اسطنبول.. سرقة بالملايين تكشف حقيقة رجل أعمال سوري
اسطنبول ـ نورث برس
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، الأحد، بقضية رجل أعمال سوري تعرض لسرقة بملايين الليرات التركية والدولارات، إضافة لسبائك من الذهب، في مدينة إسطنبول التركية، ليتبين أن رجل الأعمال ما هو إلا شخصية تتبع للمعارضة السورية التي اتهمها نشطاء بجمع الأموال على حساب الشعب السوري.
وكانت شبكة "CNN Türk" قد ذكرت، قبل أيام، أن "قوات الأمن التركية ألقت القبض على عصابة سرقت خمسة ملايين ليرة تركية كاش، وأحد عشر كيلو غرام ذهب (سبائك)، إضافة لمبالغ مالية بالعملة الأجنبية (الدولار)، من منزل رجل أعمال سوري" دون أن تذكر تفاصيل أكثر عن هوية رجل الأعمال هذا.
وبدأ ناشطون سوريون وصحفيون، عقب تلك الحادثة، بتسريب معلومات مفادها أن "هذا الشخص ليس رجل أعمال كما قالت شبكة "CNN Türk"، بل هو عضو مجلس (ثوار دير الزور) سابقاً والذي كان يرأسه عضو الائتلاف الوطني حالياً (رياض الحسن)، وهو أيضاً موظف المجلس كمدير لقناة (الجسر)، ويدعى (ماجد الكاظم) ولقبه (أبو البراء)، وكان يدير عمليات استلام الدعم المالي لمحافظة دير الزور أيضاً"، مضيفين أن "من سرق الأموال هم أبناء عمومته وزوجاتهم".
ولم يقف الأمر عند هذا الحد فحسب، بل امتد الأمر ليبدأ نشطاء داخل سوريا وخارجها بالتساؤل عن المدعو "أبو البراء" وعن تلك الأموال، من أين وصلت إليه وما هو مصدرها؟، وإذا كان في منزله كل تلك الأموال، فماذا عن أرصدته في البنوك التركية؟ وما علاقة شخصيات بالمعارضة السورية بهذا الشخص؟.
وتعليقاً على ذلك، قال "سعد نحاس"، عضو رابطة المهندسين السوريين في تركيا، على حسابه في "فيس بوك"، اليوم الأحد، "ماذا لو طُبق قانون من أين لك هذا يا هذا؟ على من تبدلت أحوالهم من رؤساء المنظمات وقواد الفصائل وأساطين المعارضة؟ شكراً للحرامية لأنهم، بدون قصد، قد يكونون كشفوا لصاً، وشكراً للشرطة لأنهم قبضوا عليهم، وأتمنى فتح تحقيق في مصدر هذه الأموال".
كما قال صحفي سوري معارض، فضل عدم كشف اسمه، لـ"نورث برس"، إن "هذا الشخص ليس برجل أعمال وليس عضواً في الائتلاف الوطني السوري، بل هو على علاقة قرابة بعضو الائتلاف رياض الحسن وهو من أدخله لمجلس ثوار دير الزور".
وأضاف أن مهنته الرئيسية هي "ممرض فني تخدير، وكان يعمل في السعودية براتب شهري /3000/ ريال قبل أن ينتقل لإسطنبول ويصبح مديراً لقناة الجسر الفضائية المعارضة التي أغلقت أبوابها عام 2019، بحجة أنه لم يعد هناك دعم".
وذكر المصدر تفاصيل أعمق عن "أبو البراء" و"رياض الحسن" و"مجلس ثوار دير الزور"، وقال إن "رياض الحسن كان رئيس مجلس دير الزور، أما مسؤول جمع الأموال والدعم للمجلس هو أبو البراء الذي كان يتنقل ما بين السعودية وتركيا".
وأضاف المصدر نفسه، أن "أهالي دير الزور وشباب الثورة عانوا فيما مضى من المدعو أبو البراء ومن مجلس ثوار دير الزور على صعيد سرقة أموال الدعم وتصفية الناشطين، بهدف السيطرة على القرار وإبعاد كل من هو مخالف لخط رياض الحسن الإسلامي السلفي".
واتهم الصحفي مجلس ثوار دير الزور والكتائب العسكرية التابعة له (جند العزيز والأنصار)، بالمساهمة بشكل كبير في "تسليم مدينة دير الزور لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عام 2014".
وحسب المصدر أيضاً، فإن "أبو البراء كان من عائلة ذات إمكانات مادية ضعيفة، وأصله من حي الجورة في دير الزور، لكن دخوله لمجلس ثوار دير الزور عن طريق قريبه رياض الحسن جعل أموره تنقلب رأساً على عقب، كما أن وجوده في السعودية إلى جانب قريبه رياض الحسن ساعده بجمع الأموال بحجة دعم المجلس، لكن كان هدفهم تقوية كتائبهم على حساب الكتائب العسكرية المعارضة الأخرى، والسيطرة على كل موارد دير الزور من آثار ونفط".
وبعد ذلك، ترك "أبو البراء السعودية وتوجه صوب تركيا ليفتح معمل ألبان وأجبان، وبعدها أصبح مديراً لقناة الجسر واستقر في إسطنبول إلى حين إغلاق القناة بحجة عدم وجود دعم، إلا أن حقيقة ما جرى هو أن الداعم القطري توقف عن مدها بالأموال، وأبو البراء وجماعته لم يكونوا يريدون صرف ما في جيوبهم على القناة فأغلقوها"، حسب المصدر ذاته.
وبدأت الأصوات تتعالى مطالبة بمحاسبة "أبو البراء" وداعميه، ومحاسبة كل "لص" تسلق وأصبح من أصحاب رؤوس الأموال على حساب "الثورة" والسوريين، لافتين إلى أن هذه الحادثة ربما تكشف الكثير من "لصوص الثورة".
وفي هذا الصدد، قال الصحافي الكردي السوري، "سردار درويش"، لـ"نورث برس"، إن "هذا الخبر مؤلم، وإن كان صحيحاً، فهو يخفي إذن حجم الفساد داخل المعارضة السورية دون رقيب عليها بالتزامن مع احتكار الثورة".
وأضاف "درويش" أن "تركيا باتت الملاذ الآمن لأموال تسرق باسم الثورة السورية من قبل هؤلاء، فلم يكف أنهم استخدموا مؤسسات إعلام لمصالحهم وتشويه قيم الإعلام والمجتمع المدني والسياسة، بل يتم أيضاً تحصيل أموال وتشكيل ثروات على حساب السوريين الذين رأينا قبل مدة المئات منهم أمام برد الحدود التركية- اليونانية يبحثون عن دفء وعن سند، في حين أن أمثال هؤلاء ينعمون في مساكن تدل على الثراء".
وتساءل "درويش" عن الجهة التي ستحاسب أمثال هؤلاء، وقال إن "المشكلة من سيحاسب أبو البراء؟ ليس هناك ثورة تستطيع محاسبته لأنه أحد محتكريها، فهذا الرجل عندما عُيّن مدير قناة وهو رجل عسكرة، كان يتعامل مع المؤسسة الإعلامية كأنها مؤسسة عسكرية، هذا ما كان يتوارد، عدا عن السرقة وكم الأخبار الزائفة والتحريض، لذا يجب على السوريين البدء بالمحاسبة، فأمثال هؤلاء كثر".
ويبقى "أبو البراء"، وحسب ناشطين، نموذجاً عن كثير من شخصيات المعارضة السورية التي جمعت الأموال على حساب السوريين، ووجدت ألف أسلوب وطريقة من أجل تبييضها وغسلها داخل الأراضي التركية، في حين أن اللاجئ السوري في تركيا وفي ظل الظروف الراهنة وأزمة "كورونا"، يبحث عن جمعية إغاثية أو مؤسسة معارضة تمد له يد العون للتخفيف من الآثار الاقتصادية والمعيشية السيئة التي بدأت تلقي بظلالها على مئات آلاف السوريين.