بعد أكثر من عام على زوال "تنظيم الدولة".. هجين تعاني شح المياه
هجين – جيندارعبدالقادر – نورث برس
لا يزال سكان مدينة هجين، /35/ كم شمال غرب البوكمال شرقي سوريا، يعانون من نقص حاد في المياه، نتيجة الدمار الذي لحق بالبنية التحتية فيها بعد المعارك التي شهدتها المدينة بين تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي قبل أكثر من عام.
وبعد أكثر من عام على إنهاء سيطرة مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" على المدينة، يستمر سكان هجين في الاعتماد بشكل رئيسي في تأمين مياه الشرب على شرائها من محطات فلترة المياه بأسعار مرتفعة، وكذلك شراء مياه الغسيل من الصهاريج التي تقوم بجر المياه من نهر الفرات مباشرةً دون أن يتم تعقيمها أو تصفيتها، ما يجعل خطر تعرض الأهالي للأمراض حاضراً .
وقال أسود الدودة 56) عاماً(، وهو من سكان حي حوامة في هجين، لـ "نورث برس"، إن المدينة كانت مدمرة حين عادوا إليها في بدايات العام 2019، "وبعد أكثر من عام لا تزال محطات المياه خارج الخدمة، باستثناء محطة السوق الواقعة وسط المدينة".
وأضاف، "بعض السكان يحفرون آباراً ليستخدموها للشرب والغسيل، لكن يعتمد آخرون على صهاريج تنقل المياه من النهر للغسيل، في حين يشترون مياه الشرب من محطات تحلية المياه التي يصل سعر البرميل الواحد لديها إلى نحو 1500 ليرة سورية".
لكن الأسوأ حسب رأي الدودة هو "أن بعض المدنيين يستخدمون المياه التي تجري في السواقي، والتي تجر من الفرات لإيصالها للأراضي الزراعية".
وأدت معارك العام 2018 بين مسلحي "تنظيم الدولة الإسلامية" وقوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي إلى تدمير شبه كامل للبنية التحتية في المدينة التي ضمت نحو مئة ألف نسمة بحسب إحصائيات الحكومة السورية عام 2004، وطال الدمار المدارس والمشافي ومحطات وخطوط التيار الكهربائي وخطوط الهواتف والطرقات، بالإضافة إلى محطات المياه وشبكاتها.
من جانبه، قال أمين المحمد 49) عاماً(، وهو من سكان هجين أيضاً، لـ "نورث برس" إن محطة المياه الوحيدة الموجودة في الخدمة "محطة السوق" لا تغطي إلا القليل من المنازل ضمن المدينة.
وأضاف، " يضطر الكثيرون لشرب مياه النهر مباشرة دون أي تصفية أو تعقيم نظراً لإمكاناتهم المادية الضعيفة"، لافتاً إلى أن المياه التي يقومون بشرائها من محطات التصفية بمبالغ مالية باهظة "ليست معقمة بشكل جيد أيضاً".
وتحتوي هجين على ثلاث محطات لتصفية المياه، فبالإضافة إلى محطة "السوق" وسط المدينة والتي تم إصلاحها وتشغيلها أواخر العام 2019، توجد محطة "أبو الحسن" في الشرق وهي غير مجهزة للعمل، ومحطة "حوامة" في الغرب التي دمرت خلال المعارك، وكانت الأخيرتان تغطيان نسبة تقدر بنحو /65/ بالمئة من منازل هجين.
ويشكو سكان من السعر المرتفع للمياه التي يشترونها، في حين يعتبرها أصحاب الصهاريج مصدر رزق لهم.
وقال يوسف البحر (37عاماً)، وهو صاحب صهريج لبيع المياه، لــ "نورث برس": "نقوم بملء المياه من النهر ونبيعها للأهالي بأسعار تبدأ من 1500 للخزان وتصل لنحو 3000 للمنازل البعيدة لكل 25 برميل".
وأضاف، "في اليوم الواحد أقوم بنقل نحو ثمانية خزنات للأهالي، وهي مصدر رزق لي".
من جانبه، قال رئيس بلدية الشعب في هجين "هتيمي اللوحة"، لـ"نورث برس"، إنه لا يخفى على أحد أن المنطقة من هجين وصولاً للباغوز هي منطقة منكوبة ومدمرة، لكنهم يعملون من أجل "تخفيف الأعباء عن السكان".
وأضاف، "تم الانتهاء من تجهيز محطة هجين الرئيسة منذ نحو أربعة أشهر، أما محطة حوامة فهي مدمرة بالكامل، قمنا بأعمال إنشائية في حرم المحطة، وتم انجاز ما يقارب 70 بالمئة، في حين بقيت المرقدات والشبكات التي لم يتم العمل فيها بعد".
وطالب "اللوحة" مجلس دير الزور المدني والمنظمات الدولية بضرورة تقديم المزيد من الدعم لتخفيف معاناة سكان المدينة، مشدداً على ضرورة تجهيز محطة (أبو الحسن) أيضاً.
وعاد سكان مدينة هجين إلى منازلهم مع بدايات عام 2019 بعد تمكن قوات سوريا الديمقراطية من طرد مسلحي التنظيم منها، إلا أن سكان هجين يأملون بحياة تتوفر فيها أبسط مقومات الحياة من مياه ومحروقات وتيار كهربائي وطبابة في ظل الأوضاع المعيشية المتدهورة.