سوريون في مصر يدعمون إجراءات الوقاية من كورونا على طريقتهم الخاصة

 

القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس

 

تداول العديد من السوريين المقيمين في مصر، عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، عريضة للتوقيع تحت عنوان (إعلان تطوع)، عبّروا فيها عن استعدادهم لأي دعم يمكن أي يقدموه من جانبهم للسلطات المصرية والمجتمع المصري.

 

وتضمن الإعلان التطوعي إشارة إلى أن واجب السوريين تجاه المصريين أن يقدموا المساعدة في هذا الوقت العصيب، حيث جاء في الإعلان: "انطلاقاً من واجبنا تجاه أهلنا في جمهورية مصر العربية، أعلن أنني تحت التصرف بتطوعي للعمل لخدمة الشعب المصري أهلنا، وفي حال استدعت الظروف لأي عمل تطوعي، مهما كان، لما فيه من مصلحة عامة.. وخاصة إذا دخلت مصر لا قدر الله، مرحلة الحجر الصحي المنزلي".

 

ومنذ أن قدموا إلى مصر، "لا يُنظر للسوريين باعتبارهم لاجئين"، وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد وصفهم في وقت سابق بـ "الضيوف".

 

وفي ظل الجائحة الحالية، ومع تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) في جمهورية مصر العربية، تبارى السوريون في إعلان دعمهم ومساندتهم للسلطات المصرية من خلال مبادراتهم كشريحة فاعلة في المجتمع المضيف، مع تأكيد التزامهم بالقرارات المتخذة. وهو ما يُمكن لمسه من خلال حرص المحال السورية المختلفة على الإغلاق في الفترات التي حددتها السلطات المصرية (من السابعة مساءً وحتى السادسة صباحاً كل يوم) في فترات حظر التجوال الجزئي.

 

وحظي موقف السوريين بإشادات واسعة، عبر مواقع التواصل، وتمت ترجمته عملياً من خلال عددٍ من الوقائع والمبادرات العملية، التي حرص فيها بعض السوريين على تقديم الدعم.

 

وبعد المبادرة وزع محل سوري صاحب محل عطورات المعقمات مجاناً على المارة.

 

كما أعلن صاحب مطعم سوري في مدينة دمياط الجديدة، دعمه لـ "جيش مصر الأبيض"، في إشارة للطواقم الطبية العاملة في المستشفيات، إذ أعلن المطعم والذي يحمل اسم "شيخ الكار" عن تقديم وجباته مجاناً للعاملين بالمشفى القريب منه.

 

يقول محمد مطر، صاحب المطعم، إن تلك المبادرة جاءت تقديراً لما يبذله الأطباء والعاملون بالقطاع الصحي من جهود كبيرة لوقاية مصر من تفشي فيروس كورونا.

 

وقُدّرت استثمارات السوريين في مصر خلال العام الماضي 2019بحوالي خمسة مليارات دولار، موزعة على عددٍ من القطاعات الرئيسية التي يبزغ فيها النشاط السوري، الجزء الأكبر منها لقطاع النسيج والملابس الجاهزة، بنسبة تصل إلى 70%، بحسب ما أوضحه في وقت سابق رئيس رابطة الجالية السورية بمصر، راسم الأتاسي.

 

وفي محافظة الإسكندرية (شمالي مصر) قرر صاحب مطعم سوري أن يقدم خدمات التوصيل للمنازل "مجاناً".

 

ويقول ضياء مندوه، مالك المطعم، إن الكثيرين صاروا يعتمدون على خدمات الدليفري، في ظل الإجراءات الحالية التي تشهدها مصر للوقاية من كورونا، وهي الإجراءات التي تتطلب من الجميع الالتزام بها، فالجميع مسؤول لحماية البلد، سواء مواطنين أو مقيمين، وعلى الجميع أن يقدم ما بوسعه لدعم تلك الإجراءات.

 

ويرى مصريون أن المبادرات الفردية من قبل السوريين تشكل مشاركة مسؤولة من جانبهم في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها مصر والعالم في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد.

 

وبلغ إجمالي عدد الإصابات في مصر  456 في حين بلغ عدد المتعافين95 بينما توفي21 شخصاً بسبب الوباء، بحسب ما نشر مركز معلومات مجلس الوزراء.

 

وتخشى القاهرة أن يتجاوز عدد المصابين الألف مصاب ومن ثم خروج الأمور عن السيطرة، طبقاً لما أعلنته وزارة الصحة المصرية.

 

واتخذت الحكومة المصرية سلسلة قرارات وإجراءات، كان آخرها قرار حظر التجول الجزئي من الساعة السابعة مساءً وحتى السادسة صباحاً كل يوم، فضلاً عن تعطيل الدراسة وإغلاق مراكز التسوق والمساجد والكنائس.