حجازي، (40 عاماً)، وهو نازح من قرية "الأبزمو" التابعة لناحية الأتارب في ريف حلب الغربي، لـ "نورث برس"، إن الحياة في الخيام كانت تفتقر لمقومات الحياة الصحية والأساسية "فالحمّامات المشتركة وقلة التخديم وفيضان المخيمات بالوحل والأمراض، كل ذلك دفعني للعودة".

 

وعبّر حجازي عن فرحته إثر وصولهم هو وعائلته إلى منزلهم وقريتهم بعد غياب طويل وتهجير مر، "لا يمكن تعويض المنزل والأرض بخيمة لا تتسع لبضع أشخاص".

 

ويستمر النازحون بشكل يومي في التحضير لقوافل العائدين لقراهم، إلا أن "هيئة التحرير" تغلق المعابر ولا تسمح بحركة المدنيين، إلا ضمن الأيام التي حددتها (السبت والأحد)، بينما تبقى مفتوحة أمام الحركة التجارية من الجهتين.

 

ووصف أحمد الأسمر، (32 عاماً) وهو من سكان مدينة إدلب، إغلاق المعابر بوجه القوافل المدنية العائدة، وفتحها أمام الحركة التجارية بـ "الجريمة"، وعلّق على القرار "جني المال من الشحن أصبح أولى من تأمين حياة الأهالي بحجة إغلا المعابر خوفاً من تفشي كورونا".

 

وأضاف "هناك مئات العوائل تريد العودة إلى قراها ومنازلها التي هُجرت منها، فلا يوجد لهم مصدر للرزق بعد خروجهم من بلداتهم، ومن حقهم العودة إليها ولأعمالهم وأرضهم بعد وقف إطلاق النار".

 

وذكر ناشطون من داخل مدنية عفرين بأن أعداد الخيام تتناقص بشكل أسبوعي في كل من مخيمي جبل الزيدية ومعمل البيرين الواقعين على أطراف مدينة عفرين نتيجة عودة النازحين لمناطقهم في محافظة إدلب.