تأثراً بكورونا.. الإيجارات تثقل كاهل السوريين في مصر ومبادرات لإسقاطها
القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس
تعاني عائلات سورية تقيم في مصر من أزمة الإيجارات التي تثقل كاهلها في زمن الوباء، وتتزايد المعاناة أكثر مع فقدان مصادر الدخل نتيجة توقف أعمال أفرادها في خضم الإجراءات الوقائية المتخذة من جانب السلطات المصرية للسيطرة على الفيروس والحد من انتشاره.
"بالرغم من أزمة كورونا، والظروف الصعبة التي يعيشها الناس، إلا أن أصحاب المنازل لا يرحمون، وبعضهم يُهدد أسراً سورية بالطرد إن لم تقم بدفع الإيجار فوراً".. هكذا يتحدث الناشط السوري أحمد الكلساني، وهو سوري من غوطة دمشق، مقيم بالقاهرة، ويدير مجموعة بارزة تضم مئات السوريين المتواجدين في مصر، في منشور له عبر المجموعة ذاتها.
وتعتبر أزمة الإيجارات، أزمة مُتجددة لطالما يعاني منها السوريون في مصر، لجهة ارتفاعها بشكل كبير، بينما تطل هذه المرّة برأسها عبر بوابة عجز كثير من الأسر عن الوفاء أو الالتزام بالسداد في ظل الظروف الراهنة التي أدت إلى توقف الكثيرين عن عملهم، واضطراراهم إلى البقاء بالبيوت في ظل ظروف تفشي فيروس "كورونا" ومع الإجراءات الوقائية المتخذة رسمياً.
يقول الكلساني، إن عدداً من رسائل الاستغاثة قد وصلت إلى مجموعته يقول أصحابها إنهم مهددون بالطرد، واصفاً أصحاب المنازل بأنهم "لا يرحمون"، وأنهم لا يستطيعون الصبر حتى تحصيل تلك الإيجارات في ظل الظروف الصعبة الراهنة.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت مبادرات داعية لإسقاط أو تأجيل سداد الإيجارات لشهرين حتى تمر الأزمة الراهنة وتنتهي الإجراءات الوقائية.
وقال الناشط أبو منار كروما، وهو سوري من حماة، يقيم في القاهرة: "نتمنى من كل صاحب محل أو صاحب عمارة أو شقة تمليك في مصر العظيمة النظر بعين الرحمة في هذه الظروف السيئة لكل مستأجر دون تمييز بالنسبة للجنسية، فإما إعفاؤه من الأجرة المستحقة، أو دفع نصف الإيجار، أو الصبر عليه إلى حين ذهاب هذه المحنة الكبيرة" .
وتفاعل الكثيرون مع تلك المبادرات عبر مجموعات التواصل الخاصة بالسوريين بمواقع التواصل الاجتماعي، من بينهم المنسق العام لمبادرة "الأمل للثقافة والفنون"، عبد الرحمن نور، والذي شدد على أهمية أن تلقى تلك المبادرة الإنسانية "آذاناً صاغية واهتماماً من المصريين".
وقالت رهف عوض، ثلاثينية سورية من مدينة حماة، مقيمة في مدينة السادس من أكتوبر في مصر، إنها مهددة بالطرد من منزلها الذي تقطن فيه منذ قرابة العامين، وذلك لتأخرها لمدة قاربت الشهرين عن دفع الإيجار، ما دفع صاحب المنزل إلى تهديدها بالطرد فوراً.
وأضافت: "منذ أكثر من شهر وأنا بالمنزل، ليس هناك عمل.. ودخلنا الشهر الثاني والأمور على ما هي عليه، ومع أزمة كورونا لا يمكنني العمل.. دخلت في الشهر الثاني بدون دفع الإيجار.. ويهددني صاحب المنزل بالطرد".
لكنها أشارت إلى أن هناك من أصحاب المنازل من لا يملكون سوى تلك الإيجارات للإنفاق على حاجاتهم الأساسية "وهؤلاء نطالبهم بالحصول على نصف الإيجار ممن لا يستطيع في ظل الظروف الحالية" أما ميسورو الحال "فنطالبهم بتأجيل جمع الإيجارات أو إسقاطها، مراعاة لظروف المستأجرين السوريين".
وقالت ريماس السعيدي (اسم مستعار)، وهي سورية من حلب ومقيمة بمدينة السادس من أكتوبر المعروفة بكثافة تواجد السوريين فيها، إن كل ما فعلته صاحبة المنزل الذي تقطن فيه، هو أنها أمهلتها أسبوعين من أجل سداد الإيجار، ولم تطلبه في أول أيام الشهر، وكان ذلك أقصى مساعدة يمكن أن تقدمها في ظل تلك الظروف.
ويتداول سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صور ملصقات تحث أصحاب المنازل للامتناع عن تحصيل الإيجارات "مؤقتاً" من الأسر الفقيرة، وتجد تفاعلاً واسعاً من جانب السوريين، ومصريين أيدوا الفكرة مطالبين بدعم أصحاب المنازل للسوريين في ظل تلك الظروف الصعبة على الجميع.