الحكومة السورية تفرض إجراءات وقائية "بسيطة" في ريف الرقة الخاضعة لسيطرتها
الرقة – نورث برس
إجراءات وقائية متعددة اتخذتها مديرية الصحة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية في ريف الرقة الغربي والجنوبي الغربي اللذين يفتقران إلى مراكز صحية مجهزة، والمراكز الموجودة تعاني من نقص في الكوادر الطبية والخدمات.
في بلدة دبسي عفنان الواقعة في ريف الرقة الغربي قامت مديرية الصحة بحملات تعقيم للقرى والمراكز الحكومية من مدارس ومستوصفات ومراكز خدمية، إضافة لتوزيع كمامات ومواد مطهرة ومعقمات على موظفي الدوائر الحكومية والعاملين في الحقل الاغاثي والانساني.
وقال نائب مدير المركز الصحي في دبسي عفنان محمد الموسى لـ "نورث برس": "نقوم بالإجراءات الاعتيادية في منطقة دبسي عفنان ضمن الإمكانات المتاحة لنا، لعلها تكون ذات مردود إيجابي على الناحية وباقي القرى المحيطة بها، فوجود الكثير من الدوائر الحكومية التي تتبع محافظة الرقة حتّم علينا الإسراع بوتيرة الخطوات الوقائية".
وأضاف "لكن لازلنا نعاني من نقص التجهيزات والكوادر الطبية، وأبلغنا جهات في الحكومة السورية، ووعدونا برفد منطقتنا بعيادات متنقلة مزودة بأجهزة طبية خاصة بوباء كورونا وبأرسال طواقم طبية من مدينة حماة إلى المنطقة".
تبعد دبسي عفنان عن مدينة حلب حوالي /100/كم وتفتقد لمراكز صحية مجهزة، لذا يفضل الأهالي الاستطباب في مدينة حلب، على الذهاب إلى المركز الصحي الوحيد والفقير بتجهيزاته، الموجود في البلدة، أو الذهاب لمنطقة السبخة في الريف الجنوبي الغربي، أما قسم كبير من الأهالي فكان يفضل الذهاب إلى مدينتي الطبقة والرقة عبر معبر المنصورة.
وتحدث جميل العابد من أهالي بلدة دبسي عفنان لـ "نورث برس": "خطر انتشار كورونا لعب دوراً هاماً في تسليط الضوء على الواقع الصحي السيء لمنطقتنا الواقعة في الريف الغربي للرقة".
وأردف العابد "لم نعد نستطيع الذهاب إلى حلب بسبب حظر السفر بين الأرياف، ولا يمكننا الوصول إلى مدينة السبخة، ولا يمكننا حتّى الذهاب إلى مناطق الإدارة الذاتية في الطبقة والمنصورة نظرا للإجراءات المشددة على الحواجز الحكومية وحواجز الإدارة الذاتية".
وتتوزع القرى والبلدات في ريف الرقة الغربي والجنوبي الغربي على مساحات واسعة في البادية، وبُعد المسافات بين مختلف البلدات والقرى شكل مصاعب إضافية بالنسبة للأهالي.
واعتمدت الحكومة السورية بلدتي؛ دبسي عفنان في ريف الرقة الغربي، وبلدة السبخة في ريف المحافظة الجنوبي الغربي كمراكز للدوائر الحكومية في محافظة الرقة، وهو ما شكل كان عاملاً سلبياً و عائقاً أمام عمل الطواقم الطبية التي تتوزع بين هاتين البلدتين.
وبحسب مصادر من المنطقة فإنّ اعتماد مديرية الصحة التابعة للحكومة السورية في محافظة الرقة على نظام الأفضلية في الخدمات تبعاً لتعداد السكان، وتوزع القرى وقربها من مراكز البلدات، أعطى الأفضلية لبلدة ومنطقة السبخة الأكثر كثافة بعدد السكان والقرى.
وتضيف المصادر وعلى اعتبار أنّ منطقة السبخة تحوي على معبري المنصورة والرصافة الواصلين بين مناطق سيطرة الحكومة السورية ومناطق سيطرة الإدارة الذاتية في الرقة، ما جعل من بلدة دبسي عفنان الأقل اهتماماً حتّى في الإجراءات والتجهيزات الطبية.
وعيّنت اللجنة الطبية التابعة لمديرية الصحة في الرقة فرقاً طبية تشترك مع فرق من البلدية في تعقيم السيارات والشاحنات والبضائع المحملة عليها، بالإضافة لتعقيم سائقي الشاحنات والسيارات.
وقال المهندس حسين الشبلي من بلدية السبخة في ريف الرقة الجنوبي الغربي لـ "نورث برس" فِرقنا الجوالة الطبية والبلدية متواجدة على مدار الساعة على المعابر وفي التقاطعات الرئيسة للطرقات الواصلة لدير الزور أو المؤدية لحماة وحلب، فلا يمكن تقييد حركة البضائع ولكن يمكن إخضاعها للتعقيم فاحتمالات نقلها للفيروس قائمة.
وأضاف أن "أي إصابة في محافظة الرقة سواء في مناطقنا أو مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، سيكون لها عواقب غير محمودة، لذلك نقوم بهذه الإجراءات وتقوم أيضاً اللجان الصحية في طرف الإدارة الذاتية بإجراءات مماثلة، لأنّ الفيروس لا يصيب مناطق بعينها ويترك مناطق أخرى".