هيئة الصحة في "إقليم الفرات": دعم المنظمات الدولية والمحلية غير كاف لمواجهة "كورونا"
كوباني- فتاح عيسى/ فياض محمد – نورث برس
تفتقد هيئة الصحة في "إقليم الفرات"، وهو أحد التقسيمات الإدارية للإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا يشمل منطقتي كوباني وتل أبيض، الكثير من الأجهزة والمعدات الطبية وسط تعاظم مخاطر انتشار فيروس "كورونا المستجد" يوماً بعد آخر.
وفي ظل قلة الدعم المقدم من المنظمات الإنسانية والطبية الدولية، بالإضافة إلى ندرة المشاريع الصحية المقدمة من المنظمات المحلية، يتخوف مسؤولون في هيئة الصحة من هشاشة الإمكانات الصحية والطبية في مناطق الإدارة الذاتية، ومن ضمنها "إقليم الفرات".
لا أجهزة طبية
وقال أحمد محمود، الرئيس المشارك لهيئة الصحة في "إقليم الفرات"، لـ"نورث برس"، إن الدعم الذي تتلقاه الهيئة من قبل المنظمات لمواجهة وباء "كورونا المستجد"، "قليل جداً وغير كاف" من ناحية المستلزمات الطبية التي تحتاجها الهيئة للوقاية من الوباء.
وأوضح أنه لا توجد في "إقليم الفرات" أي من أجهزة التنفس الاصطناعية "المنافس" لمواجهة مخاطر الجائحة المحتملة، بالإضافة إلى قلة عدد مولدات الأوكسجين، في حين يتراوح عدد أجهزة الأكسجة في "إقليم الفرات" ما بين (40 إلى 50 جرة) وهي "غير كافية"، بحسب محمود.
وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، قد ناشدت في تقرير قدمته للمبعوث الخاص للأمين العالم للأمم المتحدة إلى سوريا "غير بيدرسن"، في الـ//27 من الشهر الفائت، للتحرك السريع من أجل مساعدتها في ظل الظروف "الخطيرة" التي تمر بها المنطقة، نتيجة تفشي فيروس "كورونا" في دول الجوار.
وفيما يتعلق بالمنظمات المحلية، أكد محمود أنه لم يتم تقديم أي دعم منها للهيئة ولم تنفذ مشاريع مشتركة، باستثناء منظمة "كوباني للإغاثة والتنمية" التي وعدت بتقديم كمية من المستلزمات الطبية كالقفازات والكمامات ومواد لتعقيم الشوارع.
مستلزمات أخرى
من جهته، قال إسماعيل أحمد، الرئيس المشارك لمكتب شؤون المنظمات الإنسانية في "إقليم الفرات"، إن المنظمات الإنسانية التي تعمل حالياً خلال حظر التجول هي منظمات طبية وإغاثية، لافتاً إلى أن منظمة "UPP" الإيطالية تقوم بدعم منظمة الهلال الأحمر الكردي طبياً، فيما تقوم منظمة "أطباء عبر العالم" بدعم خمسة مراكز صحية في ريف كوباني حيث قدمت أجهزة لفحص الحرارة وكمامات وقفازات لتلك المراكز.
وقامت منظمة "AVC" بإنشاء مركز حجر صحي في قرية "حلنج" شرق كوباني، بالإضافة لقيامها بتسليم هيئة الصحة في إقليم "الفرات" كمية سبعة آلاف من القفازات الطبية وخمسة آلاف كمامة و/150/ عبوة من المعقمات، بحسب مكتب شؤون المنظمات.
وتعمل في مدينة كوباني، شمال شرق حلب، خمس منظمات طبية دولية وهي (ميديكال ريلايف، أطباء بلا حدود، أطباء عبر العالم، AVC وUPP)، بحسب ما أوضحه الرئيس المشارك لهيئة الصحة في "إقليم الفرات".
وأوضح أحمد أن بعض منظمات المجتمع المدني المحلية قدمت وعوداً وتواصلت معهم لمعرفة احتياجات المنطقة، لكن منظمة "كوباني للإغاثة والتنمية" هي الوحيدة التي بدأت بتنفيذ مشاريع لها.
وعود محلية
وكانت منظمات المجتمع المدني العاملة في شمال وشرقي سوريا قد وجهت، في الثاني من نيسان/ أبريل الجاري، نداءً إلى كل منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة لتقديم المساعدة والدعم للمنطقة لمواجهة وباء "كورونا".
وتعمل "منظمة كوباني للإغاثة والتنمية"، بدعم من منظمة "إن بي إيه" (NPA) النرويجية على تقديم مستلزمات طبية من قفازات وكمامات طبية ومعقمات لمخيم النازحين في قرية "تل السمن" قرب مدينة عين عيسى، بالإضافة إلى أنها قامت بتوزيع بروشورات وملصقات توعوية حول "كورونا" في المدينة، وفقاً لما أفاد به أحمد.
وقال إسحق بوزي، المدير التنفيذي لمنظمة "كوباني للإغاثة والتنمية"، إن المنظمة ستقوم بتوزيع مواد تعقيم وكمامات وقفازات طبية وموازين حرارة لهيئة الصحة.
وأضاف أن مشروعهم الذي تدعمه منظمة إن بي إيه (NPA) النرويجية يتضمن تقديم /1360/ كمامة و/1360/ زوج من القفازات الطبية، و/240/ ليتراً من مادة الكلور لتعقيم الشوارع، و/50/ ميزان حرارة إلى هيئة الصحة في "إقليم الفرات".
وأشار بوزي إلى أن المنظمة بصدد توزيع /10 / آلاف نسخة من بروشور، معتمدة من منظمة الصحة العالمية، على السكان بالتنسيق مع مديرية الأفران عن طريق وضعها داخل ربطة الخبز، للوصول إلى كل المنازل في ظل حظر التجول المفروض على المدينة، فيما سيتم توزيع عدد آخر من البروشورات في مخيم "تل السمن".
وتعاني الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا من نقص كبير في المستلزمات والإمكانات الضرورية لمواجهة تفشي وباء "كوفيد-19" ومعالجة المصابين المحتملين، كالمراكز الطبية الكبيرة والمجهزة، وغرف العناية المركزة، والمخابر التي تتضمن أجهزة " "PRC للكشف عن الإصابة بـ "كورونا"، حيث لا تتوفر هذه التجهيزات في المنطقة، وفقاً لتقرير الإدارة الذاتية الذي قدمته إلى للمبعوث الخاص للأمين العالم للأمم المتحدة.