بعد غياب وسائل النقل العام.. أصحاب سيارات الأجرة يستغلون الركاب في دمشق
دمشق – أحمد كنعان – نورث برس
يعاني سكان العاصمة دمشق، مؤخراً، مما يسمونه "استغلال أصحاب سيارات الأجرة"، بعد قرار الحكومة السورية إيقاف النقل العام اعتباراً من 23 آذار/ مارس الجاري، ضمن إجراءاتها الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا المستجد.
وأصبحت سيارات الأجرة الخاصة "التكسي" الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام المواطنين الذين يضطرون أحياناً للتنقل ضمن مدينة دمشق لتأمين احتياجاتهم وتدبير أمورهم الحياتية.
وقالت منار بناوي، وهي مصممة أزياء من سكان منطقة المزة، لـ "نورث برس"، "كنت في ضاحية المعضمية وأوقفت تكسي للعودة إلى المزة، والمسافة التي أحتاج لقطعها هي حوالي /7/ كم، طلب السائق مني 2000 ليرة سورية، علماً أنني كنت أدفع للتكسي ألف ليرة سورية فقط قبل إيقاف النقل العام".
والمعاناة مع "تكسي الأجرة" معاناة مزمنة وقديمة في دمشق، فعدم الالتزام بتشغيل العداد وطلب أجرة خيالية، بالإضافة إلى رفض الذهاب إلى بعض المناطق هي أمور باتت معروفة للركاب، إلّا أن هذه المعاناة تفاقمت بعد إيقاف وسائل النقل العام.
وتحدثت بتول ورد، وهي كاتبة تسكن منطقة مساكن برزة، لـ "نورث برس"، عن الأجور المرتفعة لسيارات الأجرة واستغلال أصحابها للسكان، "طلبت من تكسي أن يوصلني من مشروع دمر إلى مساكن برزة، المسافة تقدر بـ /13/ كم، فطلب ستة آلاف ليرة، واتجهت لسيارة ثانية طلب سائقها ثمانية آلاف ليرة، في النهاية عثرت على سائق دفعت له 4500 ليرة بعد جدال طبعاً".
وأضافت "هذا الاستغلال يمارس بطريقة بشعة عندما تقترب ساعة بدء حظر التجول من كل يوم، والسبب يعود لأن تكسي الأجرة أصبح الوسيلة الوحيدة المتوفرة لمن لا يملك سيارة خاصة".
وكانت الحكومة السورية قد أصدرت منع التجوال ليلاً من الساعة السادسة مساء وحتى الساعة السادسة صباحاً، ابتداء من الأربعاء/25/ من آذار/ مارس الجاري ضمن إجراءات مواجهة مخاطر فيروس كورونا المستجد في البلاد.
وقال الصحفي أحمد علاء الدين، لـ "نورث برس"، إن المعاناة مع تكسي الأجرة معاناة مزمنة، فالسائق كان لا يتقيد بوضع البطاقة التعريفية ولا يلتزم بتشغيل العداد حتى قبل الظروف الحالية، "أمّا الآن فيجب تأريخ معاناة جديدة مع تكسي الأجرة، فبسبب كورونا وتبعات مواجهتها، باتت سيارة الأجرة سيدة الساحة وبلا منافس".
وأردف أنّ حلّ المشكلة بسيط لو أرادت الجهات المعنية تطبيقه، كأن يُلزم السائقون وضع عبارة "الرحلة مجانية إذا لم يتم تشغيل العداد"، وأن يتعلم السكان ثقافة تقديم الشكاوي على المستغلين وكل من يخالف القوانين، حتى يتم ردعه.
وسجلت سوريا خمس إصابات بفيروس كورونا المستجد إلى الآن، حسب الاحصاءات الرسمية لوزارة الصحة، إلا أن أطرافاً معارضة وجهات دولية أشارت إلى وجود إصابات أخرى ومخاطر كبيرة في حال انتشار الجائحة العالمية داخل البلاد.