منبج – صدام الحسن – نورث برس
تحوّل مشغل خياطة "ساكينة عسلية" في حي الحزاونة في الجهة الجنوبية لمدينة منبج، شمالي سوريا، من خياطة الألبسة إلى إنتاج الكمامات، وذلك لتأمين احتياجات السكان منها بعد نقص توفرها في الصيدليات والمستودعات، وذلك بعد الإقبال الكبير على شراء الكمامات والقفازات الطبية والمعقمات إثر تفشي فيروس "كورونا" المستجد في العالم.
وقالت دعاء عقيلي، الإدارية المسؤولة عن المشغل، لـ "نورث برس" إن فكرة البدء بصناعة الكمامات جاءت بعد التنسيق مع لجنة الصحة في مدينة منبج.
وأشارت إلى أن مشغل الخياطة كان يعمل بالتعاقد مع التجّار لخياطة الألبسة، لكن وبعد انتشار فيروس "كورونا" وفرض حظر التجوّل في مناطق شمال وشرقي سوريا، أُغلقت كافة محلات الألبسة وتوقّف المشغل عن العمل.
وبغية تلبية احتياجات سكان منبج لمستلزمات الوقاية من "كورونا"، بادر المشغل بخياطة الكمامات، "وهذا ما أدى لمواصلة العمل من قبل عمال المشغل في ظل توقف أغلب الناس عن العمل خلال فترة الحظر"، وفق ما أوضحته عقيلي.
وكان عدد العاملين في المشغل قبل الحظر ثلاثين خياطاً، بينما يعمل حالياً عشرة خياطين فقط (خمس نساء وخمسة رجال)، وذلك تجنباً للازدحام وكإجراء وقائي لمنع انتشار فيروس "كورونا".
وبخصوص الإجراءات الوقائية للعمال، أوضحت عقيلي أن إدارة المشغل تحرص على ارتداء العاملين للكمامات وترك مسافة مترين فيما بينهم، إضافة لتعقيم الأيادي قبل المباشرة بالعمل.
ويبدأ العمل في المشغل من الساعة السابعة صباحاً حتى الرابعة مساء، بطاقة إنتاجية تبلغ \1500\ كمامة يومياً، ليتم بعد ذلك نقلها إلى مستودعات لجنة الصحة في المدينة وتوزّع على الصيدليات فيما بعد، بحسب إدارة المشغل.
وقال الصيدلاني محمد العمر \40\عاماً، لـ "نورث برس"، إن مشكلة نقص الكمامات في السوق تعود إلى إغلاق المعابر واحتكار التجار.
وأضاف أن "ثمن علبة الكمامات المحتوية على \50\ كمامة كان سابقاً \500\ ليرة سورية، أما الآن فقد تجاوز سعرها \18,500\ ليرة، فيما ارتفع سعر ليتر الكحول المستخدم للتعقيم من \1.500\ إلى \4.000\ ليرة مع ندرة توفره في الصيدليات ومستودعات الأدوية".
من جانبها، أوضحت حنان الأحمد، من لجنة الصحة في مدينة منبج، أن تنسيق اللجنة مع مشغل الخياطة لصناعة الكمامات، جاء وفق الشروط الصحية المطلوبة.
وأضافت أن لجنة الصحة "تقوم بتأمين أقمشة الفازلين الخاصة بصناعة الكمامات للمشغل، وبعد الانتهاء من خياطتها واستلامها من المشغل، تقوم اللجنة بتعقيمها بمادة الكلور ونقلها إلى المستودعات الخاصة بها، ليتم فيما بعد توزيعها على مؤسسات الإدارة المدينة والعسكرية وعلى صيدليات المدينة".
ومع تطبيق الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا لقرار حظر التجوّل منذ 23 آذار / مارس الفائت، قامت الإدارة المدنية في منبج بإغلاق حركة المرور المدنية لكافة المعابر الثلاثة المحيطة بمدينة منبج (عون الدادات، وأم جلود، والتايهة)، لكنها تسمح بدخول جميع المواد الغذائية والخضار لمدينة منبج بعد إخضاعها للفحص من قبل لجان مختصة في هيئة الصحة.