سكان في الرقة يحمّلون تجاراً مسؤولية ارتفاع أسعار الخضار

الرقة – أحمد الحسن – نورث برس

 

شهدت أسواق مدينة الرقة، شمالي سوريا، ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية والخضار، اليومين الماضيين بالتزامن مع سريان قرار حظر التجول المفروض تفادياً لانتشار وباء كورونا المستجد، ما تسبب بموجة استياء لدى سكان اتهموا تجاراً باستغلال الوضع القائم.

 

وقال براء الشواخ (40) عاماً، من سكان المدينة، لـ"نورث برس" إن "التجار استغلوا فرض الحظر ليرفعوا الأسعار وفق أهوائهم، وقعنا تحت تأثير فيروس الاستغلال بعد فرض الحظر الذي جاء لحمايتنا من فيروس كورونا".

وأضاف، "وصل سعر كيلو السكر إلى /850/ ليرة سورية، بينما بلغ سعر كيلو الليمون ألفي ليرة، و لجان الرقابة، ما تدخلت".

لكن الإدارة العامة للتموين وحماية المستهلك التابعة لهيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، أصدرت أمس الأربعاء، نشرة بأسعار المواد الغذائية والأساسية.

 

وشملت المواد التي تم تحديد أسعارها، منظفات ومعقمات كثر استخدامها منذ ظهور مخاطر الوباء، بالإضافة للمواد الغذائية كالسكر والشاي والزيوت وحليب الأطفال وغيرها من المواد الأساسية.

 

أما جمال حج عثمان (65) عاماً، من سكان مدينة الرقة أيضاً، فقد قال إن هذا الغلاء "هو استغلال شخصي والدليل تباين الأسعار من محل لآخر، فالبعض يبيع البندورة بـ (350) والبعض الآخر يبيعها (550) وكل تاجر يبيع على هواه".

وأضاف أن تفاوت الأسعار شمل كل المواد الغذائية من لحوم وأرز وصولاً إلى الخضار التي أصبحت تباع بأسعار فاحشة بينما تباع الأصناف نفسها بأسعار أقل بكثير على البسطات.

 

وأغلقت الأسواق المتنقلة في أحياء الرقة وضواحيها في ظل حظر التجول الجاري منذ الاثنين الفائت، والتي كان كثيرون من ذوي الدخل المحدود يعتمدون عليها في تأمين احتياجاتهم لأن الأسعار في تلك الأسواق كانت مناسبة، إلا أنها كانت تشهد ازدحاماً كبيراً وسط المخاوف من انتشار فيروس كورونا المستجد.
 

واتهم عبود الآغا (38 عاماً)، وهو بائع خضار في مدينة الرقة، التجار الذين يستوردون الخضار من المحافظات الأخرى باستغلال الظروف لمصالحهم، "نعمل في هذه الفترة على بيع الحشائش والخضار المنتجة محلياً، أما تلك التي نشتريها من سوق الهال والمستوردة من المحافظات الأخرى باهظة الثمن وجودتها منخفضة فنضطر إلى بيعها بأسعار باهظة".

وأضاف أن الغلاء يتسبب في أحيان كثيرة بخسائر للباعة المحليين بسبب تلف الخضار والفواكه بعد عزوف السكان عن شرائها لغلائها، "نشتري البطاطا بـ (450) ليرة للكيلو الواحد ورغم ذلك يتلف لدينا قسم كبير منها بسبب عدم جودتها".

وقال رئيس مكتب مراقبة الأسواق في بلدية الشعب في الرقة، أحمد الشواخ، "نقوم بجولات رقابية في محاولة لضبط الأسعار، هذه الفترة نعتمد على العمل بشكل مكثف لمنع استغلال التجار".

وأضاف، "لقد ضبطنا في اليوم الأول من الحظر كمية كبيرة من السكر بسبب رفع سعره، والعمل جار لمنع أي احتكار من قبل التجار".
 

وشهدت أسواق مدن وبلدات شمال وشرق سوريا نقصاً في توفر بعض أصناف المواد الغذائية والأساسية وارتفاعاً في أسعار الأخرى خلال اليومين الأول والثاني لتطبيق الحظر، في حين شهدت أسواق الصرف ارتفاعاً وعدم استقرار في سعر صرف العملات الأجنبية وصل إلى أكثر من مئتي ليرة للدولار الأمريكي الواحد.