منبج- صدام الحسن- نورث برس
شهدت مدينة منبج، شمال شرق حلب، مبادرات إنسانية تضمنت تقديم خدمات تمريضية وتقديم أدوية مجانية وحملات توعوية، بالتزامن مع فترة حظر التجول في مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا للوقاية من انتشار مخاطر فيروس "كورونا المستجد".
وقام الطبيب البيطري، علي الجيران (47 عاما)، من سكان مدينة منبج، بشراء أدوية من الصيدليات كأدوية السكري والضغط وغيرها، لتوزيعها مجاناً على مرضى ذوي إمكانات مادية ضعيفة في المدينة.
واستهدفت مبادرة الجيران منذ بداية حظر التجول إلى الآن /400/ عائلة، تحتاج العون في هذه الفترة، حيث بلغ ثمن الأدوية المقدمة ما يقارب /650/ دولاراً، حسب ما أوضحه لـ"نورث برس".
وقال علي الجيران، الذي يعمل في مهنة الطب البيطري منذ قرابة /20/ عاماً ويمتلك عيادة بالقرب من جامع "العلائي" وسط مدينة منبج، إن مبادرته تتضمن توزيع كمامات ومعقمات إلى جانب الأدوية، وإنه سيستمر بها حتى بعد انتهاء فترة حظر التجول.
وقررت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، الاثنين، تمديد فترة حظر التجول لمدة /15/ يوماً بدءاً من صباح اليوم الثلاثاء.
من جانبه، قال ياسر الصغير(33 عاما)، وهو ممرض من مدينة منبج، إنه قام بزيارة منازل العائلات التي تحوي مرضى وتعاني بسبب دخلها المحدود، لتقديم الخدمات التمريضية مجاناً، "أغلب هذه العائلات لا تملك ثمن الدواء ولا تستطيع دفع تكاليف السيرومات ومراقبة أوضاع مرضاها في المشافي الخاصة"، على حد قوله.
وكان الصغير قد أعلن عن مبادرته خلال بعض صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بمدينة منبج، مع بدء حظر التجول في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا في /23/ آذار/ مارس الفائت.
وقام الممرض بمساعدة بعض "الجيران والأصحاب"، الذين فضل عدم ذكر تفاصيل عنهم، لتأمين الأدوية، حيث بلغ عدد العوائل التي قدم لها خدمات تمريضية إلى الآن \200\عائلة، منها\50\ عائلة تم شراء الأدوية لها أيضاً، بسبب عدم قدرتها على شرائها، بحسب الصغير.
وأشار الصغير إلى أنه سيقدم الخدمات التمريضية طيلة فترة حظر التجول، مطالباً الأطباء والتجار بتقديم المساعدة للفقراء في فترة الحظر، "الطبيب يستطيع أن يجعل أجور المعاينات مجانية في فترة الحظر، بينما التاجر يستطيع تقديم سلال غذائية للمحتاجين".
من جانبه، قام الفنان التشكيلي عدنان شربعاوي (37 عاماً)، أحد سكان مدينة منبج، بحملة توعوية من خلال لوحاته لتوعية سكان مدينة منبج بمخاطر فيروس "كورونا المستجد"، فبدأ يرسم لوحات جدارية توعوية تظهر مدى خطورة الفيروس وتحث الأهالي على التزام المنازل في فترة الحظر لتجنب الإصابة.
وقال شربعاوي، لـ "نورث برس"، إنه أطلق مبادرته، "المتواضعة بقدر إمكانياتي، فبدأت بالرسم الجداري في كل أرجاء المدينة"، مبيناً أن الغاية من رسوماته هي التوعية بالدرجة الأولى، فوباء "كورونا" اجتاح جميع دول العالم وتفشى في أغلبها نتيجة الاستهتار وعدم الالتزام بالنصائح الوقائية، على حد تعبيره.
وأضاف، "كل من يستطيع تقديم المساعدة للأهالي وخاصة الفقراء عليه البدء بمبادرته الخاصة، فالكل يمكنهم تقديم شيء حسب الإمكانات المتاحة لهم".
وأثر حظر التجول بنسبة كبيرة على أصحاب الدخل المحدود وخاصة الذين كانوا يعتمدون على أجر يومي، من بينهم /3000/ عامل عتالة متواجدون بالقرب من المعابر، بحسب ما أوضحته عبير العكلا، الرئيسة المشاركة للجنة الاقتصاد في منبج.