ارتفاع حاد في أسعار الخضار بكوباني وتحميل المسؤولية لتجار في منبج وخارجها

 

كوباني – فتاح عيسى / فياض محمد – نورث برس

 

يشتكي سكان في مدينة كوباني، شمال شرق حلب، من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضار، بالتزامن مع ارتفاع قيمة صرف الدولار مقابل الليرة وسط حالة حظر التجول سرت منذ الإثنين الفائت على مدن شمال وشرقي سوريا، في ظل اتهام تجار ومسؤولين في مديرية التموين تجار جملة في مدينة منبج وتجاراً من خارج المنطقة بالاحتكار واستغلال ظروف حظر التجول.

 

وأدت الزيادة المفاجئة في الطلب على حساب العرض، واحتكار المواد من قبل بعض التجار، وسط الانخفاض المتسارع لقيمة الليرة السورية لأكثر من مئتي ليرة للدولار الأمريكي الواحد، إلى ارتفاع في أسعار أصناف من الخضار بشكل غير مسبوق مع بدء حظر التجول في المنطقة.

 

واشتكى خليل بوزان (38 عاماً)، من سكان حي "الشهيد عاكف" في مدينة كوباني، من غياب الرقابة التموينية في الأسواق، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل عام والخضار بشكل خاص خلال اليومين الفائتين.

 

وارتفع سعر كيلو البصل مع بدء حظر التجول من /500/ و/600/ ليرة سورية إلى /900/ و/1000/ ليرة سورية، وكذلك ارتفع سعر الليمون من /700/ ليرة إلى /1400/ ليرة،  فيما ارتفع سعر كيلو البطاطا من /300/ إلى /500/ ليرة سورية، حسب ما أوضحه تجار وسكان من كوباني لـ"نورث برس".

 

غياب الرقابة

وأضاف بوزان أن ارتفاع سعر صرف الدولار أثر على ارتفاع أسعار المواد قليلاً، "لكن مع القرارات المتعلقة بوباء كورونا ارتفعت الأسعار أكثر"، مطالباً مديرية التموين بتكثيف رقابتها على الأسواق وخاصة أن معظم ذوي الدخل المحدود توقفت أعمالهم بسبب القرار الأخير، ولا يستطيعون تأمين قوت يومهم، على حد تعبيره.

 

وعزا دليل حجي، وهو تاجر خضار في "سوق الهال" بمدينة كوباني، سبب ارتفاع الأسعار في المدينة إلى تحكم تجار من خارج المنطقة بأسعار المواد القادمة عبر مدينة منبج، " ارتفاع الأسعار جاء نتيجة تحكم التجار في مناطق النظام ومنطقة الباب بأسعارها".

وأضاف، "يتلاعبون بكمية وأسعار الخضار كونهم يسيطرون على تجارتها، فأسعار الليمون والبرتقال والخيار والثوم والبطاطا ارتفعت بشكل ملحوظ ".

 

تحكم التجار

 

ولم ترتفع أسعار بعض الأصناف مثل الباذنجان و الطامطم (البندورة) في ظل حظر التجول، "لأنها تتعرض للتلف بسرعة ما يخفف احتكارها وتخزينها"، بحسب حجي، لافتاً إلى أن من المفروض أن تنخفض أسعار الخضار كالعادة مع نهاية الشتاء وبدء الإنتاج المحلي.

 

وقال الرئيس المشارك لمديرية التموين في إقليم الفرات، أحمد دابان، لـ"نورث برس"، إن ارتفاع الأسعار يشمل مناطق شمال وشرق سوريا عموماً، وسببه تحكم التجار بأسعار الخضار في مدينة منبج، "نحن مضطرون لشراء الخضار من منبج كونها المصدر الرئيسي لدخول الخضار والفواكه حالياً ولا يتوفر لدينا بديل آخر".

 

المشكلة في منبج

 

وأضاف دابان أن تجار كوباني لهم دور في رفع سعر الخضار، لكن سبب المشكلة الرئيسي هو من تجار في مدينة منبج، لافتاً إلى أن مديرية التموين في منبج لا تقوم بدورها في مراقبة أسعار الخضار, إضافة إلى أنهم يتجاهلون اتصالات مديرية التموين في كوباني معهم للتنسيق وضبط الأسعار.

 

وقال، "مديرية التموين في كوباني تقوم بتنظيم مهمات لتجار المدينة خلال حظر التجول، إضافة إلى تنظيم دوريات مراقبة على الأسعار للمساهمة في ضبطها عبر تنظيم مخالفات مادية في سوق الهال لمن يتلاعبون بالفواتير".

 

وخالفت مديرية التموين في كوباني، أمس الثلاثاء، أربعة  محال في "سوق الهال" وفرضت غرامات مالية قدت بـ /10000/ ليرة سورية، على صاحب كل محل ساهم في رفع أسعار المواد الغذائية والخضار.

 

وأشار دابان إلى أن مديرية التموين تقوم "بتنظيم لائحة أسبوعية لأسعار الخضار والفواكه في كوباني بالتنسيق مع سوق الهال"، مطالباً الأهالي بـ"مساعدة مديرية التموين في ضبط الأسعار عبر تقديم شكاوى على أصحاب المحلات التجارية التي تخالف لائحة الأسعار".

 

وأصدرت الإدارة العامة للتموين وحماية المستهلك في هيئة الاقتصاد للإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، الأربعاء، نشرة بأسعار الخضار والفواكه تلزم بها جميع محلات البيع لمواد الغذائية والخضار في المنطقة، في خطوة ربما تحد من ارتفاع الأسعار.