بجهود فردية… معلّمات يدرِّسن الطّلاب عبر "واتس آب" في القامشلي

القامشلي – زانا العلي – نورث برس

 

دفع إغلاق المدارس، في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، منذ 14 آذار/مارس الفائت، لتفادي انتشار وباء كورونا،  معلّمات في مدرسة "آلمازا خليل" وسط المدينة، لإطلاق مبادرة لتدريس الطلاب عبر مجموعات وغرف خاصة على تطبيق (واتس آب)، لإتمام العملية التعليمية.

 

وقالت بيريفان إبراهيم، وهي إدارية في المدرسة، "بعد إغلاق المدارس، أنشأنا مجموعات على تطبيق واتس آب لكل الصفوف الدراسية في المدرسة, ويتم طرح الأسئلة من قبل المدرسين على الطلاب ويتم إجابتها بالإضافة لتكليف الطلاب بكتابة وظائف في منازلهم".

 

وبلغ عدد الطلاب في مدرسة (ألمازا خليل) في حي الأربوية بالقامشلي، خلال السنة الدراسية الحالية, /105/ طلاب وطالبات, يدرسهم /23/معلماً ومعلمة, وفقاً لما صرحت به الإدارية إبراهيم التي تعتني بتربية أولادها الثلاثة إلى جانب التواصل مع طلابها الذين انقطعوا عن الدوام.

 

في منزلها بحي البشيرية، تتصفح فيان  محمد  (13عاماً) وهي طالبة في المدرسة نفسها، كتبها أثناء جلوسها مع والديها وأخواتها الأربع، لكنها لا تزال تفضل مدرستها على التعليم عبر الهاتف، رغم أنها سعيدة بالاهتمام الذي تلقته من معلميها، "الدرس عالتلفون مو متل المدرسة, لأن بالمدرسة نشوف الأساتذة والمعلمات ونفهم أكتر".

 

" كنت مبلشة بمراجعة دروسي مشان قدم الاختبار الشهري الأول في الفصل الثاني، بس تسكرت مدرستي"

 

وأبعدت مخاطر انتشار فيروس "كورونا" /789.225/ طالباً عن مدارسهم، في عموم مناطق شمال وشرقي سوريا، حيث أغلقت أبواب /4.137/ مدرسة بحسب هيئة التربية والتعليم، تنفيذاً لقرار حظر التجول المفروض من قبل الإدارة الذاتية.

 

يقول أنور محمد، والد الطالبة فيان، إن ابنته فيان كانت تعاني من الدراسة بمفردها في بداية إغلاق المدارس وبدء حظر التجول, "إلا أننا تفاجأنا بتواصل معلميها معنا عبر الواتس آب".

 

وأضاف، "بدورنا ندعمها معنوياً ونشجّع الأهالي على الوقوف مع أولادهم لاستكمال تعليمهم مهما كانت الظروف".

 

وترى معلمات مدرسة (آلمازا خليل) أن التواصل مع الطلاب وأهاليهم يبقيهم على مقربة من كتبهم ودفاترهم المدرسية، مشيرين إلى أنهم كانوا يتواصلون مع الطلاب حتى قبل الحظر عبر الهواتف ومجموعات على تطبيق "واتس آب"، ولكن مع إغلاق المدارس من قبل الإدارة الذاتية جرى استثمار هذه المجموعات لبدء تدريس الطلاب من المجموعات نفسها.

 

وقالت بلقيس سليمان، مدرسة مادة اللغة العربية: "طلاب الصف السادس مجموعتان، تضم كل مجموعة /15/ طالباً وطالبة، وهم يتفاعلون بالمشاركة وكتابة الوظائف لأن الفكرة والوسيلة جديدة عليهم ".

 

وأضافت، "الفكرة لا تزال في بدايتها ولا نزال في مرحلة تسجيل الصوت، وهذه هي المرة الأولى التي نتبع هكذا أسلوب في التعليم. نأمل في مساعدة الأهالي أيضاً لاجتياز العوائق التي نواجهها".

 

وفي خطوة اعتبرها البعض متقدمة، بدأت كوادر من هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، قبل أسبوعين بتنظيم دروس المنهاج التعليمي وتصويرها بتقنية الفيديو، مستهدفين الطلاب الذين انقطعوا عن المدارس بسبب حظر التجول، للوقاية من انتشار فيروس "كورونا المستجد"، ومن المقرر بث تلك الدروس خلال الأيام القادمة عبر قنوات تلفزيونية محلية.

 

ووجهت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، في 23 آذار/ مارس الماضي، نداء للسكان في مناطقها، أشارت فيه إلى ضرورة أن لا تبقى إجراءات الحماية من فيروس "كورونا" محصورة بما اتخذته الإدارة الذاتية، وأهمية أن يلتزم الأهالي بإجراءات السلامة.