ذوي الدخل المحدود في دمشق "مجبرون" على العمل في ظل مخاطر كورونا

 

دمشق – أحمد كنعان – نورث برس

 

مع زيادة الحكومة السورية للإجراءات الاحترازية خلال اليومين الماضيين لمواجهة فيروس كورونا المستجد، إلّا أنّ شريحة واسعة من السكان في دمشق تقضي أيامها بالشكل الاعتيادي "غير مكترثة بمخاطر الوباء".

 

وتشهد شوارع العاصمة تجولاً لأعداد كبيرة من السكان،  بلا كمامات أو قفازات ودون تحاشي الاقتراب من الآخرين،  كما أن الأطفال لا يزالون يلعبون في الشوارع قرب أكوام القمامة المنتشرة حول الحاويات.

 

وقال عيسى (اسم مستعار)، وهو رجل أربعيني  كان جالساً في ساحة "الرئيس" بمنقطة جرمانا، لـ "نورث برس"، إنه مضطر للانتظار هنا حتى يحصل على عمل بأجرة يومية، "إن لم أعمل فلن تأكل عائلتي".

 

واعتبر عيسى أن الإجراءات الوقائية ليست لأمثاله من ذوي الدخل المحدود، الذين لا يستطيعون إيقاف عملهم وسط الغلاء ولا يملكون إمكانات شراء مواد تعقيم ووقاية، "الكمامة والقفازات ثمنها /500/ ليرة وكل ما أحصل عليه في اليوم لا يصل إلى ألفي ليرة".

 

وكان مجلس الوزراء السوري قد قرر، الأحد الماضي، إيقاف كافة وسائل النقل الجماعي العام والخاص داخل المحافظات اعتباراً من الثامنة من مساء يوم الاثنين /23/ آذار/ مارس الجاري، وإيقاف النقل الجماعي العام والخاص بين المحافظات اعتباراً من الثامنة  من مساء الثلاثاء /24/ آذار/ مارس الجاري.

 

في غضون ذلك أعلن وزير الصحة السوري، نزار يازجي، قبل يومين عن أول إصابة بفيروس كورونا المستجد في سوريا، في حين قالت وزارة الصحة يوم أمس الاثنين إن جميع النتائج المخبرية التي أجريت لحالات مشتبه بإصابتها كانت سلبية، وفق ما نقلته وكالة سانا.

 

وتتهم جهات إعلامية وحقوقية، بينها المرصد السوري لحقوق الإنسان، الحكومة السورية بعدم الإعلان عن إصابات موجودة في محافظات سورية.

 

واتفق محمد، وهو شاب في مقتبل العمر التقت به نورث برس أثناء توجهه إلى منزله بعد ساعات من العمل، مع عيسى بخصوص عدم التزام كثيرين بإجراءات الوقاية بسبب قسوة الظروف المعيشية التي يمرون بها، "نحن بين نارين، نار الجوع ونار العدوى".

 

وأضاف، لدى سؤاله عن مخاطر نقل العدوى إلى أفراد عائلته عند وصوله للمنزل، "خليها لربك، رح يتلطف فينا".

 

وكان مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبرييسوس، قد نبه مراراً من تجاهل الدول والأشخاص لمخاطر الفيروس، وقال في تغريدة على تويتر، "هذا الفيروس لا يحترم الحدود ولا يفرّق بين الأجناس والأعراق ولا يهمه حجم الناتج المحلي الإجمالي في الدولة".

 

وقال همام حدة، وهو مختص في البحث الاجتماعي، لـ "نورث برس"، ويعيش في دمشق إنّ استهتار شريحة واسعة بالتعليمات الاحترازية الصادرة عن الحكومة السورية يعود إما لسلبيتهم تجاه أي قرارات تصدر عن الحكومة، أو نتيجة الجهل بمخاطر "الجائحة".

 

وأضاف "هناك مظاهر يجب على الجهات المعنية معالجتها، كالازدحام على منافذ بيع الخبز وفي المؤسسات الاستهلاكية العامة ومحلات بيع الأطعمة التي لا تلتزم بأدنى شروط الوقاية المعايير الصحية".

 

وكان رئيس فريق منظمة الصحة العالمية للوقاية من الأخطار المعدية عبد النصير أبو بكر قد أكد، خلال مكالمة هاتفية مع لشبكة CNN في 19 آذار/ مارس الجاري، على وجود حالات إصابة بالفيروس داخل سوريا، متوقعاً "انفجار حالات في البلاد التي تعاني من نظام ضعيف للمراقبة الصحية".