مخاوف من انتشار كورونا في تل تمر مع استمرار تركيا قطع المياه

 

الحسكة – دلسوز يوسف – نورث برس

 

تقوم بلدية الشعب التابعة للإدارة الذاتية في بلدة تل تمر، حوالي /40/ كم شمال الحسكة، بنقل المياه من بئر وحيدة صالحة للشرب في ريف البلدة، بعد قطع الجيش التركي ضخ المياه من محطة علوك بريف رأس العين/ سري كانيه منذ السبت الماضي.

 

وتسبب إيقاف الجيش التركي ضخ المياه من محطة علوك، بقطع المياه الصالحة للشرب مجدداً عن بلدة تل تمر وريفها بالإضافة إلى مدينة الحسكة، ما دفع البلديات إلى تخصيص صهاريج لتأمين احتياجات السكان.

 

وقالت الرئيسة المشاركة لبلدية تل تمر, زينب آيو، لـ "نورث برس"، "بدأنا بتوزيع المياه على الأهالي بعد قطعها من قبل جيش الاحتلال التركي، حيث ننقل المياه من بئر في قرية عين العبد وهي الوحيدة الصالحة للشرب في القرى القريبة".

وأضافت "لدينا خطط مستقبلية لحفر ثلاثة آبار احتياطية بالمنطقة وربطها مباشرة بشبكة مياه الشرب في تل تمر".

 

ولفتت آيو، إلى أن السكان يتخوفون من ظهور إصابات بفيروس "كورونا المستجد" وسط عدم قدرتهم على الالتزام بشروط الوقاية الصحية في ظل عدم توفر المياه، "الوقاية من الوباء تعتمد بالدرجة الأولى على النظافة لكن دون مياه لا يمكن التصدي له، لذا من واجبنا تأمينه لمنع تفشي هذا الوباء".

 

وقطعت تركيا المياه المستخدمة للشرب والتنظيف، منذ خمسة أيام، عن قرابة مليون شخص في مناطق بريف الحسكة شمال شرقي سوريا، وبعد تدخل لمنظمات إنسانية وقوات روسية، قام الجيش التركي، الأربعاء، بمعاودة الضخ لقرابة ساعة قبل أن تقطعها مجدداً دون ذكر الاسباب.

 

ورغم تحذير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، الاثنين الماضي، من أن قطع المياه عن محطة علوك سيتسبب في كارثة إنسانية في ظل تفشي فيروس "كورونا المستجد" في الدول المجاورة لشمال شرق سوريا، إلا أن تركيا مضت في قطع المياه، الأمر الذي دفع الإدارة الذاتية إلى البدء بتنفيذ مشروع تأمين مياه الشرب لسكان المنطقة عبر حفر آبار، وفق ما أعلنته مديرية المياه بالحسكة خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء.

 

وقالت عليا الحماد، وهي من سكان تل تمر، إنها لم تتمكن منذ عدة أيام من تنظيف منزلها ولا تحميم أطفالها بسبب قطع المياه، ووسط المخاوف نمن انتشار وباء كورونا.

 

وقال أبو ريناس (اسم مستعار)، وهو مهجر من منطقة عفرين يقطن في ريف البلدة، إنه يعاني منذ خمسة أيام من انقطاع المياه في ظل المخاوف من انتشار "كورونا"، "بدون المياه والنظافة لا يمكننا الوقاية من هذا الفيروس، وما تفعله تركيا والمجموعات المرتزقة التابعة لها جريمة بحق الانسانية".

 

ودفع انقطاع المياه سكان البلدة لمطالبة البلدة بتأمين المياه، لا سيما مع تطبيق قرار حظر التجول لمواجهة فيروس "كورونا"، بينما يلوم "أبو ريناس"، المنظمات الانسانية بعدم إيجاد حلول لهذه الأزمة ووضع حد للانتهاكات التركية بحق شعوب المنطقة.

 

وعمدت تركيا  إلى إيقاف عمل محطة علوك في الرابع والعشرين من شباط/فبراير الماضي، وأخرجت الفنيين العاملين في محطة علوك دون توضيح الأسباب للجانب الروسي، بحسب ما صرح به قائد القوات الروسية في شمال شرقي سوريا للصحفيين في /26/ شباط/ فبراير الفائت، في حين قطعت المياه للمرة الثانية خلال شهر آذار/ مارس الجاري.