تشديد أمني في تل تمر بريف الحسكة بعد خروقات لقرار حظر التجول

الحسكة – دلسوز يوسف – نورث برس

 

شهدت بلدة تل تمر، في ريف الحسكة الشمالي، إجراءات أمنية مشددة من قبل قوى الأمن الداخلي وشرطة المرور في اليوم الثاني لحظر التجول ضمن التدابير الاحترازية لمواجهة فيروس "كورونا المستجد"، وسط استياء واسع من قبل سكان المنطقة بسبب غلاء أسعار المواد التموينية.

 

ورغم دعوات الإدارة الذاتية للسكان في مناطق شمال وشرقي سوريا بالتزام منازلهم، إلا أن كثيرين خالفوا القرار ظهيرة أمس الاثنين، بعد أن شهدت ساعات الصباح التزاماً غالبية السكان.

 

هذه الخروقات، دفعت قوى الأمن الداخلي "الأسايش" وشرطة المرور "الترافيك" إلى تشديد الإجراءات الأمنية بشكل كبير لمنع الخروج إلى الأسواق إلا للضرورة، وتوقيف المخالفين، في ظل تسييرها لجولات مكثّفة ضمن الأحياء والطرق الرئيسية، ما أدى لعودة السكون إلى المدينة مجدداً.

 

وقال جوان عبدالله، وهو أحد عناصر قوى الأمن الداخلي، لـ "نورث برس"، " قمنا اليوم بتشديد الاجراءات لمنع أي تجمّع أو حركة كثيفة ضمن الأسواق والأحياء بعد خروقات حدثت يوم أمس ".

 

وأصدرت الإدارة الذاتية الديمقراطية، أمس الأثنين، تعميماً يقضي بتحديد مدة حظر للتجوال بـ /15/ يوماً في مناطقها، مع إمكانية التمديد في حال اقتضت الضرورة.

 

فرض حظر التجول في تل تمر رافقته موجة استياء نتيجة غلاء أسعار المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية، خاصة بالنسبة لذوي الدخل المحدود الذين يعتمدون على أجر يومي.

 

وقال نوري السيد، وهو عامل في مجال البناء في ريف تل تمر، إن قرار الحظر أثر سلباً على مصدر رزقه الذي يعيل به أسرته المؤلفة من خمسة أشخاص.

 

 وأضاف، "فرض الحظر دون إيجاد حلول بالنسبة ذوي الدخل المحدود كارثة كبيرة، وإذا استمر الوضع على هذا المنوال في ظل غلاء الأسعار قد نموت بسبب الجوع وليس بسبب كورونا".

 

وتشهد أسواق منطقة الجزيرة السورية بشكل عام، ارتفاعاً في الأسعار نتيجة الزيادة المفاجئة في الطلب وقلة العرض، واحتكار المواد من قبل التجار، وسط انخفاض متسارع لقيمة الليرة السورية أمام الدولار والتي سجلت أعلى درجاته اليوم الثلاثاء، لتتخطى حاجز /1200/ ليرة مقابل الدولار الواحد، وفق ما تداولته محلات الصرافة في السوق السوداء.

 

وقال أنور عبدالباقي، وهو صاحب محل للمواد الغذائية في سوق تل تمر، إن الغلاء أدى إلى تراجع حركة البيع والشراء، متهماً ما أسماهم "التجار الكبار" بالتحكم في الأسواق، "الظروف صعبة والمواد جميعها بالدولار ولا يوجد بصيص أمل لمساعدة الفقراء، الأمر ليس بيدنا إنما التجّار الكبار الذين يستغلون هكذا ظروف للتحكم بالأسواق".

 

ورغم الجولات اليومية التي تنظمها قسم الضابطة في بلدة تل تمر على الأسواق لضبط الأسعار، إلا أن الأمور وصلت إلى درجة يصعب السيطرة عليها في ظل تدني قيمة الليرة السورية أمام الدولار، وفق ما أفاد به موظفو الضابطة لـ "نورث برس".

 

يذكر بأن سوريا سجلت، الأحد الفائت، أول حالة إصابة بفيروس "كورونا" المستجد لشخص قادم من خارج البلاد، وفق ما أعلنه وزير الصحة نزار يازجي، بينما قالت وزارة الصحة السورية الإثنين إن كافة الاختبارات التي أجريت لمشتبهين بإصابتهم أظهرت نتائج سلبية.