نبّل والزهراء تتحاشى خطر كورونا المتسلل من إيران و السيدة زينب

حلب – نورث برس

 

ألقى فيروس (كوفيد – 19) بظلاله الثقيلة على بلدتي نبّل والزهراء ذات الغالبية الشيعية في ريف حلب الشمالي، بعد تضارب الأنباء عن وقوع إصابات في صفوف بعض شبان البلدة العاملين مع القوات الإيرانية في سوريا.

 

وتُرجع أغلب الإصابات إلى اختلاط الشبان السوريين بعسكريين إيرانيين مصابين بالفيروس المتفشي بشكل كبير في إيران، فيما تؤكد مصادر محلية وصول عوائل من الأراضي اللبنانية إلى مدينة نبّل عبر طرق تهريب، تم الحجر عليهم داخل البلدتين.

 

وأوضح مدير مشفى الزهراء، الدكتور ياسين حسين الرحل لـ "نورث برس" أن بعض الشبان العاملين في صفوف اللجان الشعبية أو ما يطلق عليها قوات الدفاع المحلي، تم حجرهم إثر عودتهم الى البلدتين قادمين من جبهات إدلب، "وبعد الحجر عليهم مدّة من الزمن وخلال الفحوصات تبيّن أن لديهم أعراض إنفلونزا عادية، نظراً للظروف الجويّة المتقلبة"، وفق قوله.

 

ووحول العوائل التي قدمت من لبنان أضاف حسين أن "العوائل هذه قدمت إلى بلدة نبل قبل تفشي الفيروس بشكل كبير في لبنان، ولكن تم أخضعناهم لحظر منزلي بشكل احترازي، ولم تسجل بينهم إصابات، موضحاً أن عائلتان فقط قدمتا من لبنان، إحداهما مكونة من أب وأم وثلاثة أطفال، والثانية مكونة من رجل ستيني وامرأة خمسينية".

 

 وتسود حالة من الخوف والهلع الأوساط الشعبية في نبّل والزهراء جراء الحديث عن احتمالية الحجر صحيّاً على بلدتي نبّل والزهراء بالكامل من قبل الحكومة السورية. لا سيّما بعد فرض إجراء مماثل على منطقة السيدة زينب في ريف دمشق الجنوبي بعد اكتشاف وجود /6/ إصابات جديدة فيها، لأناس قدموا من لبنان ومنهم من قدم من العراق.

 

ويقيم قسم كبير من أهالي نبل والزهراء في السيدة زينب، كما أن الكثير منهم يتنقل من البلدتين وإلى السيدة زينب بشكل مستمر سواء بغرض التجارة والعمل أو لزيارة الأقارب.

 

 لذا لا يستبعد سكان البلدتين أن يكون الفيروس قد انتقل إلى داخل البلدتين في ريف حلب الشمالي، قادماً من السيدة زينب في ريف دمشق الجنوبي.

 

وقال حسين مهدي بحر، من سكان بلدة الزهراء لـ "نورث برس" : "إن جهل بعض السكان بخطورة الإصابة بالفيروس سيكون له عواقب وخيمة وغير محمودة على سكان البلدتين"، لافتاً إلى أنه و"بالرغم من تأكيد وجود إصابات في السيدة زينب، إلّا أنه مازال هناك من يحاول التنقل من وإلى السيدة زينب بطرق ملتوية"، بحسب تعبيره.

 

ويرى بحر أن الوعي والالتزام هو أشد سلاح لمواجهة الفيروس في هذه المرحلة.

 

وكغيرها من المناطق والبلدات السورية خضعت نبّل والزهراء لإجراءات وقائية واحترازية عديدة، كان أهمها تعزيز المراكز الطبية واستقدام كافة العاملين بالحقل الطبي من أطباء وممرضين ومسعفين، ليكونوا بحالة تأهّب تام إضافة لعمليات تعقيم واسعة للشوارع والمراكز الطبية والمباني الحكومية والخاصة.

 

 

كما تمّ إنشاء لجان مختصة في البلدتين لتوزيع المواد الغذائية على المنازل ولمنع التجمعات البشرية والازدحام على المحلات.

 

وقال الطبيب عبد القادر معتوق المشرف على الإجراءات الوقائية الخاصّة ب مواجهة فيروس كورونا في نبل والزهراء لـ "نورث برس": "لدينا كادر طبي جيد في نبّل والزهراء، وأجهزتنا ومعداتنا الطبية لابأس بها وهي تفي بالغرض.

 

ووصف الطبيب، الإجراءات الوقائية المتخذة في البلدة بـ "الجيدة"، لافتا إلى أن ما ينقص البلدة هو التزام السكان على اعتبار أن المواد الغذائية تصل للمنازل.

 

وحذر الطبيب من أن "بعض الاستهتار قد يخلق كارثة، فكثير من شباب البلدتين يعملون كمقاتلين مع القوات الإيرانية وبعضهم كان في إيران مؤخراً"، وفق تعبيره.