السوريون بمصر في زمن "كورونا".. ضغوط مضاعفة

 

القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس

 

كغيرهم من فئات المجتمع، يتأثر السوريون في مصر بتداعيات الجائحة التي داهمت العالم بأسره مؤخراً انطلاقاً من مدينة ووهان الصينية، والممثلة في فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19) والذي دفع الحكومة المصرية -كغيرها من الحكومات- لاتخاذ مجموعة من الإجراءات الوقائية والاحترازية لمنع انتشاره، مع ظهور أكثر من 200 حالة تم الإعلان عنها بشكل رسمي في نحو 15 محافظة مصرية.

 

ويتشارك السوري المواطن المصري الذي تأثرت حياته بتلك التدابير الوقائية، وتأجلت العديد من مشروعاته وقراراته إلى مدى غير معروف، إشكاليات مجتمعية واقتصادية جراء الإجراءات الاحترازية، تُضاف إليها معاناة أخرى للسوريين مرتبطة بخدمات الحماية والاستقبال المعلقة من جانب مفوضية اللاجئين، فضلاً عن معوقات قانونية بعد وقف إجراءات الحصول على الإقامة مؤقتاً.

 

واستغاثت سيدة سورية عبر مجموعة "البيت السوري في مصر" على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لتكشف جانباً من جوانب تأثر السوريين الكبير -لاسيما الأسر الفقيرة أو التي بقيت دون معيل.

 

"ورب العزة ما عندي معيل غير ابني وشغلو بالمطعم وقف؛ لأن سكروا المطعم وعليَّ إيجار البيت أول الشهر، وما باخد مساعدات من المفوضية.. وربي الوضع صعب.. ولا مفوضية ولا حدا حاسس فينا"؟.

 

وتشمل الإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية، تعليق حركة الطيران حتى نهاية الشهر، وتعليق الدراسة (مع إلغاء الفصل الدراسي الثاني من الصف الثالث الابتدائي وحتى الثاني الإعدادي). ومن بين أبرز القرارات أيضاً الإغلاق الإجباري للمقاهي والمطاعم والمراكز التجارية (باستثناء الصيدليات) من السابعة مساءً يومياً، بالإضافة لإجراء تعليق العمل بالمحاكم المصرية لأسبوعين.

 

أما فيما يتعلق باللاجئين بصورة مباشرة، فتضمنت الإجراءات الرسمية الأخيرة قراراً بوقف طلبات الحصول على إقامة (وذلك بغلق مجمع العباسية حتى نهاية الشهر)، فضلاً عن قرار المفوضية العامة لشؤون اللاجئين بتقليص أنشطتها وإرجاء كل المقابلات الخاصة، مع الاكتفاء بتلقي خدمات الحماية عبر الهاتف والبريد الإلكتروني.

 

وألقت الإجراءات التي أوقفت الحياة تقريباً في مصر بظلالها على السوريين، الذين عبّروا عن مخاوفهم من تفاقم الوضع، خاصة في ظل وجود أسر محدودة الدخل وبلا معيل.

 

ويروي الناشط ماجد الشهر، معاناة أهله المتواجدين في محافظة الإسكندرية (شمال مصر)، وهو الذي اضطرته الظروف أن يبقى بعيداً عنهم في غير بلد، ويقول إن والديه يقيمان وحدهما بمحافظة الإسكندرية، دون مساعد أو معيل. "أمي وأبي كبار بالعمر موجودين بالإسكندرية.. بدي حدا من إخواتي المتطوعين الله يجزيكم ألف خير لمساعدتهم بتأمين أغراضهم".

 

واضطر العديد من السوريين أصحاب المحال، لاسيما المطاعم، إلى إغلاقها في فترات العمل الرئيسية التي كانت تشهد إقبالاً كثيفاً منذ السابعة مساءً يومياً، امتثالاً لقرارات مجلس الوزراء المصري بإغلاق مختلف المحال -باستثناء توصيل الطلبات والصيدليات- في السابعة مساءً. ما يُحمّل أصحاب والعاملين بتلك المحال أعباءً هائلة، فضلاً عن المحال الأخرى التي توقفت عن البيع تقريباً مثل محال الملابس والمفروشات والعطور وغيرها.

 

واستعرض الناشط السوري أسامة جيركن، جانباً من تلك الإشكاليات الإضافية التي يواجهها السوريون، وقال، "جمهورية مصر العربية تمر بظروف استثنائية بسبب فايروس كورونا، ولذلك ومع إغلاق الكثير من المحال التجارية والمطاعم فقد الكثير من اللاجئين فرص عملهم وقوت يومهم، وقد يستمر هذا الأمر لأكثر من 15 يوماً، وعليه فإن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مطالبة بتحمل مسؤوليتها تجاه هذه الأسر التي لا معيل لها في هذه الظروف إلا الله".

 

واقترح ضرورة أن "تخصص المفوضية منحة عاجلة تصرف لكل من يحمل البطاقة الصفراء ممن لا يأخذون مرتبات شهرية من المفوضية دون النظر إلى المعايير المتخذة في الظروف العادية، فنسبة كبيرة ممن يحملون هذه البطاقة اليوم جلسوا في بيوتهم وعليهم التزامات تبدأ بايجار البيت ولا تنتهي بثمن الخبز ومتطلبات البيت الضرورية".